شرح الراتب
P
وبه الإعانة بدا وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسما
الحمد لله الذي جعل الواردات نتائج الأوراد، وجعل الحمد له ومنه بالإيراد ، كمال التأهب لدار الميعاد ، فمن لا ورد له لا وارد له كما قال ذلك الأستاذ ، ومن داوم على الأوراد ، كشف له عن حضرة الجواد ، ومن دفع عنها دفع عن مشاهدة العارفين والعباد (أحمده) حمد عبد عرف أن الأوراد ، شرف الواصلين والزهاد (وأشكره) وأرجو لذلك دوام المراقبة وملازمة الذكر بالإستعتاد ، (وأشهد) أن لا إله إلا الله القائل ]قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ{ وإتباعه هو مداومة اقتفاء آثاره قولا وفعلا وذلك أعظم القرب إلى الله (أشهد) أن سيدنا محمد عبده ورسوله الذي كان يذكر الله في كل أحيانه ( صلى الله تعالى عليه وعلى وآله وصحبه مادامت الأملاك والأفلاك) تذكر وتسبح وتهلل وتقدس مالك الملك والأملاك (اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد (وبعد) فيقول أبو محمد ، وعبد الله، وجعفر، والحسن (الختم محمد عثمان ) قد طلب مني جملة من أجل كبار الأفاضل ، وجماعة من الأعيان والعلماء والصوفية الأماثل منذ سنوات متعددة ، وضح شرح لحزبنا الوافي المسمى بالأنوار المتراكمة ، وكنت أتردد بين الفعل والترك لكوني لست أهلا لذلك حتى آن الأوان بفضل الرحمن ، ومدد سيدنا محمد بن عدنان ، توجهت إلى طيبة الميمونة طاب ثرها ، عام ألف ومائتين وثلاثة وخمسين ، من هجرة سيد المرسلين ، من أنورها على العباد وأسرارها باليقين (فوقع) الإذن بإجابة طلب المحبين ، وذلك دليل على صدق نياتهم فيما طلبوا بفضل المتين (فلخصت) هذا الشرح من كتب الحديث ذاكرا كل حديث وكتابه الذي أوصله إليه ومنه للتبين (وسميته فيوض البحور المتلاطمة ، على راتب الأنوار المتراكمة ، فأقول ، وبالله ورسوله أصول
]فصل في الذكر[
(قال) الله تعالى جل ثناؤه وأصدق القائلين ولذكر الله أكبر (قال) تعالى (أذكروني أذكركم ) وقال تعالى (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) وإلى غير ذلك من الآيات الواردة في الذكر
)فصل( في الذكر والحث علي أفعاله (أخرج) جماعة من المحدثين منهم الترمذي . والخدري . والسيوطي . وأحمد. والبيهقي . عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r قال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله قال: حلق الذكر فإن لله تعالى سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا إليهم حفوا بهم ، وعن الترمذي من حديث أبي هريرة t مرفوعا إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال المساجد قلت وما الرتع قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله (ولفظ) الطبراني عن بن عباس رضي الله عنهما وما رياض الجنة قال مجالس العلم (وفي) الكشاف والبيضاوي عنه r من أراد أن يرتع في رياض الجنة فليكثر من ذكر الله (وفي) رسالة القشيري t عن جابر (قال) خرج علينا رسول الله r فقال يا أيها الناس إن لله سيارة من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة فقلنا وما رياض الجنة يا رسول الله قال مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروا أنفسكم من كان يحب أن يعرف منزلته من الله فلينظر كيف منزلة الله تعالى عنده فإن الله ينزل العبد من نفسه منزلته عنده و(في) البخاري إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تعالى عز وجل قالوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى سماء الدنيا الحديث مطول فيه (وأخرج) مسلم في صحيحه عن معاوية t أنه قال خرج علينا رسول الله r فمر على حلقة من أصحابه يذكرون الله فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونشكره على ما هدانا للإسلام ، قال الله ما أجلسكم إلا لذاك قالوا الله ما أجلسنا إلا لذاك قال ما إني مستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة الكرام (وأخرج) مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله r أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله في من عنده (وقد روى) هذا الحديث أيضاً الترمذي وابن ماجة والنسائي وابن حبان (ولمسلم) في رواية ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله يتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده (وأخرج) مسلم في صحيحه أيضا عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرين الله كثيرا والذاكرات (وري) عن الترمذي والحاكم والطبراني عن أبي هريرة وأبي الدرداء بلفظ الترمذي قال وما المفردون يا رسول الله المستنهزون بذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا (ولا سحاقا) وفي مسنده عن معاذ بن جبل t قال كنا نسير مع رسول الله r بالرفع من حمدان فقال يا معاذ أين السابقون ، قلت مضوا وتخلف أناس ، قال السابقون الذين يجتهدون بذكر الله عز وجل ، من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر من ذكر الله (وأخرج) أبو داود والترمذي والحاكم عن أبي الدرداء t قال قال: رسول الله r ألا أنئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربون أعناقكم ذكر الله (أخرج) الطبراني في الكبير عن عمر بن عتبة t قال قال: رسول الله r عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجالا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى هم جماعة من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون مطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر مطايبه (وفي) الطبراني أيضا عن ابن مسعود t قال قال: رسول الله r ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في المنازلين (وأخرج) أبو نعيم في الحلية عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال: رسول الله r ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين ، ذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم ، ذاكر الله في الغافلين كمثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي تحاتت من الصرير و ذاكر الله في الغافلين يعرفه الله مقعده من الجنة و ذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وعجيم (وأخرج) الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال: رسول الله r ذاكر الله خاليا أي خاليا من الذنوب كمبارز للكفار بين الصفوف (وأخرج) الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال: رسول الله r أذكروا الله حتى يقول المنافقون أنكم مراؤن (وأخرج) ابن عساكر عن عطاء ابن مسلم مرسلا أذكروا الله ذكراً خاملا قيل وما الخامل قال الذكر الخفي (وأخرج) ابن وهب عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: خياركم إذا رأوا ذكر الله ذكروا الله وأشراركم المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباقون أكبر فتنة (وللحكيم) أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما خياركم من ذكركم بالله رؤيته وزادكم في عملكم منطقه ورغبكم في الآخرة عمله (أخرج) أحمد وابن حبان وابن وهب عن سعد t أن رسول الله r أنه قال: خير الذكر الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي (هذا) الذكر على الحديث أعظم شاهد ودليل على فضل الذكر القلبي الذي هو نصف سلوك طريقتنا النقشبندية (وأخرج) الحاكم عن أنس t قال قال: رسول الله r من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى تصيب الأرض من دموعه لم يعذبه الله يوم القيامة (وفي) الذي أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي أن رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (وفي رواية) ابن عساكر بدون خاليا (والأحاديث ) الواردة في هذا الباب كثيرة فنكتفي بما ذكرناه والله العالم ) تنبيه( في تفسير بعض ألفاظ الأحاديث الواردة المتقدمة (قوله) حلق الذكر بكسر الحاء وفتح اللام جمع حلقة بإسكان اللام (قال) في الجوهرية جمع الحلقة حلقة بفتح الحاء على غير القياس وهي جماعة من الناس مستديرون كحلقة الباب وغيره ، وسميت حلقة مجازا من إطلاق المسبب على السبب (قوله) فارتعوا الرتع الاتساع في الخصب فشبه الخوض في ذكر الله بالرتع في الخصب كذا في النهاية (وقوله) سيارة بالسين المهملة والتحتية المشدودة وبعد الألف تاء مثناة فوقية أو سياحين ،ووصفوا بأنهم غير الحفظة لأنهم لا يفارقون الإنسان ، وهؤلاء السيارون ليس لهم وظيفة إنما قصدهم حلق الذكر كذا في شرح مسلم (قوله) يذكرون الله تعالى والعلي هو الرفيع القدر ، والمراد أنه يعلو أن يحيط به وصف الواصفين (قوله) حفوا بهم بتشديد الفاء أي أحاطوا بهم (قوله) على ما هدانا أي لأجل هدايته إيانا وعلى فيه للتعليل وبمعنى اللام ، والهداية هنا بمعنى الدلالة إلى طريق الإيمان والإيصال إليه بالفضل والإحسان (قوله) آلله ما أجلسكم آلله بهمزة ممدودة للاستفهام ، والثاني قولهم ألله ما أجلسنا بلا مد وكلاهما بكسر الهاء (قال) بعضهم يجوز فتحها على الشذوذ (قوله) تهمة لكم بفتح الهاء وسكونها وكلاهما من الوهم والتاء بدل الواو كذا في النهاية وأرشد r بذلك أن تحليفهم لتأكيد ما دل عليه حالهم ، ومباهاة الملائكة بهم وقوة يقينهم واجتهادهم في الله وإقبالهم عليه لا على سبيل الاهتمام لهم (قوله) يباهي بكم الملائكة فيظهر لهم فضلكم وحسن كمالكم ، ويريهم أنكم لم تمنعكم الأشغال الدنيوية والعلائق النفسية عن ذكر الله تعالى وإن وقع الذكر من الملائكة فإنه لا تشاغل لها ولا مشقة عليها فيه لأن الإنسان فيه علية كلفة لدواعي النفس (قوله) وغشيتهم الرحمة بكسر الشين أي غطتهم من كل الجهات (قوله) ونزلت عليهم السكينة ، وهي الحالة التي يطمئن بها الفؤاد فلا يتحرك من طوارق الدنيا بعلمه بإحاطة قدرته ويصح أن يراد بها ما جاء في الخبر مرسلا أنه r كان في مجلس فرفع بصره إلى السماء ثم طاء طاء بصره فسبل ثم رفعه فسبل فقال إن هؤلاء القوم كانوا يذكرون الله أي عند مجلس أمامه فنزلت عليهم السكينة تحملها الملائكة كالقبة فلما دنت منهم تكلم رجل منهم بباطل فرفعن عنهم ، وقيل السكينة اسم ملك ينزل في قلب المؤمن يأمره بالخير ، وقيل هي الرحمة ، وقيل السكون والخشية (قوله) وذكرهم الله فيمن عنده العندية هنا عندية شرف ومكانة والمقصود منه الأنبياء وكرام الملائكة (قوله) الذكر الخفي قال القاضي عياض ذكره تعالى بالقلب وهو أرفع الأذكار (قوله) حتى يقولوا أنكم مراؤن وذلك لغلبة الرآن والظلمة التي على قلوبهم (قوله) من ذكركم بالله رؤيته من جلال الحق وغيبته فيقول الرائي حين يراه هذا ولي الله فيذكر الله ، وورد في بعض الأحاديث المرفوعة أن أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله (قوله) وزاد في عملكم منطقه وذلك لما يذكره من الحقائق الربانية والحضرات الإلهية فتعلوا الهمة بالشوق إلى المشاهدة وتجتهد في الأعمال الصالحات لنيل تلك المقاصد والمعاهدة (قوله)ورغبكم في الآخرة عمله لما يرونه عليه من الاجتهاد تعلوا همهم فيعملون ويجتهدون في الاستعداد وكأنهم يقولون هذا هو العارف لهذه المثابة فكيف نحن المحجوبون لا نجتهد حتى نتشرف لحضرة الجواد (وهنا انتهى الكلام) على بعض ألفظ الأحاديث التي تقدمت وقد آن الشروع إنشاء الله تعالى في شرح حزب الراتب (اعلم) إني كنت شرحت راتبي القديم قبل الزيادة وما وضعت شيئا إلا بإذن المصطفى r وما ذكرت ذلك إلا لقول الله تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} (وقوله) r من شكر النعمة إفشاؤها (وقوله) r التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر ، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله والجمع بركة والفرقة عذاب (رواه) البيهقي وابن وهب عن النعمان ابن بشير في شعب الإيمان (وجعلت) ترتيبي لقراءة الراتب صباحا ومساء ، ووقته ما بين صلاة الصبح إلى طلوع الشمس مع أذكار أخر لتعمير الحصة لما روي عنه r من قوله من صلى الصبح في جماعة وقعد يذكر الله حتى طلوع الشمس ، كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة . وقوله r من صلى الصبح وقعد يذكر الله إلى أن تطلع الشمس وجبت له الجنة وقوله r لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس أحب إلي أن أعتق أربعة رقاب من ولد إسماعيل (وفي) بعض الروايات رقبة واحدة منهم باثني عشر ألف رقبة (وفي بعضها) أحب إلي ممن طلعت عليه الشمس ومن ذاك كان r إذا صلى الصبح تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس (أخرج) جملة هذه الروايات الجد سيدي عبد الله الميرغني في كتابه جواذب القلوب في ذكر علام الغيوب انتهى والله تعالى أعلم (هذا أول المقصود)
