شباب الختمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الختمية

منتدى شباب الختم يتناول قضايا الشباب وفعالياتهم


    طبقات السيد الختم

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty طبقات السيد الختم

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 10:22 am

    طبقات الرجال للسيد محمد عثمان الميرغني التي جاءت على شكل توسل

    تراكم الأنوار

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نسألك بالصــــــفات ثم الذات باسمائك العــــــــــــــــــــــليا وباللآيات
    بافعالك العظمى ايا مـــــولانا بالكبرياء ثم بالعــــــــــــــــــــــــظمات
    بسر تجلي الكنه يا كــــــــريم بغيب غــــــــــــــــــــيب الغيب بالثقات
    بالنور بالحــــــجاب بالابواب بقاب قوسين بطلســـــــــــــــــــــــمات
    بالعرش والكرسي يا الهـــــي بالقلم الاعلى بمــــــــــــــــــــــطويات
    باللوح ثم النون ثم الصـــرف بالسدرة العـــــــــــــــــليا وبالرحمات
    بعلمك المـــــــــكنون يا عظيم بســــــــــــــــــــرك المصون بالهبات
    بالمستوى الازهى بما لـــــديه بالستر الابهى ثم بالرعـــــــــــــــــــاة
    ببيتك المـــــــــــعمور بالسماء بالارضين ياولي هـــــــــــــــــــــبات
    بالملك النافخ في ذي الصـــور اعني باسرافيل ذي الحـــــــــــــــيات
    بمقسم الارزاق مـــــــــــيكائيل ايضــــــــــــــا وجبريل وذي الممات
    بسائر الامـــــــــــــلاك يا عليم ببيت خلوة الكـــــــــــــــــــمال الذاتي
    بكنزك الجليل مصـــــــــــطفانا ومظهر الانوار والســـــــــــــــبحات
    بمــــــــــــــــــــلك وملكه يارب باسمائه العليا وبالصـــــــــــــــــفات
    بذاته التي تعالت قـــــــــــــــدما بما انطوت عليه من صــــــــــــلات
    وبا الخليل الاعــــــــــظم الجليل وبالكـــــــــــــــــــــليم من له السمات
    بالروح ثم الروح يا حـــــــــكيم بآدم مـــــــــــــــــــــــع نوح ثم الآت
    بزكريا ثم داود الســـــــــــــــني بمن له الرياح ســــــــــــــــــــخرات
    بالانبيا والرســــــــــــل اجمعينا بالصـــــــــحب اهل الجد والعزمات
    بكلماتك التي تجــــــــــــــــــــلت بســـــــــــيدي الصديق ذي الحالات
    كذاك بالفاروق من تحـــــــــــلى بالفرق بالشهيد بالصــــــــــــــــلات
    بابن عم المـــــــــــــصطفى علي بالحسن الجــــــــــــــــليل بالزورات
    وبالحسين وامــــــــــــه الزهراء بســــــــــــــــائر الاولاد والزوجات
    بالحبر والعمين يا مــــــــــــغيث بعمـــــــــــــــــر والاخير بالخيرات
    بمالك نعماننا والشـــــــــــــافعي والحنبلي اويـــــــــــــــــــــــسنا هداة
    بابن ابن سيدي معــــــــــــــاوية كذاك بالمــــــــــــــــــــتوكل الرعاة
    كذا بمــــــــــــــحي الدين والجنيد بالجيلي بالكيلان ذي الشـــــطحات
    بالشبلي والســـــري ثم المغربي ببشر بالحـــــــــــــــلاج بالسكرات
    بسيدي طــــــــــيفور بالخواص بابن ادهم زاهد الدنـــــــــــــــــــيات
    بابن مشـــــــــيش كذاك الشاذلي بالمرسي وابن عطاء ذي الحكمات
    بالعرش والسلم عــــــطا مولانا كذا بمعروف ابي الفــــــــــــــــرات
    بالمصري ذى النون الذي تملى بابن عباد مع النــــــــــــــــــــسوات
    بالسختياني ثم بالكـــــــرماني بالغوث ابي مــــــــــــــــدين بالرواة
    كذاك بالحداد بالنســــــــــــاج بابن جمرة مذهب الشـــــــــــــقوات
    بسيدى حمدون بالدســـــــوقي بالبدوي وارث الحــــــــــــــــــالات
    بالعـــــــيدروس والفقي المقدم بسيدي مــــــــــــــــوسى بترجمات
    بابن سودكين والحــــــــــــفني والقونوي خــــــــــــــــالص النيات
    ببدر الذي له مـــــــــــــــــــقام به جلى من كدل هـــــــــــــــــم آت
    بالقــــــــــــــطب عبدالله الحداد بالباز بالسقاف بالـــــــــــــــحوات
    بســـــيدي المحجوب بالنهاري بنائب المـــــــــــــختار في الاوقات
    بالنخشبي الفاضــــل التبريزي بالبكر
    بالوفاء بالغــــــــــــــــــيبات
    بالطمس بالصحو ومحو المحو بالسحق بالمـــــــــــحق وبالنفحات
    بالميرغني الغــــــــوث عبدالله بالكرد والدمـــــــــــــــــشق والولاة
    بالجد جــــــــعفر ميرك المكي بالاهـــــــــــــدلي الناصر الدعوات
    بشـــيخنا ابن ادريس بالتازي بالخضـــــــــــر والدباغ هم ساداتي

