شباب الختمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الختمية

منتدى شباب الختم يتناول قضايا الشباب وفعالياتهم


    متن مشكاة الأنوار

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    متن مشكاة الأنوار Empty متن مشكاة الأنوار

    مُساهمة  Admin الجمعة نوفمبر 02, 2012 1:15 pm

    متن مشكاة الأنوار
    لسيدنا الشيخ عبدالله الميرغني المحجوب
    خطبة الكتاب
    بسم الله الرحمنالرحيم ,الحمد لله رب العالمين ,حمدا يفوق حمد الحامدين ، حمدا يليق به منه إليه و يتضاعف سرمدا بجميع ضروبه عليه نحمده أن أختار سيدنا محمدا من سابق الأزل وحلاه بجميل الحلى و الحلل وجعله عروس حضرته القدسية ونفيس حضيرته الأقدسية و سلطان مملكته الأنفسية و ينبوع ينابيع الفيوض الإلهية ونشكره أن جعله مَمَدا مُمدا ومعدا معدا و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة معترف الواحد الاحد الفرد الصمد ومغترف فيض فضله في المدد بلا كيف و لا حصر و لا عدد و أشهد أن سيدنا محمدا محبوبه مختاره المقصود ونبيه و رسوله إلي كافة الجنود أرسله بالهدى ودين الحق وهو الحقيق بذلك و المحق من كان عند الأول أول كل أول ولم يزل يتدلل ويدلل كل مدلل صلى الله عليه و سلم صلاة و سلاما يليقان به منه إليه صلاة وسلاما من ظرائف لطائف سره المخزون و نفائس عرائس غيب غيبه المكنون وعلى إخوانه الأنبياء وخلانه الأصفياء و أتباعه الأتقياء ما فاض الفيضان و تعاقب الملوان و بعد فهذا جزء لطيف في بعض شئون الحضرة المحمدية ونزر ظريف من نعوت الذات الأحمدية اقتطفته ليتلى في أدنى مجلس والتقطته ليجلى على كل مستأنس ولتستنير بتلاوته القلوب وتستضيء بطلاوته عوالم الشهادة و الغيوب وليحيى به اموات الأشباح و الأرواح و ليقال عند سماعه حي على الفلاح حي على الفلاح وسميته مشكاة الأنوار في أوصاف المختار و النور الهادي إلي شمائل الهادي

