شباب الختمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الختمية

منتدى شباب الختم يتناول قضايا الشباب وفعالياتهم


    سورة الرحمن مدنية وآياتها ثمان و سبعون

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    سورة الرحمن مدنية وآياتها ثمان و سبعون Empty سورة الرحمن مدنية وآياتها ثمان و سبعون

    مُساهمة  Admin الجمعة أكتوبر 05, 2012 2:11 pm

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    (بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن) افتتح الحق هذه السورة بهذا الاسم لعموم رحمته في الدنيا والآخرة ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو عين الرحمة كما قال تعالى و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين أشار بالآيتين اللتين بعده إليه صلى الله عليه وسلم فقال (علم) النبي صلى الله عليه و سلم (القرآن) المشتمل على خيري الدنيا و الآخرة (خلق) للكمالات كلها (الإنسان) النبي صلى الله عليه و سلم (علمه) الضمير راجع له عليه الصلاة و السلام (البيان) فأوضح معاني القرآن و أبان سبيلها لكل سالك سبل الجنان (الشمس) تجري (و القمر) أيضا يجري كل منهما في منازله (بحسبان) بعدد معلوم ( والنجم) النبات الذي ليس له ساق (و الشجر) النبات الذي له ساق (يسجدان) لله تعالى ويخضعان ويسبحانه فأعظم به من شاء (و السماء) وقرئ بالرفع (رفعها) جعل بناءها عاليا ( ووضع) أثبت في الأرض (الميزان) العدل (ألا تطغوا) أي لئلا تتعدوا الحدود وقرئ لا تطغوا (في الميزان) إذا وزنتم (و أقيموا الوزن) إذا أخذتم أو أعطيتم (بالقسط) فلا تزيدوا (و لاتخسروا) لاتنقصوا وقرئ بفتح التاء وضم السين وكسرها (الميزان) إذ وزنتم للناس (و الأرض وضعها) بسطها ودحاها (للأنام) لينتفعوا بها (فيها) أي في الأرض (فاكهة) أنواع الثمار (و النخل) شجر التمر (ذات الأكمام) وعاء طلعها (و الحب) كالشعير و الحنطة (ذو العصف) التبن (و الريحان) شيء من النبت مشموم (فبأي آلاء) نعم (ربكما) معشر الجن والإنس (تكذبان) أبنعمة الفاكهة أم بنعمة تسخير الشمس و القمر أم غير ذلك (خلق الإنسان) آدم (من صلصال) طين له صلصلة (كالفخار) كالخزف (و خلق الجان) أي الجن (من مارج) من لهب (من نار) خارج ذلك اللهب (فبأي آلاء ربكما تكذبان) أبخلق آدم من طين أم بخلق الجان من النار (رب المشرقين) مشرقي الشتاء و الصيف (و رب المغربين) مغربي الشتاء و الصيف أو المشرقين موضع إشراق نور الحق على قلب