    بالقطب تاج الختم ابراهــــــيم وصنوه المحجوب باب هــــــــــبات
    بمفرد الاقطاب سر الخـــــــتم بجعـــــــــــــــــــفر النور بهي الذات
    بسيدي الحسن عظيم الســــــر وابنيه عثمان واحـــــــــــــــــمد فات
    بالفرد ابراهيمم نجل خـــــتمنا ونجل سر السر ذي النحــــــــــــدات
    بسيدي عثمان تاج الســــــــــر وسيدي البكري ذي البركــــــــــــات
    بسيدي هاشــــــــم عظيم الشان وســــــــيدي المحجوب ذي النفحات
    بسيدي ابراهيم سر الخــــــــتم اصلح لنا الاحـــــــــــــــوال والنيات
    بالحبر ذي الاسرار والعــــلوم القطب سر الخـــــــــــــتم ذي الهبات
    بغوثنا والوزرا الائــــــــــــــمة بالاجليا الاوتاد والســــــــــــــــادات
    كذاك بالابدال يا حــــــــــــــليم والبدلا والنـــــــــــــــــــــــجبا قادات
    والنقبا مع ســــــــقيط الرفرف كذا رجال الفــــــــــــــتح والساعات
    والرجـــــــــــــبيون الذين تعلوا ثم رجال النصــــــــــــــر والاوقات
    بعالم الســـــــــــــمسم بالسماني وبالعــــــــــــــــــــــــماء ثم بالجهات
    بسائر الاكوان يا مـــــــــــولانا علويها ســــــــــــــــــــــــفليها والآت
    بالمهدي من بشر به المـــــختار والختم مــــــــــــــــــع بنيهما الرقات
    لسائر القلوب ان تصـــــــــلحها وتبقينا في سائر الحــــــــــــضرات
    وتغــــــــــــــــفر الذنوب يا الهي وتســــــــــــــــتر العيوب بالتوبات
    وتعــــــــــــــــــــطنا توكلا قويا كذا ورزقا ماله شـــــــــــــــــــتات
    حسا ومـــــــــــعنى يارحيم يابر وتفرج الهم كــــــــــــــــذا الكربات
    وتسقنا من صــــــــــافي الانوار وتملا الفؤاد بالشــــــــــــــــــربات
    وتجعل الاعمال بالاخــــــلاص والصدق والاحــــسان ممزوجات
    وتجعل الكأس عــــــــــلينا دائرا في حضرة القـــدس وفي الاوبات
    في حضرة الختم ايا مــــــــليكي على بساط حضــــــــــرة القربات
    على يد الختم الذي تمــــــــــــــلا ومن لديه قام في الدرجــــــــــــات
    وتجلنا على ارائك العــــــــــــــز وتنصب الديوان في الرغــــــبات
    وتجعل القلوب بيتا مـــــــــــجلي وتنزل امــــــــــطار سنا النفحات
    وترسل البوارق البــــــــــــــهية وتملا الســـــــــــــر من الرهبات
    وتردف الســـــــــــــواطع الندية في سائر الايام واللــــــــــحظات
    وتعطنا علما ايا غــــــــــــــفور دنيا في اغلب اللــــــــــــــــمحات
    وتجعل الفيض عــــــــلينا دائما والســـــــتر يا مولاي والرحمات
    تراكم انوار يتلو هـــــــــــــــــذا مع الجــــــــــــــــواهر التي تواتي
    وتجعل الخـــــــتم براس الراس محمدا في مظهر امـــــــــــــدادات
    المـــــــــــــــــــــيرغني يا كريم انزل عليه ســـــــحائب الرحمات
    واجعله يارب رفـيق المصطفى في مـــنتهى الفردوس في الجنات
    واجعل له خليفة مــــــــــن نسله عال بعلوي وســــــــــــــــــــفليات
    انل محمدا ومحجوبا كــــــــــــذا وجعفرا حــــــــــــسن ولي الهبات
    ورق ابراهيم هاشم هـــــــــــذا كذا عـــــــــــــــــــــــــليا ثم ذريات
    وتبطن انبوبا لـــــــــــــنور فيه على منيبر من العـــــــــــــــــــلات
    بحق مـــــــــــن له الكمال دوما صلى عليه ما ســــــرى الشذوات
    وآله والصحب ما تــــــــــــلونا توسلا فجاء بالطـــــــــــــــــــلبات

    ان الانسان بطبيعة الحال يبحث عن المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة فينصب لها جهدا منقبا لها في باطن الارض ولكن دأب الصالحين هو البحث عن معادن الرجال وتلك هي التجارة الناجحة عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهنالك من الاحاديث الكثيرة تشير لذلك وذلك يستدعي التنقيب عن معادن الرجال ولعل مقصود السيد هو الوقوف على اطلال الاحباب ومناجاتهم وذكر مناقبهم العطرة بما قد منحهم الله من جليل الخصال


    عدل سابقا من قبل Admin في السبت أبريل 19, 2008 1:19 pm عدل 3 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 10:51 am

    لعل الله يساعدني في ذكر تفصيل ما أجمله السيد مع العلم بأني ليس اهلا لذلك ولكن بالله استعين مستخرجا لذلك من كتاب طبقات الأوليا ابن الملقن

    بمــــــــــــــحي الدين

    محي الدين بن العربي
    560 - 638 للهجرة
    محمد بن علي بن محمد احمد، الطائي الحاتمي الأندلسي المرسي، محي الدين أبو بكر، ابن العربي نزيل دمشق.
    ذكر انه سمع من اين بشكوال وغيره، وسكن الروم مدة، وكان ذكياً كثير العلم. كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب. ثم تزهد وتعبد، وتفرد وتوحد، وسافر وتجرد، واتهم وانجد، وعمل الخلوات، وعلق شيئاً كثيراً في تصوف أهل التوحيد، ومن أعظمها " الفصوص " ،
    مات سنة ثمان وثلاثين وستمائة.