بسم الله الرحمن الرحيم
(أخرج) الخطيب في الجامع الصغير متصلا بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب وكل شيء (قال) r كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع والمعنى أنه قليل البركة (أخرجه) السيوطي في الجامع الصغير (اللهم) بمعنى يا الله (صل) الصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء (على سيدنا محمد) هو أشر أسمائه r (وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته وسلم) هذه الصلاة من الكيفيات الواردة في الحديث عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله والصلاة علي فهو أقطع وأبتر وقليل البركة )اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس( من أنفاس العباد (ولمحة ولحظة وطرفة) من لمحات وطرفات العيون (يطرف بها أهل السموات والأرض) من ملائكة وإنس وجن (وكل شيء هو في علمك كائن) في المستقبل (أو قد كان) في الماضي
(الفاتحة)
(أقدم إليك بين يدي ذلك كله) يا مولانا تباركت وتعاليت (الفاتحة مرة) الوارد في فضلها أحاديث كثيرة من ذلك (ما أخرجه) الديلمي في الفردوس عن أبي قال قال رسول الله r فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي من القرآن ولو أن فاتحة الكتاب جعلت كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى جميعه لفضلت فاتحة الكتاب القرآن كله (وأخرج) سعيد بن منصور في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة وأبي سعيد معا قالا قال: رسول الله r فاتحة الكتاب تعدل ثلثي القرآن (وأخرج) الحاكم في مستدركه عن أبي t أن رسول الله r قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب (وأخرج) بن مردويه عن علي t أن رسول الله r قال: فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش (وأخرج البيهقي في الشعب عن عبد الملك بن عمر مرسلا فاتحة الكتاب شفاء من كل داء (وأخرج) الديلمي في الفردوس عن عمران بن حصين t قال قال: رسول اللهr فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرأهما عبد مؤمن في دار فتصيبهم ذلك اليوم عين إنس ولا جن
آية الكرسي
(أقدم إليك إلى آخر آية الكرسي مرة) أخرج الجد سيدي عبد الله الميرغني في كتابه جواذب القلوب أن رسول الله r قال: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت (أخرج) النسائي وابن حبان عن ابن أمية t أن رسول الله r قال: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت (أخرج) الشيرازي في الألقاب وابن مردويه والمهدوي في فضائله عن ابن مسعود t قال قال: رسول الله r أعظم آية في القرآن آية الكرسي والحديث بطوله (في) الجامع الصغير عن الحسن مرسلا قال: r أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش (وأخرج) في الجامع الصغير عن الحسن مرسلا أفضل القرآن سورة البقرة وأعظم آية فيها آية الكرسي الحديث بطوله (وأخرج) البغوي في معجمه أن رسول الله r قال: أفضل القرآن البقرة وأفضل آي القرآن آية الكرسي (وأخرج) الديلمي في الفردوس عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال: رسول الله r سيد الناس آدم ، وسيد العرب محمد r ، وسيد الروم صهيب ، وسيد الفرس سلمان ، وسيد الحبشة بلال ، وسيد الجبال طور سيناء ، وسيد الشجر السدر ، وسيد الأشهر محرم ، وسيد الأيام الجمعة وسيد الكلام القرآن ، وسيد القرآن البقرة ، وسيد البقرة آية الكرسي ، لأن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة .
P
وبه الإعانة بدا وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسما
الحمد لله الذي جعل الواردات نتائج الأوراد، وجعل الحمد له ومنه بالإيراد ، كمال التأهب لدار الميعاد ، فمن لا ورد له لا وارد له كما قال ذلك الأستاذ ، ومن داوم على الأوراد ، كشف له عن حضرة الجواد ، ومن دفع عنها دفع عن مشاهدة العارفين والعباد (أحمده) حمد عبد عرف أن الأوراد ، شرف الواصلين والزهاد (وأشكره) وأرجو لذلك دوام المراقبة وملازمة الذكر بالإستعتاد ، (وأشهد) أن لا إله إلا الله القائل ]قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ{ وإتباعه هو مداومة اقتفاء آثاره قولا وفعلا وذلك أعظم القرب إلى الله (أشهد) أن سيدنا محمد عبده ورسوله الذي كان يذكر الله في كل أحيانه ( صلى الله تعالى عليه وعلى وآله وصحبه مادامت الأملاك والأفلاك) تذكر وتسبح وتهلل وتقدس مالك الملك والأملاك (اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد (وبعد) فيقول أبو محمد ، وعبد الله، وجعفر، والحسن (الختم محمد عثمان ) قد طلب مني جملة من أجل كبار الأفاضل ، وجماعة من الأعيان والعلماء والصوفية الأماثل منذ سنوات متعددة ، وضح شرح لحزبنا الوافي المسمى بالأنوار المتراكمة ، وكنت أتردد بين الفعل والترك لكوني لست أهلا لذلك حتى آن الأوان بفضل الرحمن ، ومدد سيدنا محمد بن عدنان ، توجهت إلى طيبة الميمونة طاب ثرها ، عام ألف ومائتين وثلاثة وخمسين ، من هجرة سيد المرسلين ، من أنورها على العباد وأسرارها باليقين (فوقع) الإذن بإجابة طلب المحبين ، وذلك دليل على صدق نياتهم فيما طلبوا بفضل المتين (فلخصت) هذا الشرح من كتب الحديث ذاكرا كل حديث وكتابه الذي أوصله إليه ومنه للتبين (وسميته فيوض البحور المتلاطمة ، على راتب الأنوار المتراكمة ، فأقول ، وبالله ورسوله أصول
]فصل في الذكر[
(قال) الله تعالى جل ثناؤه وأصدق القائلين ولذكر الله أكبر (قال) تعالى (أذكروني أذكركم ) وقال تعالى (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) وإلى غير ذلك من الآيات الواردة في الذكر
)فصل( في الذكر والحث علي أفعاله (أخرج) جماعة من المحدثين منهم الترمذي . والخدري . والسيوطي . وأحمد. والبيهقي . عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r قال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله قال: حلق الذكر فإن لله تعالى سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا إليهم حفوا بهم ، وعن الترمذي من حديث أبي هريرة t مرفوعا إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال المساجد قلت وما الرتع قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله (ولفظ) الطبراني عن بن عباس رضي الله عنهما وما رياض الجنة قال مجالس العلم (وفي) الكشاف والبيضاوي عنه r من أراد أن يرتع في رياض الجنة فليكثر من ذكر الله (وفي) رسالة القشيري t عن جابر (قال) خرج علينا رسول الله r فقال يا أيها الناس إن لله سيارة من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة فقلنا وما رياض الجنة يا رسول الله قال مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروا أنفسكم من كان يحب أن يعرف منزلته من الله فلينظر كيف منزلة الله تعالى عنده فإن الله ينزل العبد من نفسه منزلته عنده و(في) البخاري إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تعالى عز وجل قالوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى سماء الدنيا الحديث مطول فيه (وأخرج) مسلم في صحيحه عن معاوية t أنه قال خرج علينا رسول الله r فمر على حلقة من أصحابه يذكرون الله فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونشكره على ما هدانا للإسلام ، قال الله ما أجلسكم إلا لذاك قالوا الله ما أجلسنا إلا لذاك قال ما إني مستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة الكرام (وأخرج) مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله r أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله في من عنده (وقد روى) هذا الحديث أيضاً الترمذي وابن ماجة والنسائي وابن حبان (ولمسلم) في رواية ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله يتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده (وأخرج) مسلم في صحيحه أيضا عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرين الله كثيرا والذاكرات (وري) عن الترمذي والحاكم والطبراني عن أبي هريرة وأبي الدرداء بلفظ الترمذي قال وما المفردون يا رسول الله المستنهزون بذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا (ولا سحاقا) وفي مسنده عن معاذ بن جبل t قال كنا نسير مع رسول الله r بالرفع من حمدان فقال يا معاذ أين السابقون ، قلت مضوا وتخلف أناس ، قال السابقون الذين يجتهدون بذكر الله عز وجل ، من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر من ذكر الله (وأخرج) أبو داود والترمذي والحاكم عن أبي الدرداء t قال قال: رسول الله r ألا أنئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربون أعناقكم ذكر الله (أخرج) الطبراني في الكبير عن عمر بن عتبة t قال قال: رسول الله r عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجالا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى هم جماعة من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون مطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر مطايبه (وفي) الطبراني أيضا عن ابن مسعود t قال قال: رسول الله r ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في المنازلين (وأخرج) أبو نعيم في الحلية عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال: رسول الله r ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين ، ذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم ، ذاكر الله في الغافلين كمثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي تحاتت من الصرير و ذاكر الله في الغافلين يعرفه الله مقعده من الجنة و ذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وعجيم (وأخرج) الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال: رسول الله r ذاكر الله خاليا أي خاليا من الذنوب كمبارز للكفار بين الصفوف (وأخرج) الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال: رسول الله r أذكروا الله حتى يقول المنافقون أنكم مراؤن (وأخرج) ابن عساكر عن عطاء ابن مسلم مرسلا أذكروا الله ذكراً خاملا قيل وما الخامل قال الذكر الخفي (وأخرج) ابن وهب عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: خياركم إذا رأوا ذكر الله ذكروا الله وأشراركم المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباقون أكبر فتنة (وللحكيم) أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما خياركم من ذكركم بالله رؤيته وزادكم في عملكم منطقه ورغبكم في الآخرة عمله (أخرج) أحمد وابن حبان وابن وهب عن سعد t أن رسول الله r أنه قال: خير الذكر الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي (هذا) الذكر على الحديث أعظم شاهد ودليل على فضل الذكر القلبي الذي هو نصف سلوك طريقتنا النقشبندية (وأخرج) الحاكم عن أنس t قال قال: رسول الله r من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى تصيب الأرض من دموعه لم يعذبه الله يوم القيامة (وفي) الذي أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي أن رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (وفي رواية) ابن عساكر بدون خاليا (والأحاديث ) الواردة في هذا الباب كثيرة فنكتفي بما ذكرناه والله العالم ) تنبيه( في تفسير بعض ألفاظ الأحاديث الواردة المتقدمة (قوله) حلق الذكر بكسر الحاء وفتح اللام جمع حلقة بإسكان اللام (قال) في الجوهرية جمع الحلقة حلقة بفتح الحاء على غير القياس وهي جماعة من الناس مستديرون كحلقة الباب وغيره ، وسميت