    ما أختص الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم من الفضائل

    اعلموا هدانا الله جميعا إليه ودلنا سريعا عليه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم هو باب الله الاعظم و قسطاسه القويم الأكرم ومنهاجه العظيم الأفخم ومعراجه لكل من تأخر و تقدم بل هو حضرته العظمى وحماه الأحمى و سماه الأسمى فمنه الورود و الصدور وعنه المدد على ممر الدهور فهو الملتمس و المقتبس و المرجوع إليه في كل نفس فلابد من عرفانه و لو ببيان نزر من شأنه فأقول مبوبا ذلك خمسة أبواب
    الباب الأول في سيرته الشريفة و سريرته
    قال الله تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) سورة التوبة)
    نسبه صلى الله عليه وسلم
    فهو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب ابن مرة ابن كعب ابن لؤي ابن غالب ابن فهر ابن مالك ابن النضر ابن كنانة ابن خزيمة ابن مدركة ابن الياس ابن مضر ابن نزار ابن معد ابن عدنان
    مولده صلى الله عليه وسلم و مرباه وكفالته
    مولده صلى الله عليه وسلم ولد صلى الله عليه وسلم بمكة في شهر ربيع الأول يوم الاثنين عام الفيل و رأت أمه حين وضعته نورا خرج منها أضاء به قصور بصرى ووقع وبصره مرتفع إلي السماء مات أبوه وعمره عامان وثلث أو كان حملا أرضعته ثويبة ثم حليمة و أقام عندها في بني سعد أربعة أعوام
    شق صدره صلى الله عليه وسلم المرة الأولى
    فأتاه جبريل عليه السلام فشق صدره فخافت عليه فردته إلي أمه
    كفالة أمه له صلى الله عليه و سلم ووفاتها
    فخرجت به إلي المدينة لزيارة أخواله فماتت وهي راجعة و دفنت بالأبواء و عمره ستة أعوام
    كفالة جده له صلى الله عليه وسلم
    فحملته أم أيمن إلي عبد المطلب فكفله إلى تمام الثامن فمات
    كفالة عمه له صلى الله عليه وسلم
    أوصى به إلي أبي طالب فافتخر بشرف كفالته
    حفظ إسرافيل عليه السلام له صلى الله عليه وسلم
    وأمر الله إسرافيل عليه السلام بملازمته إلي الحادي عشر
    حفظ جبريل عليه السلام له صلى الله عليه وسلم
    ثم أمر جبريل بذلك مع عدم ظهوره
    سفره صلى الله عليه وسلم إلي الشام مع عمه أبي طالب
    وسافر مع عمه إلي الشام حتى وصل بصرى فرآه بحيرى و علامات النبوة عليه فقال لعمه ارجع به خوفا عليه وكان عمره ثنتي عشرة سنة
    سفره صلى الله عليه وسلم إلي الشام مع ميسرة في تجارة خديجة رضي الله عنها والإرهاصات التي حدثت له :
    ثم مع ميسرة في تجارة لخديجة فرأى منه العجائب مما خص به المواهب فأخبرها فخطبته فتزوجها وهو ابن خمس و عشرين وهي ابنة أربعين و صار يدعى بالأمين
    بناء البيت الحرام ومشاركته صلى الله عليه وسلم فيه
    ولما تم له خمس و ثلاثون بنت قريش البيت وتنازعوا فيمن يضع الحجر فارتضوه فوضعه في ردائه و أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف منه فرفعوه فوضعه في محله وصار من يومئذ يسمع صوتا أحيانا ثم صار يرى نورا
    ابتداء الوحي إليه صلى الله عليه وسلم
    ولما دنت أيام الوحي أحب الخلوة و الانفراد فكان يتخلى في جبال حراء
    ظهور إرهاصات النبوة عليه صلى الله عليه وسلم
    ولم يزل كذلك ومرآة الوحي تزداد من الصفاء و الصقال حتى بلغ أقصى درجات الكمال فظهرت تباشير صبح الوحي و أشرقت و ترادفت بروق السعادة و تألفت فصار لا يمر بحجر و لا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله فينظر يمينا و شمالا فلا يرى شيئا و لا خيالا
    نزول أمين الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
    ولم يزل كذلك حتى بلغ الأربعين فظهر له شخص و هو قائم على حراء فقال له أبشر يا محمد أنا جبريل و أنت رسول الله لهذه الأمة ثم أخرج له قطعة نمط من حرير مرصعة بجواهر فوضعها في يده فقال اقرأ فقال ما أنا بقارئ فضمه وغطه حتى بلغ منه الجهد ثم قال اقرأ فقال لست بقارئ فغطه كذلك ثلاثا ثم قال (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) سورة العلق)
    تعليم جبريل النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء و الصلاة
    ثم قال انزل فنزل معه فأجلسه على درنوك أبيض وعليه ثوبان أخضران ثم ضرب برجله الأرض فنبعث عين ماء فتوضأ جبريل و أمره أن يفعل كفعله ثم أخذ كفا من ماء فرش به وجهه ثم صلى به ركعتين وقال الصلاة هكذا وغاب
    إخباره صلى الله عليه وسلم خديجة بما حدث
    فرجع إلي مكة وقص على خديجة وقال لها قد خشيت على نفسي فثبتته وصدقته
    من مناقب أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
    و كانت أول من آمن به ثم اتت ورقة
    المحاورة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وورقة
    فقص عليه فصدقه فكان أول رجل آمن وقال هذا الناموس الذي أنزل على موسى ياليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك قال أو مخرجي هم قال ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي
    أول من أسلم من الرجال بعد ورقة بن نوفل
    ثم أسلم علي و أبوبكر
    دعوته صلى الله عليه وسلم بمكة
    ثم أقام بمكة يدعو الناس إلي الدين ثلاث عشرة سنة و يستقبل في صلاته بيت المقدس ثم حولت القبلة إلي الكعبة بعد الهجرة كتاب الإيمان و لما كثر المسلمون اتخذ دار الأرقم فاختفوا فيها ثلاث سنين ثم أمر بإظهار الدين فدعى جهرا
    القرآن المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأنزل الله القرآن فتحداهم بأقصر سورة منه فلم يقدروا فمن قائل هذا سحر ومن قائل في أذني وقر
    من أقر بمعجزة القرآن الكريم من رءوس كفار قريش
    و أقر الوليد و النضر وعتبة و الأخنس و أبو جهل بأنه غير مفترى
    الكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم حسدا
    و أنه لا من كلام البشر لكن غلبت عليهم الشقوة
    المستهزئون برسول الله صلى الله عليه و انتقام الله تعالى منهم
    واستهزأ به جماعة فأهلكوا وكفاه الله شرهم
    شكوى الكفار محمدا صلى الله عليه وسلمإلي عمه أبي طالب
    ولما فشى الإسلام مشى كفار قريش إلي أبي طالب و شكوا من سب آلهتهم و ذم دينهم و تكرر ذلك و هو يذب عنه وفي آخر ذلك قالوا أعطنا محمدا فنقتله و خذ بدله عمارة ابن الوليد فتبنيه فقال أكفل ابنكم و أعطيكم ابني تقتلونه هذا لا يكون فمضى يجهر بالتوحيد
    إيذاء قريش رسول اللهصلى الله عليه وسلمو المسلمين
    فأجمعوا أن يقولوا ساحر وقعدوا بالطريق أيام الموسم يحذرون منه الناس فافترقوا و قد شاع أمره و سار ذكره فأخذوا في إيذائه
    أكثر المسلمين عذابا في سبيل الله تعالى
    و تعذيب من أسلم
    آيات دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم
    و طلبوا منه آية فأراهم انشقاق القمر فزاد الذين آمنوا إيمانا و الكفار طغيانا
    الهجرة الاولى للحبشة
    ولما اشتد البلاء هاجر جمع إلي ملك الحبشة فأقاموا بها خمسة أعوام ثم بلغهم إسلام قريش عادوا فوجدوا باطلا
    الهجرة الثانية للحبشة
    فرجعوا فعظمت معاداتهم له و لصحبه فكتبوا كتابا أن لا ينكحوا بني هاشم لا يوالوهم لا يبايعوهم لا ولا وعلقوه بالكعبة وحصروهم بالشعب ثلاث سنين حتى اشتد البلاء و سمعت أصوات صبيانهم يتضاغون من الجوع
    الأرضة تأكل الصحيفة الظالمة
    و أطلع الله نبيه على أن الأرضة أكلت ما في الصحيفة من جور و ظلم و بقي ذكر الله فأخبرهم فأخرجوها فوجدت كذلك و شلت يد كاتبها
    خروج المسلمين من الشعب و سببه
    فقام رجال منهم في نقضها فلبسوا السلاح و أخرجوهم
    موت أبي طالب و خديجة
    ثم مات أبو طالب ثم خديجة فحزن لذلك
    قصة الإسراء و المعراج
    ثم بعد عام و نصف أسرى به إلي بيت المقدس على البراق ثم علا إلي السماء و معه جبريل فأتى الأنبياء كل واحد في سماء ففرحوا به ثم علا إلي مستوى سمع فيه صريف الأقلام بالأقدار ثم دنا فتدلى
    فرض الصلاة
    ففرض الله عليه و على أمته خمسين صلاة فلم يزل يراجعه و يسأله التخفيف بإشارة موسى حتى جعلها خمسا
    إخباره قومه صلى الله عليه وسلم بما حدث
    فلما أصبح أخبرهم فصدقه الصديق و كذبه الكفار و سألوه عن صفة بيت المقدس و لم يره قبل فرفعه إليه جبريل حتى وصفه لهم فلم يمكنهم تكذيبه لكن جحدوا عنادا
    عرض نفسه صلى الله عليه و سلم على القبائل
    ولما اشتد أذاهم له عرض نفسه على القبائل يطلب من يأويه و يحميه ليبلغ رسالة ربه فكل منهم يُعرض ويهزءون به
    الأنصار يجيبونه صلى الله عليه و سلم
    حتى أتاح الله له الأنصار فسار يسلم الواحد منهم و يسلم معه عشيرته ففشا الإسلام بالمدينة
    هجرة المسلمين إلي المدينة شرفها الله تعالى
    فهاجر إليها المسلمون و أراد أبو بكر لأن يهاجر فمنعه حتى هاجرا معا
    الهجرة الشريفة إلي المدينة المنورة
    فخرجا إلي غور ثور ومعهما عامر بن فهيرة يخدمهما و ابن أريقط يدل على الطريق فسلكوا طريق الساحل و أعمى الله عنهم العدو فرآهم سراقة فتبعهم ليقتلهم فدعا عليه المصطفى فساخت فرسه في الأرض فناداه الأمان يا محمد فدعا له فخلص وحلف أن لا يدل عليه فرجع فلقيه الكفار يطلبونه فقال ارجعوا فقد استبرأت لكم ثم مر بخيمة أم معبد فاستسقوها فقالت ما عندي شيء فنظر صلى الله عليه وسلم إلي شاة في كسر الخيمو فقال ما هذه فقالت شاة أضر بها الجهد و ما بها لبن فمسح ضرعها فحلبت و شربوا وسافر حتى و صل إلي يوم الاثنين من ربيع الأول فأقام بها أربعا
    ثم رحل يوم الجمعة
    أول مسجد جمعة و أول خطبة
    فصلى بمسجدها الجمعة وهي أول جمعة ثم ارتحل
    مكان مسجده الشريف وبيوته صلى الله عليه وسلم
    فبركت ناقته موضع مسجده الآن فنزل أبي أيوب
    بناء المسجد الشريف
    حتى بنى مسجده و منازل زوجاته وبنى صحبه حوله
    نجاة المدينة المشرفة من الوبا
    و كانت كثيرة الوبا فزال و نقل الله حماها إلي الجحفة
    الزيادة في صلاة الحضر
    فأقام بها شهرا ثم نزل عليه إتمام الصلاة أربعا
    إقامته صلى الله عليه وسلم في دار أب أيوب
    و أقام من ربيع الأول إلي صفر يبني مسجده
    الأمر بالأذان
    وفي هذا العام كان الأمر بالأذان
    فرض الصوم وزكاة الفطر و المال
    وفي الثاني فرض الصوم و زكاة الفطر و المال
    تحويل القبلة
    حولت القبلة للكعبة
    غزوة بدر
    و غزا بدرا
    غزوة أحد
    وفي الثالث أحدا
    غزوة بني النضير و إجلاؤهم
    وفي الرابع بني النضير
    بعض ما حدث في العام الرابع الهجري
    و قصرت الصلاة و حرم الخمر وشرع التيمم
    غزوة الخندق
    وفي الخامس الخندق
    غزوة بني قريظة
    وبني غريظة
    غزوة بني المصطلق
    و المصطلق
    عمرة الحديبية و بيعة الرضوان
    و السادس عمرة الحديبية و بيعة الرضوان
    فرض الحج
    وفرض الحج
    غزوة خيبر
    السابع خيبر
    عمرة القضاء
    و عمرة القضاء
    وقعة مؤتة
    و الثامن وقعة مؤتة
    فتح مكة
    و فتح مكة
    غزوة حنين
    و حنينا
    غزوة تبوك
    و التاسع تبوك
    حجة أبي بكر الصديق بالمسلمين
    و حجة الصديق
    عام الوفود
    و يسمى عام الوفود
    حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم و أعماله فيها
    و العاشر حجة الوداع
    افتقاد العالم نور النبوة
    و الحادي عشر وفاته وشرَّف وكرَّم.
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    متن مشكاة الأنوار Empty رد: متن مشكاة الأنوار