    والجنيد

    أبو القاسم الجنيد
    ؟ - 297 للهجرة
    الجنيد بن محمد، الخراز القواريري أبو القاسم. شيخ وقته، ونسيج وحده. أصله نهاوند، ومولده ومنشؤه ببغداد.
    صحب جماعة من المشايخ، واشتهر بصحبة خاله السري، والحارث المحاسبي. ودرس الفقه علي أبي ثور، وكان يفتي في حلقته - بحضرته - وهو ابن عشرين سنة.
    قال: " كنت بين يدي سري ألعب، وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر؛ فقال لي: " يا غلام! ما الشكر؟ " قلت: " الشكر ألا تعصي الله بنعمه " . فقال لي: " أخشي أن يكون حظك من الله لسانك! " قال الجنيد: " فلا أزال أبكي علي هذه الكلمة التي قالها لي السري " .
    وقال: " علامة لإعراض عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه " .
    وقال: " من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا المر، لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة " .
    وقال: " من طلب عزاً بباطل أورثه الله ذلا بحق " .
    وقال: " من هم بذنب لم يفعله ابتلي بهم لم يعرفه " .
    وقال: " الصوفية أهل بيت واحد، لا يدخل فيهم غيرهم " .
    وقال: " الأدب أدبان: أدب السر، و أدب العلانية. فالأول طهارة القلب من العيوب، والعلانية حفظ الجوارح من الذنوب " .
    وقال له رجل: " علمني شيئاً يقربني إلي الله وإلي الناس " ، فقال: " أما الذي يقربك إلي الله فمسألته، وأما الثاني فترك مسألتهم " .
    وقال: " لكل أمة صفوة، وصفوة هذه الأمة الصوفية " .
    وسئل: " من العرف؟ " فقال: " من نطق عن سرك وأنت ساكت " .
    ورؤى في يده يوماً سبحة، فقيل له: " أنت، مع تمكنك وشرفك، تأخذ بيدك سبحة؟! " فقال: " نعم! سبب وصلنا به إلي ما وصلنا لا نتركه أبداً " .
    وقال: " قال لي خالي سرى السقطى: " تكلم علي الناس! " وكان في قلبي حشمة من ذلك، فاني كنت أتهم نفسي في استحقاق ذلك، فرأيت ليلة، في المنام، رسول الله صلي الله عليه وسلم - وكان ليلة جمعة - فقال لي: " تكلم علي الناس! " . فانتبهت، وأتيت باب سري قبل أن أصبح، فدققت الباب، فقال: " لم تصدقنا حتى قيل لك! " . فقعدت في غد للناس بالجامع، وانتشر في الناس أني قعدت أتكلم، فوقف علي غلام نصراني متنكر وقال: " أيها الشيخ! ما معني قوله عليه السلام: )اتقوا فراسة المؤمن. فانه ينظر بنور الله( فأطرقت، ثم رفعت رأسي فقلت: " أسلم! فقد حان وقت غسلامك! " فأسلم " .
    وقال الجنيد: " معاشر الفقراء! إنما عرفتم بالله، وتكرمون له؛ فإذا خلوتم به فانظروا كيف تكونون معه " وقال رجل له: " علي ماذا يتأسف المحب من أوقاته؟ " . قال: " علي زمان بسط أورث قبضاً، أو زمان أنس أورث وحشة " . ثم أنشأ يقول:
    قد كان لي مشرب يصفو برؤيتكم ... فكدرته يد الأيام حين صفا
    وقال الخلدي: " دفع إلى الجنيد درهما، وقال: " اشتر به تيناً وزيرياً، فاشتريته، فلما أفطر أخذ واحدة، ووضعها في فيه، ثم ألقاها وبكي، وقال لي: " احمله! " فقلت له في ذلك، فقال: " هتف بي هاتف في قلبي: أما تستحي؟! تركت هذا من أجلي ثم تعود؟! " . ثم أنشد:
    ون الهوان من الهوى مسروقة ... فصريع كل هوى صريع هوان
    وقال أبو عمرو بن علوان: " خرجت يوماً إلي سوق الرحبة في حاجة، فرأيت جنازة، فتبعتها لأصلي عليها، فوقفت حتى تدفن، فوقعت عيني علي امرأة مسفرة، من غير تعمد، فألححت بالنظر إليها، واسترجعت واستغفرت الله تعالى وعدت إلي منزلي. فقالت عجوز لي: " يا سيدي! مالي أري وجهك أسود؟!. فأخذت المرآة فنظرت، فإذا هو كما قالت، فرجعت إلي سري أنظر من أين ذهبت، فذكرت النظرة، فانفردت في موضع، أستغفر الله، وأسأله الإقامة، أربعين يوماً. فخطر في قلبي: أن زر شيخك الجنيد!. فانحدرت إلي بغداد، فلما جئت حجرته طرقت الباب، فقال لي: " ادخل يا أبا عمرو! تذنب بالرحبة ونستغفر لك ببغداد " .
    وقال علي بن ابرهيم الحداد: " حضرت مجلس ابن سريج الفقيه الشافعي، فكان يتكلم في الفروع والأصول بكلام حسن عجيب. فلما رأي إعجابي قال: " أتدري من أين هذا؟ " قلت: " لا! " قال: " هذا ببركة مجالسة أبي القاسم الجنيد " .
    وقال خير: " كنت يوماً جالساً في بيتي، فخطر لي خاطر، أن الجنيد بالباب فاخرج إليه، فنقيته عن قلبي وقلت: " وسوسة! " . فوقع لي خاطر ثان بأنه علي الباب فاخرج اليه، فنقيته عن سري؛ فوقع لي ثالث، فعلمت أنه حق، ففتحته، فإذا بالجنيد قائم، فسلم علي، وقال لي: " يا خير! لم لا تخرج مع الخاطر الأول؟! " .