حلقة مجازا من إطلاق المسبب على السبب (قوله) فارتعوا الرتع الاتساع في الخصب فشبه الخوض في ذكر الله بالرتع في الخصب كذا في النهاية (وقوله) سيارة بالسين المهملة والتحتية المشدودة وبعد الألف تاء مثناة فوقية أو سياحين ،ووصفوا بأنهم غير الحفظة لأنهم لا يفارقون الإنسان ، وهؤلاء السيارون ليس لهم وظيفة إنما قصدهم حلق الذكر كذا في شرح مسلم (قوله) يذكرون الله تعالى والعلي هو الرفيع القدر ، والمراد أنه يعلو أن يحيط به وصف الواصفين (قوله) حفوا بهم بتشديد الفاء أي أحاطوا بهم (قوله) على ما هدانا أي لأجل هدايته إيانا وعلى فيه للتعليل وبمعنى اللام ، والهداية هنا بمعنى الدلالة إلى طريق الإيمان والإيصال إليه بالفضل والإحسان (قوله) آلله ما أجلسكم آلله بهمزة ممدودة للاستفهام ، والثاني قولهم ألله ما أجلسنا بلا مد وكلاهما بكسر الهاء (قال) بعضهم يجوز فتحها على الشذوذ (قوله) تهمة لكم بفتح الهاء وسكونها وكلاهما من الوهم والتاء بدل الواو كذا في النهاية وأرشد r بذلك أن تحليفهم لتأكيد ما دل عليه حالهم ، ومباهاة الملائكة بهم وقوة يقينهم واجتهادهم في الله وإقبالهم عليه لا على سبيل الاهتمام لهم (قوله) يباهي بكم الملائكة فيظهر لهم فضلكم وحسن كمالكم ، ويريهم أنكم لم تمنعكم الأشغال الدنيوية والعلائق النفسية عن ذكر الله تعالى وإن وقع الذكر من الملائكة فإنه لا تشاغل لها ولا مشقة عليها فيه لأن الإنسان فيه علية كلفة لدواعي النفس (قوله) وغشيتهم الرحمة بكسر الشين أي غطتهم من كل الجهات (قوله) ونزلت عليهم السكينة ، وهي الحالة التي يطمئن بها الفؤاد فلا يتحرك من طوارق الدنيا بعلمه بإحاطة قدرته ويصح أن يراد بها ما جاء في الخبر مرسلا أنه r كان في مجلس فرفع بصره إلى السماء ثم طاء طاء بصره فسبل ثم رفعه فسبل فقال إن هؤلاء القوم كانوا يذكرون الله أي عند مجلس أمامه فنزلت عليهم السكينة تحملها الملائكة كالقبة فلما دنت منهم تكلم رجل منهم بباطل فرفعن عنهم ، وقيل السكينة اسم ملك ينزل في قلب المؤمن يأمره بالخير ، وقيل هي الرحمة ، وقيل السكون والخشية (قوله) وذكرهم الله فيمن عنده العندية هنا عندية شرف ومكانة والمقصود منه الأنبياء وكرام الملائكة (قوله) الذكر الخفي قال القاضي عياض ذكره تعالى بالقلب وهو أرفع الأذكار (قوله) حتى يقولوا أنكم مراؤن وذلك لغلبة الرآن والظلمة التي على قلوبهم (قوله) من ذكركم بالله رؤيته من جلال الحق وغيبته فيقول الرائي حين يراه هذا ولي الله فيذكر الله ، وورد في بعض الأحاديث المرفوعة أن أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله (قوله) وزاد في عملكم منطقه وذلك لما يذكره من الحقائق الربانية والحضرات الإلهية فتعلوا الهمة بالشوق إلى المشاهدة وتجتهد في الأعمال الصالحات لنيل تلك المقاصد والمعاهدة (قوله)ورغبكم في الآخرة عمله لما يرونه عليه من الاجتهاد تعلوا همهم فيعملون ويجتهدون في الاستعداد وكأنهم يقولون هذا هو العارف لهذه المثابة فكيف نحن المحجوبون لا نجتهد حتى نتشرف لحضرة الجواد (وهنا انتهى الكلام) على بعض ألفظ الأحاديث التي تقدمت وقد آن الشروع إنشاء الله تعالى في شرح حزب الراتب (اعلم) إني كنت شرحت راتبي القديم قبل الزيادة وما وضعت شيئا إلا بإذن المصطفى r وما ذكرت ذلك إلا لقول الله تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} (وقوله) r من شكر النعمة إفشاؤها (وقوله) r التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر ، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله والجمع بركة والفرقة عذاب (رواه) البيهقي وابن وهب عن النعمان ابن بشير في شعب الإيمان (وجعلت) ترتيبي لقراءة الراتب صباحا ومساء ، ووقته ما بين صلاة الصبح إلى طلوع الشمس مع أذكار أخر لتعمير الحصة لما روي عنه r من قوله من صلى الصبح في جماعة وقعد يذكر الله حتى طلوع الشمس ، كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة . وقوله r من صلى الصبح وقعد يذكر الله إلى أن تطلع الشمس وجبت له الجنة وقوله r لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس أحب إلي أن أعتق أربعة رقاب من ولد إسماعيل (وفي) بعض الروايات رقبة واحدة منهم باثني عشر ألف رقبة (وفي بعضها) أحب إلي ممن طلعت عليه الشمس ومن ذاك كان r إذا صلى الصبح تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس (أخرج) جملة هذه الروايات الجد سيدي عبد الله الميرغني في كتابه جواذب القلوب في ذكر علام الغيوب انتهى والله تعالى أعلم (هذا أول المقصود)