    مُساهمة  Admin الجمعة نوفمبر 02, 2012 1:20 pm

    والباب الثاني في شئونه الخَلقية و الخُلقية و نعوته الحسية و المعنوية
    الفصل الاول في
    أوصافه الظاهرة صلى الله عليه وسلم

    أما الخلقية فكان فخما مفخما يتلألأ وجهه كالقمر ليلة البدر أطول من المربوع و أقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعران إن انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفرة أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب من غير قرن سوابغ بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية أدعج سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادنا متماسكا سواء البطن و الصدر مسيح الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجرى كالخط عاري الثديين مما سوى ذلك أشعر الذراعين و المنكبين و أعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شثن الكفين و القدمين سابل الأطراف سبط العصب خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال تقلعا و يخطو تكفا و يمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب و إذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلي الأرض أطول من نظره إلي السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقيه بالسلام وكان له عكن ثلاث يغطي الإزار واحدة منها عبل ما تحت الرجلين الإزار بادنا في آخر عمره لم يضره السن يكاد يكون على الخلق الأول وكانت أصابعه كأنها قضبان فضة وكفه ألين من الخز كأنه كف عطار يضع يده عللى رأس الصبي فيعرف من بين الصبيانبريحها و عرقه كاللؤلؤ في البياض و كالمسك في الرائحة يقول ناعته لم أر قبله و لا بعده مثله وبين كتفيه خاتم النبوة مما يلي منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب إلي صفرة و حولها شعرات متواليات كأنها عرف فرس
    الفصل الثاني في
    أوصافه الخُلقية صلى الله عليه وسلم
    فصل و أما الخُلُقية
    خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم :
    فكان صلى الله عليه وسلم متخلقا بأخلاق الرحمن إذ كان خلقه القرآن قد حوى الكمالات الباطنة و الظاهرة و بها ساد أهل الدنيا و الآخرة
    وإنك لعلى خلق عظيم :
    وكان أكرم على الله من كل كريم و لذا قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) سورة القلم)
    من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم
    فمن مكارم أخلاقه و محاسن آدابه و أعراقه أنه كان أحلم الخلق و أشجعهم و أعدلهم و أصدقهم لهجة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة و أعظمهم حياء و أسكتهم في غير كبر و أفصحهم و أبلغهم في غير تطويل و أعفهم و أجودهم لا بيت عنده دينار و لا درهم و ما سئل قط فقال لا يقبل الهدية ولو جرعة لبن و فخذ أرنب و يكافئ بأكثر منها و يأكلها و لايأكل الصدقة يعظم النعمة و إن دقت لا يذم شيئا لم يذم ذواقا و لا يمدحه وكان أخوف الخلق لله تعالى متواصل الاحزان دائم الفكرة ليست له راحة كثير البكاء و الضراعة و لايتكلم في غير حاجة طويل السكوت يفتتح الكلام و يختتمه بأشداقه و يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه و لا تقصير و يعيد الكلمة ثلاثا يغضب لربه و لا لنفسه ينفذ الحق و إن عاد بالضرر عليه و إذا أهمه أمر أكثر من مس لحيته من رآه بديهة هابه ومن خالطه بمعرفة أحبه لطيف الظاهر و الباطن يعرف في وجهه غضبه ورضاه وكان أجهلهم تواضعا لا يدعوه أحد إلا قال له لبيك ويجلس للأكل مع العبيد ويجالس الفقير ويواكله ويمشي مع المساكين و الأرملة لقضاء حوائجهما من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه و إن أخذ أحد بيده فيرسلها حتى يرسلها الآخذ من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس بسطة و خلقة فصار لهم أبا وصارا عنده في الحق سواء و إذا انتهى إلي القوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك و يعطي كلا من جلسائه نصيبه حتى لا يحتسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه مجلسه مجلس حلم وحياء و صبر و أمانة لا ترفع فيه الأصوات و لا تؤبن فيه الحرم ولا تنثين فلتاته يتعاطفون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير و يرحمون فيه الصغير ويرفدون ذا الحاجة و يحفظون الغريب الذين يلونه من الناس خيارهم و أفضلهم عنده أعمهم نصيحة و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازاة ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابا وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير و إذا سكت تكلموا لا يتنازعون عنده الحديث من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم حديث أولهم يضحك مما يضحكون منه و يتعجب مما يتعجبون ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق و لا انتهر خادما و لا قال له في شيء صنعه لم صنعته و لا في شيء تركه للم تركته بل يقول لو قدر يكون و لا ضرب بيده أحدا إلا في الجهاد ولما قيل له ادع على الكفار قال إنما بعثت رحمة ، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون لم يكن فحاشا و لا لعانا ولا بخيلا ولا جبانا و لا صخابا في الأسواق ولم يواجه أحدا بما يكره يكرم أهل الفضل و يتألف أهل الشرف و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و خُلقه ويتفقد أصحابه و يسأل الناس عن ما في الناس و يستحسن الحسن و يصوبه و يقبح القبيح و يوهنه و يمزح و لا يقول إلا حقا ويورى و لا يفوه إلا صدقا وكان أكثر جلوسه محتبيا بيده ويؤثر الداخل بوسادته ويبسط ثوبه وإن أبى عزم عليه حتى يفعل و لايقبل الثناء إلا من مكافئ يدخلون روادا و لا يتفرقون إلا عن ذواق و يخرجون أدلة لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر و لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها وكان يخصف نعله و يرقع ثوبه ويفليه و يحلب شاته ويخدم أهله ويمشي متنعلا ووحده بين أعدائه و إلي بساتين إخوانه ويعود المرضى حتى بعض الكفار و المنافقين ويشهد الجنائزويزور القبور ويسلم عليهم و يستغفر لهم و يركب الفرس و البعير و الحمار بإكاف و عريا و أكثر ركوبه للأولين و أهدى له البغل فركبه و منفردا ويردف أحيانا عبده و زوجته و غيرهما وكان دائم البشر سهل الخلق حسن العشرة حتى لأزواجه و يسوي بينهم في النفقة والإيواء و يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك و لا أملك يعني المحبة و الوقاع و لا يقول في الرضى و الغضب إلا الحق و إذا