    وقال عبد الرحمن بن إسماعيل: " كنت ببغداد، ووافي الحاج من خراسان، فلقيني بعض أصحابنا ممن له فضل وإفضال، فسألني أن أعرفه بجماعة ليصلهم بشيء، فقلت له: " ابدأ بالجنيد! " فحمل إليه دراهم وثياب كثيرة، فلما رآه أعجبه أدبه في رفقه، فقال: " اجعل بعضه لفقراء اذكرهم لك " فقال: " أنا أعرف الفقراء أيها الشيخ؟! " فقال له الجنيد: " وأنا! أؤمل أن أعيش حتى آكل هذا؟! " ، فقال: " إني لم أقل لك: أنفقه في الخل والبقل، والكامخ والجبن والمالح!، إنما أريد أن تنفقه في الطيبات وألوان الحلاوات،فكل ما أسرع فهو أحب إلي " . فتبسم الجنيد وقال: " مثلك لا يجوز أن يرد عليه! " وقبل ذلك منه. فقال الخراساني: " ما أعلم أحداً ببغداد أعظم منة علي منك! " ، فقال الجنيد: " ولا ينبغي لأحد أن يرتفق إلا ممن كان مثلك " .
    وقال الجنيد: " رأيت إبليس في المنام كأنه عريان، فقلت له: " أما تستحي من الناس؟! " فقال: " يا لله! هؤلاء عندك من الناس؟!. لو كانوا منهم ما تلاعبت بهم كما تتلاعب الصبيان بالكرة، ولكن الناس غير هؤلاء " . فقلت: " ومن هم؟ " قال: " قوم في مسجد الشونيزي، قد أضنوا قلبي، وأنحلوا جسمي؛ كلما هممت أشاروا بالله، فأكاد أحرق " . فانتبهت ولبست ثيابي، وأتيت مسجد الشونيزي وعلى ليل، فلما دخلت المسجد إذا أنا بثلاثة أنفس - قيل: هم أبو حمزة، وأبو الحسين النوري، وأبو بكر الزقاق - جلوس، ورءوسهم في مرقعاتهم؛ فلما أحسوا بي قد دخلت أخرج أحدهم رأسه وقال: " يا أبا القاسم! أنت كلما قيل لك شيء تقبله! " .
    وبات الجنيد ليلة العيد في الموضع الذي كان يعتاده في البرية، فإذا هو وقت السحر بشاب ملتف في عباءته يبكي ويقول:
    بحرمة ربتي! كم ذا الصدود؟! ... الا تعطف علي؟! ألا تجود؟!
    سرور العيد قد عم النواحي ... وحزني في ازدياد لا يبيد
    فإن كنت أفترفت خلال سوء ... فعذري في الهوى أفلا تعود؟
    وقال أبو محمد الجريري: " كنت واقفاً علي رأس الجنيد وقت وفاته - وكان يوم جمعة - وهو يقرأ، فقلت: " ارفق بنفسك! " فقال: " ما رأيت أحداً أحوج إليه مني في هذا الوقت، هو ذا تطوي صحيقتي " .
    وقال أبو بكر العطار: حضرت الجنيد عند الموت، في جماعة من أصحابنا، فكان قاعداً يصلي ويثني رجله، فثقل عليه حركتها، فمد رجليه وقد تورمتا، فرآه بعض أصحابه فقال: " ما هذا يا أبا القاسم؟! " ، قال: " هذه نعم!. الله أكبر " . فلما فرغ من صلاته قال له أبو محمد الجريري: " لو اضطجعت! " ، قال: " يا أبا محمد! هذا وقت يؤخذ منه. الله أكبر " . فلم يزل ذلك حاله حتى مات " .
    وقال ابن عطاء: " دخلت عليه، وهو في النزع، فسلمت عليه، فلم يرد، ثم رد بعد ساعة، وقال: " اعذرني! فإني كنت في وردي " ، ثم حول وجهه إلي القبلة ومات " .
    وكان عند موته قد ختم القرآن، ثم ابتدأ في البقرة فقرأ سبعين آية " .
    وكانت وفاته في شوال، آخر ساعة من يوم الجمعة، سنة سبع وتسعين ومائتين ببغداد. وقيل: سنة ثمان.
    وغسله أبو محمد الجريري، صلي عليه ولده، ودفن بالشونيزيه، بتربة مقبرة بغداد، عند خاله سري. وحزر الجمع الذين صلوا عليه، فكانوا ستين ألفاً.
    قال أبو محمد الجريري: " كان في جوار الجنيد رجل مصاب في خربة، فلما مات الجنيد ودفناه، تقدمنا ذلك المصاب، وصعد موضعاً رفيعاً، وقال لي: " يا أبا محمد! تراني أرجع إلي تلك الخربة بعد أن فقدت ذلك السيد؟! " ، ثم أنشد:
    واأسفي من فراق قوم ... هم المصابيح والحصون!
    والمدن والمزن والرواسي ... والخير والأمن والسكون
    لم تتغير لنا الليالي ... حتي توفتهم المنون
    فكل جمر لنا قلوب ... وكل ماء لنا عيون
    ثم غاب عنا فكان ذلك آخر العهد منه " .
    وسئل الجنيد عن التوحيد، فأنشد قائلا:
    وغني لي من قلبي ... وغنيت كم غني
    وكنا حيثما كانوا ... وكانوا حيثما كنا
    فقال السائل: " وأين القرآن والأخبار؟! " فقال: " الموحد يأخذ علي التوحيد من أدني الخطاب " .
    وأنشد مرة:
    وإن امرءاً لم يصف لله قلبه ... لفي وحشة من كل نظرة ناظر
    وإن امرءاً لم يرتحل ببضاعة ... إلي داره الأخرى فليس بتاجر
    وإن امرءاً باع دنيا بدينه ... لمنقلب منها بصفقة خاسر
    وسئل عن الفقر فأنشأ يقول:
    لا الفقر عار ولا الغنى شرف ... ولا شئ في طاعة سرف
    قلت: وأستاذ الجنيد محمد بن علي القصاب، أبو جعفر البغدادي. وكان الجنيد يقول " الناس ينسبوني إلي سري، وإنما أستاذي هذا يعني القصاب.
    سئل القصاب: " ما بال أصحابك محرومين من الناس؟ " قال: " لثلاث خصال: أحدها: أن الله لا يرضي لهم ما في أيديهم، ولو رضي لهم ما لهم لترك ما لأنفسهم عليه.
    وثانيها: أن الله لا يرضي أن يجعل حسناتهم في صحائفهم، ولو رضي لهم لخلطهم بهم.
    وثالثها: أنهم قوم لم يسيروا إلا إلي الله، فمنعهم كل شيء سواه وأفردهم به " .