    العبد وموضع إشراق الكائنات الدالة عليه سبحانه و المغربين باطن الفؤاد من حيث غروب أنوار التجليات بحسب ترادفها وغروب الآيات الكونيىة بحسب الاستدلال بها (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من المشارق و المغارب ولطيفة الحكمة السارية فيها وما بها من المنافع (مرج) أرسل (البحرين) البحر العذب و البحر المالح (يلتقيان) يجتمعان (بينهما) أي بين البحرين (برزخ) حاجز من قدرة الله تعالى (لا يبغيان) لا يتجاوز أحدهما إلي الآخر (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من اجتماع البحرين و الحاجز بينهما وما في ذلك من المنافع (يخرج) وقرئ بفتح الياء مبنيا للفاعل وقرئ نخرج بالنون رباعيا (منهما) أي من أحدهما الصادق بحسب خلطها على كليهما (اللؤلؤ) ومن قرأ نخرج اللؤلؤ نصب اللؤلؤ (و المرجان) صغار اللؤلؤ وقيل خرز أحمر (فبأي آلاء ربكما تكذبان) أبإخراج اللؤلؤ منه أم بإخراج المرجان أم بعجيب صنعتهما الإلهية و الانتفاع بهما (و له الجوار) السفن (المنشآت) أي المحدثات التي لها الشرع المنشآت (في البحر) بعين الحق (كالأعلام) الجبال الطوال الشامخات المرتفعات (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من السفن والانتفاع الحاصل بها من الركوب فيها ونقل المنافع بها من محل إلي آخر (كل من عليها) من السفن والانتفاع الحاصل بها من الركوب فيها ونقل المنافع بها من محل إلي آخر (كل من عليها) أي على الأرض (فان) ذاهب (و يبقى وجه ربك) ذاته (ذو الجلال) العظمة و الكبرياء (و الإكرام) لعباده المؤمنين المقبلين عليه الطائعين (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من فناء المخلوقات و بقاء الحق ووضوح ذلك بالأدلة القاطعة و الحجج المانعة (يسأله) سؤال احتياج (من في السموات) من الخلق (و الأرض) و الكل محتاجون إليه (كل يوم) وكل لحظة (هو) أي الحق (في شأن) وقد ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من شأنه أن يغفر ذنبا و يفرج كربا ويرفع قوما و يضع آخرين (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من غريب الإنشاء في كل وقت وتنقل الأطوار و تجدد المخلوقات (سنفرغ) سنقصد (لكم) لحسابكم (أيها الثقلان) الجن و الانس (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من مقاصدنا لحسابكم و إثابة طائعكم وعقاب عاصيكم (يامعشر) جماعة (الجن) أبناء إبليس (و الإنس) بني آدم (إن استطعتم) إن قدرتم (أن تنفذوا) أن تخرجوا (من أقطار السموات و الأرض) مما بينهما (فانفذوا) فاخرجوا (لا تنفذون) لا تقدرون على الخروج (إلا بسلطان) باستمساك بحجة وبرهان (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من عدم نفوذكم من أقطار السموات و الأرض و إنه لا يكون خلاص من أمر إلا بالحق و اتباع سبيله المبين (يرسل) أي يرسل الحق (عليكما شواظ) لهب (من نار) خالص أو معه دخان و قرئ بكسر المبين (يرسل) أي يرسل الحق (عليكما شواظ) لهب (من نار) خالص أو معه دخان وقرئ بكسر الشين (و نحاس) و دخان لالهب فيه وقرئ بالرفع (فلا تنتصران) لا تمتنعان





    أي لا تقدران على الامتناع من ذلك المرسل أو إحراقه لكم (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من إرسال الشواظ و النحاس على من عصى الله وخالف النقل و القياس (فإذا انشقت) انفتحت وصارت أبوابا لنزول الملائكة (السماء) العالية (فكانت) صارت (وردة) محمرة كالورد وقرئ بالرفع على أن كانت تامة (كالدهان) أي الدهن المذاب (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من انشقاق السماء ونزول الملائكة وصيرورتها حمراء كالورد وما في ذلك اليوم من الفرج للمؤمنين (فيومئذ) يوم انشقاق السماء (لا يسأل عن ذنبه) الذي اكتسبه (إنس) من الإنس (و لا جان) من الجن (فبأي آلاء ربكما تكذبان) أبعدم سؤال الإنسي عن ذنبه أم بعدم سؤال الجني ووقت عدم السؤال هنا من الخروج من القبور إلي المحشر و أما عند الحساب فلا بد من السؤال لكل أحد كما قال تعالى ((فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون)) (يعرف) في ذلك اليوم (المجرمون) الكافرون (بسيماهم) أي بعلامتهم وهي سوداء في الوجه (فيؤخذ بالنواصي) منهم جمع ناصية وهو الشعر الذي في مقدم الجبهة (و الأقدام) بأن تضم ناصية كل منهم إلي قدمه ويرمى به في النار (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من معرفة المجرمين بسيماهم و أخذهم إلي جهنم بنواصيهم و أقدامهم وما في ذلك من الرحمة و النعمة للمؤمنين حين يرون ما يحل بالكافرين و يقال لهم (هذه جهنم) النار المحطمة (التي) كان في الدنيا (يكذب بها) وما أعد الله فيها من العذاب الأليم (المجرمون) الكافرون (يطوفون) يترددون (بينهما) أي بين جهنم (و بين حميم) ماء حار (آن) بالغ النهاية في الحرارة فإذا طلبوا استغاثة بماء لا يجدون إلا ذلك (فبأي آلاء ربكما تكذبان) بجهنم و طواف المجرمين بينها وبين الحميم الآن أم بنعمة الله التي أهل بها المؤمنين حتى نجوا من هذه النقمة (و لمن) أي و للذي (خاف) خشى (مقام ربه) وقوفه بين يديه للحساب و ترك المعصية (جنتان) جنة لمؤمني الإنس وجنة لمؤمني الجن (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من ثوابه لمن خافه من الثقلين ونعيمه لهما في دار النعيم (ذواتا) تانك الجنتان صاحبتا (أفنان) أغصان (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من الجنتين وما فيهما من الأغصان و الثمار