    وعظ احمرت عيناه و علا صوته كأنه منذر جيش و لا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له و لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها و إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر لا يترك أحدا يقوم بين يديه و لا يمشي خلفه و يقول خلوا ظهري للملائكة و لا يجزى سيئة بمثلها بل يعفو و يصفح و يجود و يمنح
    أكله صلى الله عليه وسلم :
    وكان يأكل ما وجد و لايتكلف ما فقد و لا يرد طعاما و لا يعيبه إن أعجبه أكل و إلا تركه أكل لحم الإبل و الغنم و الدجاج و السمك و الرطب و التمر و الخبز بتمر و بخل وبشحم وبزيت وبزبد و كبد الغنم مشويا و القديد و الثريد ويحب اللحم و يعجبه الذراع وسم فيه و الدباء و يتبعها من جوانب القصعة و العجوة و العسل و الحلوى والهندباء و البقلة الحمقا و أحب الفاكهة إليه العنب و البطيخ بخبز و بسكر و يستعين بيديه جميعا وربما أكل العنب خرطا وكان أكثر طعامه التمر والماء و إذا لم يجد صبر و شد على بطنه الحجر وكان أحيانا لا يجد من الدقل ما يملأ بطنه ويبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم الشعير ولم يشبع منه و لا أهله و يمضي الشهر وما يوقد في بيته الجمر ما هو إلا الماء و التمر و يأخذ ما يأكله بنفسه وما تشهى طعاما و لا اقترحه و لا يأكل وحده و يأكل لحم الطير و لا يصيده يعاف الضب و الطحال وما جمع بين مشوى و مطبوخ و قديد و لا رطب ولحم وحليب و أتي بلبن وعسل فرده وقال ادمان في إناء لا آكله ولا أحرمه أكره الفخر و يضع السفرة على الأرض وما أكل على خوان و لا في سُكرجة و يأكل بثلاثة أصابع و يستعين بالرابع ونهى عن الأكل بأصبع وقال أكل الشيطان و بأثنين وقال أكل الجبابرة ويأكل الساقط ويقول لا ندعها للشيطان و يلحس الأصابع و القصعة ويقول تستغفر للاحسها ويتبع ما سقط من السفرة و يقول من فعله غفر له و يسمى الله أولا ويحمده آخرا ويأكل مقعيا لا متكئا ويقول آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد و لا يجمع بين لبن و سمك و لا لبن و حامض و لا بين حارين و لا باردين و لا قابضين ولا مسهلين و لا غليظين و لا ياكل حارا و لا يابسا و لامعفنا كالملوحات ويدفع ضررالبعض بالبعض كتمر بزبد وبطيخ أو قثاء برطب
    شرابه صلى الله عليه وسلم :
    و ينقع التمر و يشربه للهضم وامر باكل المتيسر قبل النوم و أن لا يأكل الخبز وحده و أن لا ينام بعد الأكل وقال أذيبوا طعامكم بذكر الله لا تناموا فتقسو قلوبكم وكان يشرب اللبن حليبا وممزوجا و الماء في ثلاثة أنفاس و يمص و لا يعب و يقول الكباد من العب و لا يتنفس في الإناء و قاعدا غالبا ويحب البارد و يكره الحار و إذا شرب دفع الباقي لمن عن يمينه و إن كان عن يساره أشرف أو أسن قال للأيمن الشربة لك فإن شئت آثرته
    لباسه صلى الله عليه وسلم :
    وكان يلبس الكتان و الصوف و القطن وهو الغالب قميصا أو رداء أو غيرهما و يحب البيض و الخضر و البردة و الحبرة و الجبة و الحلة الحمراء و القباء الساذج و الأسود و القزو المعلم أطرافه بسندس و أحبها إليه القميص و روى أنه لبس السراويل و لبس جبة خسراوانية معرجة عليها سجف من ديباج و الطيلسان في الحر كاليوم الذي هاجر فيه و له ثوبان للجمعة و برد أخضر للعيدين و العمامة السوداء و البيضاء وهي الأكثر بغير قلنسوه و بلا عمامة و يجعل لها غالبا عذبة بين كتفية ولم تكن كبيرة تؤذي و لا صغيرة لا تقي و لم يتحر في طولها أو عرضها شيء و ما قال الطبري من الطول سبعة في عرض ذراع و أنها لم يثبت غالب وله عمامة تسمى السحاب وو هبها لعلي فكان إذا قدم يقول أتاكم على في السحاب وكانت ثيابه فوق الكعبين وربما جعلها لنصف الساق و الكم إلي الرسغ أو مع الأصابع و يلبسها من ميامنه وينزعها بالعكس ويقول عند لبسه الحمد لله الذي كساني ما أستر به عورتي و أتجمل به و إذا استجد ثوبا سماه وقال اللهم لك الحمد كما كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له و أعوذ بك من شره و شر ما صنع له ولبسه و أعطى الخلق مسكينا و له ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس
    خاتمه صلى الله عليه وسلم :
    و له خاتم فضة فصه منه ونقشه محمد رسول الله ويتختم في خنصر يمينه و يساره و الأكثر الأول
    نعله صلى الله عليه وسلم :
    و يلبس النعال السبتية و التاسومة و الخف وكان فرشه من أدم حشوه ليف و طوله ذراعان و شيء و عرضه ذراع ونحو شبر وله عباءة تفرش له حيثما تنقل تثنى طبقتين وربما نام على حصير و على الأرض جردا وما غاب مضجعا قط و إن فرش له اضجع عليه و إلا على الأرض و كان يحب الطيب و لا يرده ويكره الرائحة الكريهة و يتطيب بغالية و مسك ويتبخر بكافور و عود و يكتحل في كل عين ثلاثا و لا يفارقه خمس المرآة و المكحلة و المشط و السواك و المدرات و يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا
    معاملاته صلى الله عليه وسلم :
    وباع واشترى بنقد ونسيئة و الأغلب بعد البعثة الشراء و بعد الهجرة لم يحفظ البيع إلا في ثلاث صور و أجر و استأجر و هو الأغلب و أجر نفسه قبل النبوة للرعي و للتجارة و شارك وو كل و توكل ووهب ووهب له و استعار وضمن عن الله ضمانا خاصا و عاما و تشفع و تشفع إليه ولم يقبل فلم يغضب و كان يكثر القسم بالله و الثابت منه يزيد على ثمانين مرة
    استماعه صلى الله عليه وسلم الشعر :
    و يسمع الشعر و يهب قائله إذا مدحه حق بحق و ما قيل فيه فقطرة من بحار كماله بخلاف غيره فغالبه زور و كذب فلذا قال احثوا في وجوه المداحين التراب و سابق و صارع و طلق و آلى وزعم الظهار غلطا و ضاف و أضاف و داوى و تداوى بمفرد و مركب و رقى و استرقى وحذر من التخمة و كثرة الأكل وكان آخر عمره يدخر قوت سنة لأهله مع إنقاقه قبل التمام
    أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    وكان أحب العمل إليه أدومه و أيسره و إن قل و يذكر الله في كل أحيانه وله في كل حال ذكر و له في كل حال و على كل أمر حمد و شكر وله صلوات
    صيامه صلى الله عليه وسلم و بعض أفعاله :
    و صيام و مرتبات في كثير الأوقات و يصوم حتى يقال لا يفطر و عكسه و أكثر صيامه في شعبان
    قيامه صلى الله عليه وسلم ليلا :
    وكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فتقول له عائشة أتتكلف هذا و قد غفر الله لك فيقول أفلا أكون عبدا شكورا
    دعاؤه صلى الله عليه وسلم :
    وكان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك هذا و قد جمع الله له محاسن السير و أحاسن السياسة و الخير مع أنه أمي نشأ بين جهال يتيما من أبويه في فقر و رعاية غنم فعلمه الله مكارم الأخلاق و جعل له من أكارم الآداب أوفر أخلاق