    عدل سابقا من قبل Admin في السبت يونيو 25, 2011 2:43 am عدل 1 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 10:53 am

    أصحاب الجنيد
    ومن أصحاب الجنيد أبو محمد أحمد بن محمد بن الحسين الجريري، وأبن الأعرابي أبو العباس احمد بن محمد بن زياد، وقد سلفاً؛ وكذا اسماعيل بن نجيد؛ أما الشبلي فسيأتي.
    وصحبه علي بن بندار أبو الحسن الصيرفي، من جلة مشايخ نيسابور. صحب أيضاً الحيري، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة. رزق من رؤية المشايخ وصحبتهم ما لم يرزق غيره.مات سنة تسع وخمسين وثلثمائة.
    قال: " دخلت دمشق علي أبي عبد الله بن الجلاء، فقال: " متي دخلت دمشق؟ " قلت: " منذ ثلاثة أيام " فقال: " ما لك لم تجئني؟! " قلت: " دخلت إلي أبي ابن جوصاء، وكتبت عنه الحديث " . فقال: " شغلتك السنة عن الفريضة " .
    ومن كلامه: " فساد القلوب علي حسب فساد الزمان وأهله " .
    وقال: " زمان يذكر فيه بالصلاح زمان لا يرجى منه الصلاح " .
    وقال: " دار أسست على البلوي بلا بلوي محال " .
    وقال: " إياك والخلاف على الخلق، فمن رضي الله به عبداً فارض به أخاً " .
    وكان يقول: " إياك والاشتغال بالخلق فقد عدم الربح عليهم اليوم " .
    وقال لبعض أصحابه: " إلى أين؟ " قال: " أخرج إلى النزهة " . فقال: " من عدم الأنس من حاله لم تزده النزهة إلا وحشة " .
    وقال: " كنت أماشي يوماً أبا عبد الله بن خفيف، فقال لي: " تقدم يا أبا الحسن! " فقلت: " بأي عذر أتقدم؟! " قال: " بأنك لقيت الجنيد وما لقيته " .
    ومنهم عبد الله بن محمد الشعراني أبو محمد الرازي الأصل، النيسابوري المولد والمنشأ. وصحب أيضاً رويماً والحيري وسمنوناً وغيرهم. ومات سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة.
    ومن كلامه: من أراد أن يعرف متابعة للحق فلينظر إلي من يخالفه في مراد له، كيف يجد نفسه عند ذلك، فإن لم يتغير فليعلم أن نفسه متابعة للحق " .
    سئل: " ما بال الناس يعرفون عيوبهم ولا ينتقلون عنها، ولا يرجعون إلي الصواب؟! " فقال: " لأنهم اشتغلوا بالمباهاة بالعلم، ولم يشتغلوا باستعماله، واشتغلوا بآداب الظواهر وتركوا آداب البواطن، فأعمي الله قلوبهم، وقيد جوارحهم عن العبادات " .
    ومن أصحابه أيضاً علي بن محمد المزين أبو الحسن البغدادي. وصحب أيضاً سهلا. ومات مجاوراً بمكة سنة ثمان وعشرين وثلثمائة.
    ومن كلامه: " من استغني بالله أحوج الله الخلق إليه، ومن افتقر إلى الله، وصح فقره أليه بملازمة آدابه، أغناه الله عن كل ما سواه " .
    وقال: " الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب؛ والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة " .
    وقال المزين: " لما مرض أبو يعقوب النهرجوري، قلت - وهو في النزع - : " قل: لا إله إلا الله! " فتبسم إلي وقال: " إياي تعني؟! وعزة من لا يذوق الموت! ما بيني وبينه إلا حجاب العزة " وانطفأ من ساعته. فكان المزين يأخذ بلحيته ويقول: " حجام مثلي يلقن أولياء الله الشهادة؟! واخجلتاه منه! " ويبكي إذا ذكر ذلك.
    وروي أنه رؤي يوماً متفكراً، ثم أنشد:
    منازل كنت تهواها وتألفها ... أيام أنت علي الأيام منصور
    وقد كان يوماً يبكي - وهو بالتنعيم يريد العمرة - وهو ينشد:
    أنافعي دمعي فأبكيك؟! ... هيهات! مالي طمع فيك
    فلم يزل كذلك حتي بلغ مكة.
    وممن لقيه أبو محمد عبد الله بن محمد المرتعش النيسابوري، أحد مشايخ العراق. كان يقيم في مسجد الشونيزية ببغداد، وصحب أبا حفص وأبا عثمان، وكان كبير الشأن.
    قيل: " عجائب بغداد ثلاثة: نكت المرتعش؛ وإشارات الشبلي، وحكايات جعفر الخلدي " . مات ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلثمائة.
    من كلامه: " سكون القلب إلي غير المولي تعجيل عقوبة من الله في الدنيا " .
    وقيل له: " بماذا ينال العبد حب الله تعالي؟ " . قال: " ببغض ما أبغضه وهي الدنيا والنفس " .
    وقيل له: " إن فلاناً يمشي علي الماء! " . فقال: " عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي علي الماء " .
    وسئل عن التصوف فقال: " الأشكال والتلبيس والكتمان " . ثم أنشد يقول:
    سري وسرك لا يعلم به أحد ... إلا الجليل ولا ينطق به نطق
    وانشد أيضاً علي إثره:
    إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا ... لكيلا يحسبوا أن الهوى حيث تنظر
    وسئل: " بماذا ينال العبد المحبة؟ " . فقال: " بمولاة أولياء الله تعالي ومعاداة أعدائه " .
    ثم قال لبعض جلسائه: " أنشدني الأبيات التي كنت تنشد بالأمس " فأنشأ يقول:
    وقف الهوى بي حيث أنت فلي ... س لي متأخر عنه ولا متقدم
    أجد الملامة في هواك لذيذة ... حباً لذكرك فليلمني اللوم
    أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذ صار حظي منك حظي منهم
    وأهنتني فأهنت نفسي صاغراً ... ما من يهون عليك ممن يكرم
    وقال السلمي: سمعت أحمد بن علي بن جعفر يقول: " كنت عند المرتعش قاعداً، فقال رجل: " قد طال الليل وطال الهوى! " فنظر أليه المرتعش وسكت ساعة، ثم قال: " لا أدري ما تقول! غير أني سمعت بعض القوالين في هذه الليالي:
    لست أدري أطال الليل أم لا ... كيف يدري بذاك من غفلا
    لو تفرغت لاستطالة ليلي ... ولرعي النجوم كنت مخلي
    ان للعاشقين عن قصر الليل وعن طوله من الوجد شغلا فبكي من حضره، واستدلوا علي عمارة أوقاته " .
    وقال وقت وفاته: " سألت الله ثلاث حوائج فقضاها لي: سألته أن يكون موتي في مسجد الشونيزية، فأني قد صحبت فيه أقواماً، سادة كراماً، وهوذا أنا أموت فيها.
    وألا يكون لي أمر الدنيا شيء وقت خروجي منها، وليس لي غير الخرقه التي تحتي؛ فإذا مت فأخرجوها من تحتي واشتروا بها شيئاً للفقراء، فإنهم لا يدفنونني بغير كفن.
    وسألته ألا يحضرني في وقت وفاتي رجل أبغضه، وأنا أحبكم كلكم وليس فيكم من أبغضه " . ثم مات.
    ومن أصحابه أيضاً محمد بن علي بن جعفر الكتاني - نسبة إلي الكتان، بفتح الكاف، وعمله - أبو بكر، ويقال: أبو بكر عبد الله، البغدادي، ثم المكي.
    هاجر ال مكة وبها مات مجاوراً سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة. وصحب أيضاً النوري والخراز.
    ومن كلامه: " التصوف خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف " .
    وقال: " العاجز من عجز عن سياسة نفسه " .
    وقال: " إذا صح الافتقار إلي الله صح الغني به، لأنهما حالان لا يصح أحدهما إلا بصاحبه " .
    وقال: " رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في النوم، فقلت: " يا رسول الله! ادع الله ألا يميت قلبي " . قال: " قل - كل يوم أربعين مرة - : " يا حي! يا قيوم! لا إله إلا أنت! " فإنه لا يموت فلبك، ويكون قلبك حياً " .
    وقال: " من حكم المريد أن يكون فيه ثلاثة أشياء: نومه غلبة، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة " .
    وقال: " النقباء ثلثمائة، والنجباء سبعون، والأبدال أربعون، والأخيار سبعة، والعمداء أربعة، والغوث واحد " .
    فمسكن النقباء المغرب، والنجباء مصر، والأبدال الشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمداء زوايا الأرض، والغوث بمكة.
    فإن عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمداء؛ فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث، فلا يتم مسألته حتى تجاب دعوته " .
    وقال: " صحبني رجل، وكان ثقيلا علي قلبي، فوهبت له شيئاً ليزول ما في قلبي، فلم يزل، فحملته إلي بيتي، وقلت: " ضع رجلك علي خدي " فأبي، فقلت: " لا بد تفعل! " واعتقدت أنه لا يرفع رجله علي خدي حتى يرفع الله من قلبي الذي كنت أجده. فلما زال عن قلبي ما كنت أجده قلت له: " ارفع رجلك الآن! " .