    (فيهما) أي الجنتين (عينان) إحداهما التسنيم و الأخرى السلسبيل (تجريان) من أسفل الجنتين و أعلاهما على مراد المؤمن (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من الجنتان المعظمة و العيون المسترسلة المكرمة (فيهما) أي في الجنتين (من كل فاكهة) يتفكه بها (زوجان) نوعان من يابس ورطب (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من الجنان وما فيها من أنواع الفواكه التي في غاية الحلاوة و اللذة و الطافة (متكئين) حال (على فرش) أي البسط التي يجلس عليها (بطائنها) التحتانية (من إستبرق) ما غلظ من الديباج و أعاليها السندس (وجنى) ثمر (الجنتين) المذكورتين (دان) قريب يتناوله القاعد و المضطجع (فبأي آلاء ربكما تكذبان) أبالاتكاء أم بالفرش أم بالثمار أم بدونها (فيهن) في الجنان (قاصرات) حابسات (الطرف) العين على أزواجهن (لم يطمثهن) لم يغشهن (إنس قبلهم) أي لم يغش الإنسية إنسي قبل ذلك (و لاجان) أي ولم يغش الجنية جني (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من النساء وعدم غشيان إحداهن و النعمة بأن من كان منهن بتلك الحالة يكون على غاية من اللذة (كأنهن الياقوت) في الصفاء (و المرجان) في اللون (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من جمالهن وحسنهن وصفاء ألوانهن (هل) أي ما (جزاء الإحسان) الأعمال الصالحات في الدنيا (إلا الإحسان) عليها في الآخرة بجنات النعيم و النظر إلي وجه الله الكريم (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من عمل الطاعة و الجزاء عليه بالجنة وما فيها من الخيرات (ومن دونهما) أي ومن دون تينك الجنتين (جنتان) أخريان (فبأي آلاء ربكما تكذبان) أبالجنتين السابقتين وما فيهما أم بهاتين الأخرتين أم بالمتنعمين في الجميع (مدهامتان) سوداوتان من كثرة الخضرة التي فيها (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من بهجتها وحسن خضرتها و لطيف أظلال تلك الخضرة (فيهما) أي في الجنتين الأخيرتين (عينان) إحداهما من لبن و الأحدى من خمر (نضاختان) فوارتان



    (فبأي آلاء ربكما تكذبان) هل بالعينين أم بفورانهما أم بحلاوتهما (فيهما) من فضل الله (فاكهة) ما يتفكه به من أنواع الثمار ( نخل) الشجر المعهود (ورمان) الفاكهة اللطيفة المعلومة وتخصيص هذين النوعين من الفاكهة للطافتهما على أكثر الفواكه (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من الجنتين وما فيهما من الفواكه و الثمار لا تشبه ثمار الدنيا (فيهن) أي الجنان (خيرات) طيبات (حسان) جميلات في غاية البهجة و النضارة (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من التلذذ بالحور الجميلات في تلك الجنان (حور) جمع حوراء وهي التي تكون واسعة العين (مقصورات) مستورات محجوبات (في الخيام) المجوفة من اللؤلؤ و الياقوت (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من الحور وكمال جمالهن واحتجابهن و بهجة الخيام (لم يطمثهن) يفتضهن (إنس) إنسي (قبلهم) أي قبل أزواجهن (و لا جان) جني (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من عدم غشيان غير أزواجهن لهن من الإنس و الجن ومن أن من لم يغشها غير زوجها أنها أشرف النعم المهداة (متكئين) في تلك الجنان (على رفرف) وسائد أو نمارق (خضر و عبقري) فرش وقرئ عباقري (حسان) في غاية الجمال و اللطافة و اللين كل من الرفرف و العبقري (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من الوسائد و الفرش ولينها (تبارك) تعالى (اسم ربك) العظيم الكبير (ذي) وقرئ ذو (الجلال) العظمة و الكمال (والإكرام) لمن أطاعه من عباده روى الحاكم عن جابر قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا و لا بشيء من نعمك نكذب ربنا فلك الحمد.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 8:07 pm