    الباب الثالث معجزاته صلى الله عليه وسلم
    معجزاته صلى الله عليه و سلم :
    أما المعجزات فأعظمها القرآن الذي أعجز الملك و الإنس و الجان و انشقاق القمر
    نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه و سلم:
    و نبع الماء من بين أصابعه في قدح صغير حتى شرب العسكر و توضئوا
    إطعام العدد الكثير من الطعام القليل:
    و إطعام ألف من أقل من صاع
    كلام الشجر و الحجر:
    و كلام الشجر و الحجر
    حنين الجذع:
    و حنين الجذع لما فارقه حتى سمع منه كصوت الإبل فضمه إليه فسكن
    انزواء الأرض:
    و انزواء الأرض له
    تسبيح الحصا:
    و تسبيح الحصا بكفه
    تسبيح الطعام:
    و الطعام لحضرته
    كلام الذراع:
    و كلام الذراع
    سلام الغزال:
    و سلام الغزال
    شهادة الذئب بالرسالة :
    و شهادة الذئب له بالرسالة
    شكاية البعير :
    و شكاية البعير
    سعي الشجرة إليه صلى الله عليه وسلم :
    و سعي الشجرة إليه
    رد عين قتادة :
    ورد عين قتادة فكانت أحسن عينيه
    شفاء عين علي الرمداء :
    و تفله في عين علي و هي رمداء فبرئت و لم يرمد بعد
    منع الحر و البرد عن علي رضي الله عنه :
    و دعاؤه له بمنع الحر و البرد فلم يحس بها بعد
    استجابة دعائه لابن عباس رضي الله عنه:
    و لابن عباس بالتفقه في الدين فصار البحر المعين
    استجابة دعائه لأنس رضي الله عنه :
    و لأنس بالمال و الولد و العمر فرزق مائة و لد و عاش مائة و صارت نخله تحمل في العام مرتين
    شفاؤه لرجل ابن عتيك:
    و مسح رجل بن عتيك لما انكسرت فصحت
    إخباره بقتل أبي بن خلف:
    و إخباره بقتل أبي بن خلف فخدشه يوم أحد خدشا يسيرا جدا فمات
    إخباره بمصارع كفار قريش في بدر :
    و عدة مصارع الكفار قبل الواقعة في بدر فقتل كل فيما عينه
    امتلا أعين الكفار في بدر و حنين بقبضة من تراب فدخل في عيون الجميع :
    و رميه الكفار بقبضة من تراب فامتلأت أعينهم فهزموا
    خروجه من بيته إلي الهجرة و عمى الكفار عن رؤيته:
    و خروجه على مائة من قريش ينتظرونه ووضعه على رءوسهم التراب فلم يروه
    دعاؤه على عتبة و استجابة الدعاء :
    و دعاؤه على عتبة ابن أبي لهب بقوله اللهم سلط عليه كلبا من كلابك فأكله الأسد
    ما أخبر به عما يصيب عثمان رضي الله عنه :
    و قوله في عثمان تصيبه بلوى عظيمة فكان ما كان
    إخباره بقتل الأسود العنسي :
    و إخباره بقتل الأسود العنسي في صنعاء ليلة قتله
    إخباره باغتيال كسرى يوم موته :
    و بأن كسرى قتل بفارس في يوم قتله باذان
    إخباره أن الفئة الباغية تقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه:
    و بأن عمار تقتله الفئة الباغية فقتله جيش معاوية
    إخباره أن الزهراء رضي الله عنها أول أهله لحوقا به صلى الله عليه و سلم :
    و بأن فاطمة أول أهله لحوقا به فكان
    إخباره بأول زوجاته موتا:
    و بأن أطول نسائه يدا أسرعهن لحوقا به فكانت زينب لطول يدها بالصدقة
    إخباره باستشهاد الحسين رضي الله عنه:
    و بقتل الحسين و مصرعه و أهله فكان كذلك
    إخباره بمن يغزون في البحر من أمته:
    و بأن طوائف من أمته يغزون في البحر فوقع
    بعض معجزاته الأخرى :
    و قوله لرهط مجتمعين أحدكم في النار فماتوا كلهم مسلمين إلا واحدا ارتد و مسحه ضرع شاة حائل فدرت و قوله للحكم بن العاص لما جاءه مستهزءا كذلك فكن و لامرأة خطبها فقال أبوها بها برص و لم يكن بها منعا لها فلتكن كذلك فبرصت حالا و لمن قال له كل بيمينك فقال لا استطيع كبرا لا استطعت فما رفعها إلي فيه إلي غير ذلك مما لا يحصى و يكفى أن منها كرامات الأولياء التي لا تستقصى
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    متن مشكاة الأنوار Empty رد: متن مشكاة الأنوار