    وسئل عن الفائدة في مذاكرة الحكايات، فقال: " الحكايات جند من جنود الله، تقوي بها أبدان المريدين " . فقيل له: " هل لهذا شاهد؟ " . قال: " نعم! قال الله تعإلي: )وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك(.
    وروي عنه انه قال: " كنت وأبو سعيد الخراز، وعباس بن المهتدي، وآخر لم يذكره، نسير بالشام علي ساحل البحر وإذا شاب يمشي ومعه محبرة، فظننا أنه من أصحاب الحديث، فتثاقلنا به، فقال أبو سعيد: " يا فتي! علي أي طريق تسير؟ " فقال: " ليس أعرف إلا طريقتين: طريق الخاصة و طريق العامة؛ أما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فباسم الله! " وتقدم إلي البحر ومشي حيالنا علي الماء، فلم نزل نراه حتي غاب عنا " .
    ونظر الكتاني إلي شيخ أبيض الرأس واللحية يسأل، فقال: " هذا رجل أضاع حق الله في صغره فضيعه الله في كبره " .
    وكان كثيراً ما ينشد:
    الشوق والوجد في مكاني ... قد منعاني من القرار
    هما في لا يفارقاني ... فذا شعاري وذا دثاري
    وخيم في الطواف اثنتي عشرة ألف ختمة.
    وقال: " لو لا أن ذكره فرض علي ما ذكرته إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فاه بألف توبة متقبلة عن ذكره؟! " .
    وأنشد:
    ما إن ذكرتك إلا هم يغلبني ... قلبي وسري وروحي عند ذكراكا
    حتي كأن رقيباً منك يهتف بي: ... إياك! ويحك والتذكار! إياكا!
    ومن أصحابه أيضاً محمد بن موسى الواسطي - نسبة إلي واسط العراق بلدة مشهورة - أبو بكر الخراساني، من فرغانة. وصحب أيضاً النوري وكان عالماً كبير القدر.
    مات بمرو بعد العشرين وثلثمائة.
    ومن كلامه: " الخوف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الأدب " .
    وانقطع شسع نعله في غدوة إلي الجمعة، فأصلح له، فقال: " إنما انقطع لأني لم أغتسل للجمعة! " . واغتسل بعد ذلك.
    ومن أصحابه أبو الحسين علي بن هند القرشي الفارسي، من كبار مشايخ الفرس وعلمائهم.
    وصحب أيضاً جعفر الحذاء، وعمراً المكي. له الأحوال العالية، والمقامات الزكية.
    ومن كلامه: " اجتهد ألا تفارق باب سيدك بحال، فإنه ملجأ الكل، فمن فارقه لا يري لقدمه قراراً ولا مقاماً " .
    وانشد:
    كنت من كربتي أفر إليهم ... فهم كربتي! فأين المفر؟!
    ومن أصحابه أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي سعدان البغدادي، وصحب النوري أيضاً. شافعي المذهب، إمام في المعارف.
    ومن كلامه: الصابر علي رجائه لا يقنط من فضله " .
    ومن أستاذيه محمد بن ابرهيم البغدادي البزاز أبو حمزة، من أولاد عيسى بن أبان. وجالس بشر بن الحارث، وسافر مع أبي تراب، وصحب سرياً. وكان عالماً بالقراءات، فقيهاً زاهداً واعظاً.
    وهو أول من تكلم ببغداد في المحبة والشوق، والقرب والأنس، على رءوس الناس. وهو أستاذ جميع البغاددة؛ وكان الإمام أحمد يقول له في المسائل: " ما تقول فيها يا صوفي؟! " .
    مات سنة تسع وثمانين ومائتين.
    وكان يتكلم في مجلسه يوم الجمعة، فتغير عليه الحال، وسقط عن كرسيه، ومات في الجمعة الثانية، ودفن بباب الكوفة.
    ومن كلامه: من رزق ثلاثة أشياء مع ثلاثة أشياء فقد نجا من الآفات: بطن خال مع قلب قانع، وفقر دائم مع زهد حاضر؛ وصبر كامل مع ذكر دائم " .
    وقال: " علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغني ويذل بعد العزة، وينحط بعد الشهرة. وعلامة الصوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعز بعد الذل، ويشتهر بعد الخفاء " .
    وروى أنه ولد له مولود في ليلة ممطرة، وما كان في منزله شئ، وأشتد المطر، وكانت داره علي الطريق، وأخذ السيل يدخل داره، وكان في الدار صبي يخدمه، فقام هو والصبي، وأخذ جرتين، فكانوا ينقلون الماء إلي الطريق حتى أصبحوا. فلما أصبحوا تحيلت المرأة في دراهم، وقالت له: " أشتر لنا بها شيئاً " ، فخرج فإذا بجارية صغيرة تبكي، فقال: " ما بكاؤك؟ " قالت: " لي مولي شرير، وقد دفع إلي قارورة اشتري له فيها زيتاً، فوقعت وهلك الزيت، وأخاف أن يضربني! " ، فأشتري لها بما معه ذلك، ومشي معها إلي مولاها، وشفع فيها ألا يضربها بتأخيرها عنه، ثم رجع إلي المسجد، فقال له الصبي: " ما العمل؟! " فقال: " اسكت! " فقعد إلى العصر، ثم قال الصبي: " قم بنا نعود إلى المنزل! " فجاءوا والزقاق كله حمالون، معهم ما يحتاج أليه لمثل هذا، وخمسمائة درهم، ورجل معه رقعة فيها مكتوب: " أخبرنا انك البارحة ولد لك مولود فتفضل بقبول ذلك " فقال الصبي: " إذا عاملت فعامل من هذه معاملته! " .
    وروى أنه كان له مهراً قد رباه، وكان يحب الغزو، فيخرج عليه متوكلا، فقيل له: " ما تعمل في أمر الدابة؟ " ، قال: " كان إذا رحل العسكر تبقي تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، يدور فيأكل " .
    وقيل له: " هل يفرغ المحب الى شئ سوى محبوبه؟ " فقال: " لا! لأنه بلاء دائم وسرور منقطع، وأوجاع متصلة؛ لا يعرفها إلا من باشرها " . وأنشد:
    يقاسي المقاسي شجوه دون غيره ... وكل بلاء عند لاقيه أوجع
    وقال الجنيد: " وافي أبو حمزة من مكة، وعليه وعناء السفر، فسلمت عليه وشهيته، فقال: " سكباج وعصيدة تخليني بهما " ؛ فيأتيهما له، وأدخلته الدار، وأسبلت الستر، فدخل واكله أجمع؛ فلما فرغ قال: " يا أبا القاسم! لا تعجب! فهذا - من مكة - الأكلة الثالثة " .
    وأما حكاية وقوعه في البئر، وإخراج السبع له فمشهورة. وهتف به هاتف: " يا أبا حمزة! نجيناك من التلف بالتلف! " فقال:
    أهابك أن أبدي إليك الذي أخفي ... وسري يبدي ما بقول له طرفي
    نهاني حيائي منك أن أكتم الهوى ... فأغنيتني بالفهم منك عن الكشف
    تلطفت في أمري وأبديت شاهدي ... إلى غائبي واللطف يدرك باللطف
    تراءيت لي بالغيب حتي كأنما ... تبشرني بالغيب إنك في الكف
    أراك وبي من هيبتي لك حشمة ... فتؤنسني باللطف منك وبالعطف
    وتحيي محباً أنت في الحب حتفه ... وذا عجب كون الحياة مع الحتف
    وقال الخطيب - فيما ذكر أبو نعيم - : " إنه أبو حمزة هذا " وقال غيره: " إنه أبو حمزة الخراساني " .
    وأبو حمزة الخراساني أحد المشايخ، أصله من نيسابور، صحب مشايخ بغداد، وهو من أقران الجنيد صحبه أيضاً وغيره، وكان ورعاً ديناً.
    ومن كلامه: " من استشعر ذكر الموت حبب إليه كل باق وبغض إليه كل فان " .
    وسئل عن الإخلاص، فقال: " الخالص من الأعمال ما لا يجب أن يجده عليه إلا الله تعالى " .
    وقال له رجل: " أوصي! " . فقال: " هيء زادك للسفر الذي بين يديك، فكأني بك وأنت في جملة الراحلين عن منزلك؛ وهيء لنفسك منزلا إذا نزل أهل الصفة منازلهم، لئلا تبقى متحسراً " .
    وخرج مرة يشيع بعض الغزاة، فسمع قائلا يقول:
    نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
    فسقط مغشياً عليه.
    ومات سنة تسعين ومائتين.
    ومن أصحابه محمد بن ابرهيم الزجاجي، أبو عمرو النيسابوري. صحب أيضاً النوري وأبا عثمان، ورويما، والخواص.
    وأقام بمكة، وصار شيخها، والمشار أليه فيها. حج قريباً من ستين حجة. قيل: إنه لم يبل ولم يتغوط في الحرم أربعين سنة، وهو بها مقيم.
    مات سنة ست وأربعين وثلثمائة.
    وروي أنه كان يجتمع بمكة الكتاني والنهرجوري والمرتعش وغيرهم. فكانوا يعقدون حلقة وصدرها للزجاجي، وإذا تكلموا في شيء رجع جميعهم إلى قوله.
    وكان أول ما دخل مكة يطوف كل يوم سبعين مرة، ويعتمر عمرتين.
    ومن كلامه: " المحبة ترك الشكوى من البلوى، بل استلذاذ البلوى، إذا الكل منه، فمن أسخطه وارد من محبوبه تبين عليه نقصان محبته " .
    وقيل له: " كيف الطريق إلي الله؟ " فقال للسائل: " أبشر! أزعجك لطلب دليل يدلك عليه " .
    وسئل عن حديث: )تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة( فقال: " ذاك التفكير هو نسيان النفس " .