بسم الله الرحمن الرحيم
(أخرج) الخطيب في الجامع الصغير متصلا بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب وكل شيء (قال) r كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع والمعنى أنه قليل البركة (أخرجه) السيوطي في الجامع الصغير (اللهم) بمعنى يا الله (صل) الصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء (على سيدنا محمد) هو أشر أسمائه r (وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته وسلم) هذه الصلاة من الكيفيات الواردة في الحديث عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله والصلاة علي فهو أقطع وأبتر وقليل البركة )اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس( من أنفاس العباد (ولمحة ولحظة وطرفة) من لمحات وطرفات العيون (يطرف بها أهل السموات والأرض) من ملائكة وإنس وجن (وكل شيء هو في علمك كائن) في المستقبل (أو قد كان) في الماضي
(الفاتحة)
(أقدم إليك بين يدي ذلك كله) يا مولانا تباركت وتعاليت (الفاتحة مرة) الوارد في فضلها أحاديث كثيرة من ذلك (ما أخرجه) الديلمي في الفردوس عن أبي قال قال رسول الله r فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي من القرآن ولو أن فاتحة الكتاب جعلت كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى جميعه لفضلت فاتحة الكتاب القرآن كله (وأخرج) سعيد بن منصور في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة وأبي سعيد معا قالا قال: رسول الله r فاتحة الكتاب تعدل ثلثي القرآن (وأخرج) الحاكم في مستدركه عن أبي t أن رسول الله r قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب (وأخرج) بن مردويه عن علي t أن رسول الله r قال: فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش (وأخرج البيهقي في الشعب عن عبد الملك بن عمر مرسلا فاتحة الكتاب شفاء من كل داء (وأخرج) الديلمي في الفردوس عن عمران بن حصين t قال قال: رسول اللهr فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرأهما عبد مؤمن في دار فتصيبهم ذلك اليوم عين إنس ولا جن
آية الكرسي
(أقدم إليك إلى آخر آية الكرسي مرة) أخرج الجد سيدي عبد الله الميرغني في كتابه جواذب القلوب أن رسول الله r قال: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت (أخرج) النسائي وابن حبان عن ابن أمية t أن رسول الله r قال: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت (أخرج) الشيرازي في الألقاب وابن مردويه والمهدوي في فضائله عن ابن مسعود t قال قال: رسول الله r أعظم آية في القرآن آية الكرسي والحديث بطوله (في) الجامع الصغير عن الحسن مرسلا قال: r أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش (وأخرج) في الجامع الصغير عن الحسن مرسلا أفضل القرآن سورة البقرة وأعظم آية فيها آية الكرسي الحديث بطوله (وأخرج) البغوي في معجمه أن رسول الله r قال: أفضل القرآن البقرة وأفضل آي القرآن آية الكرسي (وأخرج) الديلمي في الفردوس عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال: رسول الله r سيد الناس آدم ، وسيد العرب محمد r ، وسيد الروم صهيب ، وسيد الفرس سلمان ، وسيد الحبشة بلال ، وسيد الجبال طور سيناء ، وسيد الشجر السدر ، وسيد الأشهر محرم ، وسيد الأيام الجمعة وسيد الكلام القرآن ، وسيد القرآن البقرة ، وسيد البقرة آية الكرسي ، لأن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة .