ولد الاستاذ السيد محمد عثمان رضي الله عنه بالطائف في قرية السلامة سنة ألف ومائتين وثمانية وتوفيت والدته قريبا من سابع ولادته ورباه والده الى أن بلغ من العمر نحو عشر سنين ثم توفي والده فتولاه عمه السيد ياسين وكان من أجل العلماء يومئذ بمكة مشهورا بالصلاح والزهد والورع وكان عقيما لا ولد له فاحتفل به وعلمه ما يحتاج اليه من العلوم كالفقه والحديث والتفسير والنحو واللغة وغير ذلك فاتقن رضي الله عنه جميع هذه الفنون قبل أن يبلغ من العمر خمس عشر سنة لانه رضي الله عنه كان عالي الهمة قد نشأ مجبولا على اكتساب الفضائل منذ نعومة أظفاره ولذلك لما ترعرع وعلم من أحكام الفقه وأصول الدين ما قدمته لك تاقت نفسه الزكية الى أن يقف على حقيقة طرق الصوفية ولم يلبث ان لباها ووفى لها بمناها فاخذ رضي الله عنه الطريق عن مشايخ كثيرين كانوا أجلاء عصورهم وفضلاء أوقاتهم أشهرهم سيدنا السيد احمد بن ادريس وكان رضي الله عنه طودا راسخا في العلوم الظاهرية والباطنية فعنه حدث ولا حرج فانه بحر ولكن ليس للبحر ما عنده من الدرر وكوكب ولكنه أبهى من الشمس والقمر وكان مالكي المذهب