    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أبريل 13, 2008 1:05 am عدل 1 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 10:55 am

    ومن أقران الجنيد علي بن سهل الأصبهاني أبو الحسن. لقي أبا تراب وطبقته، وقصده عمرو بن عثمان المكي في دين كان عليه بمكة، ومبلغه ثلاثون ألف درهم، فكتب بديونه سفانج إلى مكة، ولم يعلمه بذلك.
    ومن كلامه: " المبادرة إلى الطاعات من علامة التوفيق، والتقاعد عن المخالفات من علامة حسن الرعاية، ومراعاة الأسرار من علامة التيقظ، وإظهار الدعاوى من رعونات البشرية، ومن لم تصح مبادئ إرادته لا يسلم في منتهى عواقبه " .
    وقال: " من فقه قلبه أورثه ذلك الإعراض عن الدنيا وأبنائها، فان من جهل القلب متابعة سرور لا يدوم " .
    وأنشد لنفسه:
    ليتني مت فاسترحت، فإني ... كلما قلت: قدقربت! بعدت
    وسئل عن حقيقة التوحيد، فقال: " قريب من الظنون، بعيد من الحقائق " . وأنشد لبعضهم:
    فقلت لأصحابي:هي الشمس ضوؤها ... قريب، ولكن في تناولها بعد
    أما أبو الحسن علي بن سهل الصائغ الدينوري، أحد السادات، فأقام بمصر، ومات سنة ثلاثين وثلثمائة.
    قيل له: " بماذا يبتلي المحب؟ وبماذا يروح فؤاده عند هيجانه؟ " فأنشأ يقول:
    لو شربت السلو ما سليت ... ما بي غني عنك وإن غنيت
    وأما خاله وأستاذه سري، فهو أبو الحسن سري بن المغلس السقطي، أحد الأوتاد. كان أوحد زمانه في الورع وعلوم التوحيد، ملازماً بيته لا يخرج منه ولا يراه إلا من يقصده. وكان تلميذ معروف الكرخي.
    قيل: كان يوماً في دكانه، فجاء معروف ومعه صبي يتيم، فقال لي: " اكسه! " . قال سري: فكسوته، ففرح به معروف، فقال: بغض الله إليك الدنيا، وأراحك مما أنت فيه! " . قال: " فقمت من الدكان وليس شئ أبغض إلي من الدنيا وما فيها، وكل ما أنا فيه من بركاته " .
    مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين، علي الأصح. ودفن بالشونيزية.
    ومن كلامه: " ثلاث من كن فيه استكمل الإمان: من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلي الباطل؛ وإذا قدر لم يتناول ما ليس له " .
    وقال: " الشكر ثلاثة أوجه: للسان، وللبدن، وللقلب. فالثالث أن يعلم أن النعم كلها من الله، والثاني ألا يستعمل جوارحه إلا في طاعته بعد أن عافاه الله، والأول دوام الحمد عليه " .
    قال الجنيد: " أرسلني خاليي، فأبطأت عليه، فقال لي: " إذا أرسلك من يتكلمون في موارد القلوب في حاجة فلا تبطئ عليهم، فإن قلوبهم لا يتحمل الانتظار " .
    ومكث سري عشرين سنة، يطوف بالساحل، يطلب صادقاً، فدخل يوماً إلى مغارة، فإذا زمني قعود وعميان ومجذمين، قال: فقلت: " ما تصنعون ها هنا؟! " قالوا: " ننتظر شخصاً يخرج علينا فنعافى! " . فقلت: " إن كان صادقاً فاليوم! " . فقعدت فخرج كهل معليه مدرعة من شعر، فسلم وجلس، ثم أمر يده علي عمي هذا فأبصر، وأمر يده علي زمانة هذا فصح، وأمر يده علي جذام هذا فبرئ. ثم قام مولياً، فضربت بيدي اليه، فقال لي: سري؟!. خل عني، فانه غيور. لا يطلع علي سرك فيراك وقد سكنت إلي غيره، فتسقط من عينه " .
    وقال الجنيد: " ما رأيت أعبد من خالي!. أني عليه ثمان وسبعون سنة ما رؤى مضطجعاً إلا في علة الموت " .
    قال: وسمعته يقول: " أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد! " فقيل له: " ولم؟! " . قال: " أخاف ألا يقبلني قبري فأفتضح " .
    قال: وسمعته يقول: " من أراد أن يسلم دينه، ويستريح قلبه وبدنه، ويقل غمه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة " .
    قال: وكان يقول: " لولا الجمعة والجماعة لسددت علي نفسي الباب ولم أخرج " .
    قلت: " كيف في زمننا هذا - في القرن الثامن - وما أهله إلا كما قيل:
    لم يبق في الناس موثوق بصحبته ... ولا أمر لك مرضي إذا اختبرا
    ولا أخ لك تدعوه لنائبة ... ولا لسر إذا استودعته سرا
    ما إن تري غير ذي الوجهين قد طويت ... منه الضلوع علي غير الذي ظهرا
    يلقاك يظهر وداً زائداً فإذا ... ما غبت عاد عدواً مبغضاً اشرا
    له لسانان في فيه يديرهما ... يهدي لمن يشاء شهداً منه أو صبرا
    مواصل لك ما دامت تواصله ... منك الأيادي وإن أمسكتها هجرا
    وإن بدت منك يوماً زلة خطأ ... عن غير عمد تراه حية ذكرا
    يسعي إلى كل من يلقاه عنك بما ... يراه، مفترياً ما لا يكون يري
    فكن علي حذر من مثلهم أبداً ... فالمرء من كان من أمثالهم حذرا
    وقال الجنيد: دفع السري إلي رقعة، وقال: " هذا خير لك من سبعمائة فضة! " . فإذا فيها:
    ولما ادعيت الحب، قالت: كذبتني ... ألست أرى الأعضاء منك كواسيا؟!
    فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا ... وتذبل حتي لا تجيب المناديا
    وتنحل حتى لا يبق لك الهوى ... سوي مقلة تبكي بها وتناجيا
    وروي أنه أنشد يوماً:
    لا في النهار ولا في الليل لي فرح ... فلا أبالي أطال الليل أو قصرا
    لأني طول ليلي هائم دنف ... وبالنهار أقاسي الهم والفكرا
    وقال الجنيد، قال لي خالي: " اعتللت بطرطوس علة القيام، فعادني ناس من القراء، فأطالوا الجلوس، فقلت: " ابسطوا أيديكم حتى ندعو! " فقلت: " اللهم علمنا كيف نعود المرضى! " قال: فعلموا أنهم قد أطالوا فقاموا " .