    مُساهمة  Admin الإثنين نوفمبر 26, 2012 1:40 pm


    فصل:
    فأنواعها أربعة
    النوع الأول من الخصائص :
    أولها الواجبات وهي الضحى و الوتر وراتبة الصبح و الأضحية و السواك و المشاورة وتغيير المنكر و المصابرة في الحرب و قضاء دين ميت مسلم معسر و طلاق كارهته و تخيير زوجاته بين الطلاق و المقام و التهجد ثم نسخ
    النوع الثاني من الخصائص :
    ثانيها المحرمات وهي الصدقة و لو نفلا و الكفارة و تعلم الخط و القراءة و الشعر وروايته و نزع لأمته إذا لبسها قبل القتال و مد عينيه لمتاع غيره و الإيماء إلي فعل مباح كقتل و ضرب مع إظهار خلافه ونكاح الكتابية و الأمة و المن ليستكثر ثالثها المباحات وهي التزوج فوق أربع و بلا شهود و من شاء بما شاء لمن شاء و تولى الطرفين و وجوب إجابته على امرأة خلية رغب فيها و مكثه بالمسجد جنبا و إدامة قضاء النافلة و لو و قت الكراهة و الوصال و أخذ صفى المغنم و الغنيمة و خمس خمسها مع سهمه كغانم و شهادته لنفسه و فرعه و حكمه لهما و شهادته كاثنين و جواز الشهادة له بلا علم وحِمى الموات لنفسه و أخذ ما احتاجه من غذاء من محتاجه و صلاته بعد نومه طاهرا
    النوع الرابع من الخصائص:
    رابعها الإكرام منه تحريم موطوءاته على غيره و كونه خاتم الأنبياء و أفضلهم و أول من تنشق عنه الأرض و يقرع باب الجنة و يدخلها و أول شافع و رسول إلي الثقلين و إن الله أقسم بحياته و لا ينام قلبه و يرى من خلفه و يبصر في الظلمة و لا فئ له و لا يقع عليه لذباب و أجر نفل صلاته قاعدا كقائم و مخاطبة المصلى له في تشهده و لا تبطل صلاته و يحرم رفع الصوت عنده و نداؤه باسمه و من وراء الحجرات و لا يورث
    الباب الربع في كلامه ودعاؤه صلى الله عليه وسلم
    كلامهصلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة :
    أما الكلام فبحره طام أعيت قطرته الأقلام و أعجزت الخاص و العام من الأعلام التقطت أربعين حديثا تحث على كل فضل حثيثا
    الحديث الأول :
    قال صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله و رسوله ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه
    الحديث الثاني :
    قال صلى الله عليه وسلم:الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا و إن لكل ملك حمى ألا و إن حمى الله تعالى في أرضه محارمه ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
    الحديث الثالث:
    وقال صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس
    الحديث الرابع:
    و قال صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
    الحديث الخامس:
    و قال صلى الله عليه وسلم أجمعوا في طلب الدنيا فإن كلا ميسر لما خلق له
    الحديث السادس :
    و قال صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور
    الحديث السابع:
    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تدين تدان
    الحديث الثامن:
    و قال صلى الله عليه وسلم لا تظهر الشماتة بأخيك فيعاقبه الله و يبتليك
    الحديث التاسع:
    و قال صلى الله عليه وسلم لا يغني حذر من قدر
    الحديث العاشر :
    و قال صلى الله عليه وسلم يسرو و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا
    الحديث الحادي عشر:
    و قال صلى الله عليه وسلم استفت قلبك و إن أفتوك
    الحديث الثاني عشر:
    و قال صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فأسأل الله و إذا استعنت فاستعنت بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف وفي رواية احفظ الله تجده أمامك تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك و اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا
    الحديث الثالث عشر:
    وقال صلى الله عليه وسلم الخلق كلهم عيالُ الله و أحبهم إليه أنفعهم لعياله
    الحديث الرابع عشر:
    و قال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى ارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء
    الحديث الخامس عشر :
    و قال صلى الله عليه وسلم من سعادة المرء حسن الخلق ومن شقاوته سوء الخلق
    الحديث السادس عشر :
    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا و قاربوا و أبشروا و استعينوا بالغدوة و شيء من الدُّلجة
    الحديث السابع عشر:
    و قال صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال أن يسلم الناس من لسانك ويدك وما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤنة الناس عليه
    الحديث الثامن عشر :
    و قال صلى الله عليه وسلم أد ما أفترض الله عليك تكن من أعبد الناس واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس وارض بما قسمه الله لك تكن من أغنى الناس
    الحديث التاسع عشر :
    وقال صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلي صوركم و أموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم و أعمالكم
    الحديث العشرون :
    و قال صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقبل توبة العبد مالم يغرغر
    الحديث الحادي و العشرون :
    و قال صلى الله عليه وسلم إن من ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت
    الحديث الثاني و العشرون :
    قال صلى الله عليه وسلم إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث و لا تجسسوا و لا تحسسوا و لا تنافسوا و لا تحاسدو ولا تباغضوا و لا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا و لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك
    الحديث الثالث و العشرون :
    و قال صلى الله عليه وسلم أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك
    الحديث الرابع و العشرون :
    و قال صلى الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف
    الحديث الخامس و العشرون :
    قال صلى الله عليه وسلم جبلت القلوب على حب من أحسن إليها و بغض من أساء إليها
    الحديث السادس و العشرون:
    و قال صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب
    الحديث السابع و العشرون :
    قال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم
    الحديث الثامن و العشرون :
    و قال صلى الله عليه وسلم من أحب شيئا أكثر من ذكره
    الحديث التاسع و العشرون :
    قال صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم
    الحديث الثلاثون :
    و قال صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان
    الحديث الحادي و الثلاثون :
    و قال صلى الله عليه وسلم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
    الحديث الثاني و الثلاثون :
    و قال صلى الله عليه وسلم بشر المشائين بالنور التام في الظلم إلي المساجد يوم القيامة
    الحديث الثالث و الثلاثون:
    و قال صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
    الحديث الرابع و الثلاثون :
    قال صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة
    الحديث الخامس و الثلاثون :
    و قال صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل و شاب نشأ في عبادة الله و رجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك و افترقا عليه و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال إني أخاف الله رب العالمين ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
    الحديث السادس و الثلاثون:
    و قال صلى الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث إذا حدث كذبو إذا وعد أخلف و إذ ائتمن خان
    الحديث السابع و الثلاثون :
    و قال صلى الله عليه و سلم أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم
    الحديث الثامن و الثلاثون
    و قال صلى الله عليه وسلم ما جبل الله وليا إلا على السخاء و حسن الخلق
    الحديث الأربعون :
    و قال صلى الله عليه وسلم عن الله من عاد لي وليافقدأذنته بالحرب
    الحديث الحادي و الأربعون:
    وفقال صلى الله عليه وسلم أو صيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و إن تأمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
    الحديث الثاني و الأربعون :
    و قال صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه
    الحديث الثالث و الأربعون :
    و قال صلى الله عليه وسلم ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة و اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبه غافل لاه
    بعض دعائه صلى الله عليه وسلم
    فصل:
    وأما الدعاء فكثير وكله عظيم خطير و ساذكر نزرا جامعا و قلا نافعا اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد و على آل محمد و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار اللهم إني أسألك منه نبيك محمد و نعوذ بك من شر ما أستعاذك منه نبيك محمد وأنت المستعان و عليك البلاغ لا إله إلا أنت و لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و مالم أعلم و أعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و مال لم أعلم اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا و أنا أعلم و أستغفرك لما لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع و من دعاء لا يسمع و من نفس لا تشبع ومن علم لا ينفع وأعوذ بك من شر هؤلاء الأربع اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها و أجرنا من خزي الدنيا و عذب الآخرة اللهم أغنني بالعلم و زيني بالحلم و أكرمني بالتقوى و جملني بالعافية اللهم استر عورتي و آمن روعتي و اقض عني ديني اللهم لك أسلمت و بك آمنت وعليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت اللهم أني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت و الجن والإنس يموتون اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك و تحول عافيتك و فجأة نقمتك و جميع سخطك اللهم إني أسألك العفو و العافية في الدين و الدنيا و الآخرة اللهم اغفر لي و ارحمني و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم أني أعوذ بك من منكرات الأخلاق و الأعمال و الأهواء اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا و أبصارنا وقوتنا ما أحييتنا و اجعله الوارث منا و أجعل ثأرنا على من ظلمنا و انصرنا على من عادنا و لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا تسلط علينا من لا يرحمناو ارحمنا أنت أرحم الراحمين اللهم أحيني مسكينا و أمتني مسكينا و احشرني في زمرة المساكين سبحانك ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    متن مشكاة الأنوار Empty رد: متن مشكاة الأنوار

    مُساهمة  Admin الإثنين نوفمبر 26, 2012 1:41 pm


    الباب الخامس وفاته صلى الله عليه وسلم
    لما أكمل الله له ولأمته الدين نقله إلي دار كرامته شهيدا من أكله من الذراع المسموم المهدي له يخيبر فجمع بين الرسالة و الشهادة و النبوة و السعادة
    ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم:
    فابتدئ به المرض في العشر الأخير من صفر عام أحد عشر في بيت ميمونة و لما اشتد به الوجع تحول لبيت عائشة و أقام اثنا عشر
    دخول الصحابة عليه ووعظهم :
    قال بن مسعود رضي الله عنه فدخلنا عليه فدمعت عيناه ثم قال مرحبا بكم حياكم الله ، آواكم الله نصركم الله أوصيكم بتقوى الله و أستودعكم الله و أستخلفه عليكم إني لكم منه نذير مبين و قد دنا الأجل و المنقلب إلي الله عز وجل إلي أن قال أيها الناس إن الذنوب تزيل النعم و تبدلها نقما ومن غالب الله غلبه ومن خادع الله خدعه
    استئذان ملك الموت عليه صلى الله عليه وسلم:
    و أستأذنه ملك الموت فاستمهله حتى أتاه جبريل بالبشارة لأمته فقال صلى الله عليه وسلم الآن قرت عيني ألحقني بربي
    ما فعله قبل انتقاله صلى الله عليه و سلم :
    ولما اشتد به الكرب استاك و كان يدخل يده في قدح ماء و يمسح و جهه به ويقول لا إله إلا الله إن للموت لسكرات اللهم أعني على سكرات الموت و أحيانا اللهم الرفيق الأعلى و لما رأت فاطمة ذلك قالت واكرباه فقال لا كرب على أبيك بعد اليوم وكلما أفاق أوصى بالمحافظة على الصلاة و توفى ضحى يوم الاثنين ثاني ربيع الأول وعمره ثلاثة و ستون عند الجمهور
    دخول أبي بكر عليه بعد و فاته و ما قاله :
    و دخل عليه بعد و فاته أبو بكر فقبله ووضع فاه بين عينيه ووضع يده على ساعديه وقال و انبياه و اصفياه و اخليلاه
    ما قالته الزهراء رضي الله عنها :
    و بكت فاطمة و قالت وا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلي جبريل أنعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه
    من غسلهصلى الله عليه وسلم وكيف كان غسله:
    وغسله علي و العباس وقثم و الفضل يعيناهما و أسامة و شقران يصبان عليهما و أوس بن خولى الخزرجي ينقل الماء من بئر غرس ولم يجرد من قميصه و جعل على يده خرقة و أدخلها تحت قميصه فغسله و دلكه بماء و سدر ثلاث غسلاتثم كفن في ثلاثة ثياب بيض بلا عمامة
    صلاة الجنازة عليه صلى الله عليه وسلم :
    ثم صلى الرجال فرادى فوجا بعد فوج ثم النساء ثم الصبيان
    دفنه صلى الله عليه وسلم:
    ثم دفن في البقعة التي قبض فيها لقوله ما قبض نبي إلا ودفن حيث قبض و لقول أبي بكر سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ما نسيته ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه ادفنوه في موضع فراشه وحفر له تحته و دخل القبر الجماعة المذكورون وقيل إلا أسامة و أوس و فرش له في قبره قطيفة كان يلبسها و يفرشها فقالوا لا يلبسها أحد بعده وهي كساء له خمل بجوانبه
    قبره صلى الله عليه وسلم :
    وقيل أخرجت قبل الإهالة و اتخذوا له لحدا ونصبت عليه تسع لبنات وجعلوه مسنما أو مسطحا ولاطئا بالأرض ورشوا عليه ماء باردا
    وقت دفنه صلى الله عليه وسلم وعزاؤه:
    ودفن ليلة الأربعاء و قيل الثلاثاء فكانت ليلة ليلاء أي مظلمة لفقده و انقطاع الوحي قال أنس لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء و ما نفضنا أيدينا من التراب و إنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا واشترك الناس في العزاء وخرست الألسن و أسكت ذو الفصاحة و أقعد ذو الشجاعة وجزع الحليم و أظلمت الدنيا
    عزاء الملائكة :
    وعزتهم الملائكة يسمعون الصوت و لا يرون الشخص فقالت السلام عليكم و رحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبه وخلفا من كل فائت فبالله فثقوا واياه فارجوا فإنما المحروم من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته و عزاهم الخضر عليه السلام فقال إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت و خلفا من كل هالك فإلي الله فأنيبوا و إليه فارغبوا و نظره إليكم في البلاء فانظروا فإنما المصاب من لم يجبر
    فأصابتكم مصيبة الموت و أعظم المصائب والدواهي:
    وكان موته أعظم المصائب و أفظع الدواهي و الغرائب و ارتد كثير من الناس بل قالوا ما بقى مسجد إلا ارتد بعض أهله إلا ثلاثة ثم أدرك الله بلطفه الأنام و خذل أهل الردة و نصر الإسلام و الحمد لله على التمام
    أولاده صلى الله عليه وسلم:
    و أولاده على الأصح سبعة
    أحابه صلى الله عليه وسلم:
    و أصحابه كثيرون مات عن مائة ألف و أربعة عشر ألفا ممن روى و سمع
    زوجاته صلى الله عليه وسلم :
    وزوجاته إحدى عشرة مات عن تسع
    أعمامه صلى الله عليه وسلم :
    و أعمامه مسلمهم اثنان حمزة و العباس
    عماته صلى الله عليه وسلم :
    مؤمنهن صفية و عاتكة و أروى
    خدامه صلى الله عليه وسلم:
    وخدامه مائة و سبعون و له جوار و عبيد ومن الغلمان أكثر
    فضل هذا الكتاب
    وهذه المشكاة يتعين على كل مؤمن الاستضاءة بها علما و عملا و حالا بل جديرة بأن تحفظ و لا تلفظ ويعض عليها بالنواجذ وهي خلاصة أسفار وشرحها يحتاج إلي أوقار واختمها بما رواه أحمد و الشيخان و الترمذي و ابن ماجة عن أبي هريرة قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
    تذيل هذ الكتاب المبارك لشيخنا مؤلف المتن
    وأذيلها بقطرة من بحار ما يصفه به أهل الأذواق الإلهية ونقطة من ينابيع بحور آل الاشواق الربانية من السادة الأولياء أولياء العلوم و المعارف العرفانية و العوارف و المواهب اللدنية فأقول ذلك نظما و لو كان نظمي في الحقيقة خرما
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أنت الحبيب و ما الحبيب سواك وكذا الجليل فجل من سواك
    أنت الصفي المصطفى و المجتبى والمرتضى لكل ذاك و ذاك
    أنت النجي المنتقى و المبتغىوالمنهل الصافي هنا وهناك
    أنت الذي للفرد مفرد كونه خير الخيار وصفوهم فهناك
    أنت الذي عرش الإله وسره والقطب والغوث الذي لولاك
    أنت المدار و أنت نقطة دوره أنت المراد و أنت سر هداك
    أنت الجدار وأنت عين كنوزه والطور و النور الذي لسناك
    والنار و المجلى وروح مظاهر ظهرت عن الرب الجليل لذاك
    ولك الفضائل والفواضل والعلا ولك الكمال فجل من أعطاك
    ولك المفاخر و المظاهر والسنا ولك الجلال فعز من أولاك
    ولك البها ثم المحاسن كلها ولك الجمال فجل من يهواك
    وهنية و الفوز والظفر الذي لم يحوه صب بغير هواك
    يا من به الارواح راحت بالجوى وكذلك الأشباح غث مولاك
    وانقذه من حر البعاد وناره وأذقه برد وصالكم وعساك
    ترثى وترنو للهف من النوى وتبيحه قربا لكم وحماك
    وتنيله المطلوب والقصد الذي لا يهتوى غيرا هنا و هناك
    و القصد أنت وربك الأعلى وذا عين المراد وذاك من محياك
    فذح البراقع و اللثام عن اللمى وقل المرام هنا تعالى لذاك
    ما غيركم يدنى لذياك الحمى كلا و لا شيء لذا إلاكا
    فجزاك رب العرش خير جزائه إذ كنت واسطة لكل سواكا
    ولك المحامد و الرضا ولك الثنا ولك الصلاة مع السلاما كذاكا
    ولآلك الحسنى وصحبك و الذي أضحى تبيعك و الذي يرعاكا
    ما غرد القمري وبلبل صادح وسرى بريق الوصل من تلقاكا

    ما ختم به الشيخ مؤلف المتن:
    وأختم الكتاب بما رواه الترمذي و غيره عن أبي هريرة وغيره ( أنه صلى الله عليه وسلم قال من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك)
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
    تاريخ إتمام المتن :
    وكان تمامها ضحى الأحد ثامن عشر رمضان عام ألف و مائة و تسعين بيد مؤلفها الفقير الغني عبد الله ابن إبراهيم ميرغني كان الله للجميع آمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 3:17 am