    وقال علي بن عبد الحميد الغضائري: " دققت علي سري بابه فسمعته يقول: " اللهم من شغلني عنك فاشغله بك عني! " فكان من بركة دعائه أني حججت من حلب ماشياً أربعين حجة " .
    وقال الجنيد: " دخلت عليه، وهو في النزع، فجلست عند رأسه، ووضعت خدي علي خده، فدمعت عيناي، فوقع دمعي علي خده، ففتح عينيه، وقال لي: " من أنت؟ " قلت: " خادمك الجنيد! " فقال: " مرحباً " . فقلت: " أوصني بوصية أنتفع بها بعدك! " قال: " إياك ومصاحبة الأشرار، وأن تنقطع عن الله بصحبة الأخيار " .
    ولما حضرته الوفاة، قلت له: " يا سيدي! لا يرون بعدك مثلك! " قال: " ولا أخلف عليهم - بعدي - مثلك " .
    قال أبو عبيد بن حربوية: " حضرت جنازته، فلما كان في بعض الليالي رأيته في النوم، قلت: " ما فعل الله بك؟ " قال: " غفر لي ولمن حضر جنازتي وصلي علي! " . فقلت: " فأني ممن حضر جنازتك وصلي عليك! " قال: " فاخرج درجاً فنظر فيه، فلم ير لي اسماً، فقلت: بلي! حضرت، فنظر فاذا اسمي في الحاشية " .
    وولد سري، ابرهيم أبو اسحاق، زاهد تقي، وله أحوال في المعاملات سنية، قريب في السيرة من أبيه.
    حكي عن أبيه. روي عنه أبو العباس السراج، قال: سمعته يقول، سمعت أبي يقول: " عجيب لمن غدا وراح، في طلب الأرباح، وهو مثل نفسه لا يربح أبداً " .
    ومن أصحاب سري، إبرهيم النصراباذي، وأحمد النوري، وقد سلفاً. وكذا أحمد بن مسروق.
    ومن أصحابه سمنون - بضم السين علي المشهور - ابن حمزة أبو الحسن. أصله من البصرة، سكن بغداد.
    وصحب - مع السري - أبا أحمد القلانسي وغيرهما. ومات قبل الجنيد، فيما قيل. وقال ابن الجوزي: " بعده سنة ثمان وتسعين ومائتين " . وهذا غلط، فان وفاة الجنيد في هذه السنة، أو سنة تسع، كما سلف.
    ومن كلامه: إذا بسط الجليل غداً بساط المجد دخل ذنوب الأولين والآخرين في حاشية من حواشي كرمه. وإذا أبدي عيناً من عيون الجود ألحق المسئ بالمحسن " .
    وقال: " لا يعبر عن شئ إلا بما هو أدق منه، ولا شئ أدق من المحبة، فبم يعبر عنها؟! " .
    وأنشد:
    أنت الحبيب الذي لا شك في خلدي ... منه، فان فقدتك النفس لم تعش
    يا معطشي بوصال كنت واهبه ... هل فيك لي راحة إن صحت:واعطشي
    وجاءه رجل فقال: " لي أربعون شاة، كم أخرج عنها؟ " قال: " علي مذهبي: الكل؛ وعلي مذهب القوم: واحدة " .
    وكان ورده كل يوم وليلة خمسمائة ركعة.
    قيل أنه أنشد:
    وليس لي في سواك حظ ... فكيفما شئت فاختبرني
    إن كان يرجو سواك قلبي ... لا نلت سؤلي، ولا التمني!
    فأخذه الأسر من ساعته، فكان يدور علي المكاتب، ويقول للصبيان: " ادعوا لعمكم الكذاب! " .
    وقيل: إنه شاع عنه الدعاء بذلك، ولم يكن وقع منه، فعلم أن القصد منه إظهار الجزع، تأدباً بالعبودية، وستراً لحاله، فأخذ يفعل ذلك.
    وروي أنه لما أخذه السر، احتبس بوله أربعة عشر يوماً، فكان يلتوي كما تلتوي الحية علي الرمل، يميناً يتقلب وشمالا؛ أطلق بوله قال: " يا رب! قد تبت إليك! " .
    وأنشد:
    أنا راض بطول صدك عني ... ليس إلا لأن ذاك هواكا
    فامتحن بالجفاء ضميري ... علي الود، ودعني معلقاً برجاكا
    وقيل إنه كان جالساً علي شاطئ دجلة، وبيده قضيب يضرب به فخذه، ويقول:
    كان لي قلب أعيش به ... ضاع مني في قلبه
    رب! فاردده علي فقد ... عيا صبري في تطلبه
    وأغث، ما دام في رمق ... يا غياث المستغيث به!
    وقال: " كنت ببيت المقدس، وكان البرد شديداً، وعلي جبة كساء، وأنا أجد البرد، والثلج يسقط، وإذا بشاب مار في الصحن، وعليه خلقان، فقلت: " يا حبيبي! لو استترت ببعض هذه الأردية، فتكنك من البرد! " فقال: " يا أخي سمنون:
    وحسن ظني فيه أنني في فنائه ... وهل أحد في كنه يجد القرا؟!
    ولكن من أعري من الحب قلبه ... وأفرد من أحبابه تجد الحرا
    وسئل عن الفقير الصادق، فقال: " الذي يأنس بالعدم كما يأنس بالغني، ويستوحش من الغني كما يستوحش الجاهل من الفقر " .
    وانشد:
    وكان فؤادي خالياً قبل حبكم ... وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح
    فلما دعا قلبي هواك أجابه ... فلست أراه عن فنائك يبرح
    رميت بببن منك إن كنت كاذباً ... وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
    وإن كان شئ في البلاد بأسرها ... إذا غبت عن عيني، لعيني يملح
    فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل ... فلست أري قلبي لغيرك يصلح
    وسئل عن قوله تعالى: )ومكروا مكراً ومكرنا مكراً(: " هل ينسب المكر إلي الله؟ " فأنشد:
    وقبح من سوك الفعل عندي ... وتفعله فيحسن منك ذاكا
    فمهما كان من خير وجود ... فما يرجي له أحد سواكا
    وله أيضاً:
    يعاتبني فينبسط انقباضي ... وتسكن روعتي عند العتاب
    جري في الهوى مذ كنت طفلا ... فمإلي قد كبرت عن التصابي
    وله أيضاً: أحن بأطراف النهار صبابة ... وفي الليل يدعوني الهوى فأجيب
    وأيامنا تفني، وشوقي زائد ... كأن زمان الشوق ليس يغيب
    وله أيضاً:
    بكيت ودمع الشوق للنفس راحة ... ولكن دمع العين يبكي به القلب
    وذكري بما ألقاه ليس بنافع ... ولكنه شئ يهيج به الكرب
    ولو قيل لي: ما أنت؟ قلت: معذب ... بنار مواجيد يضرمها الغيب
    بليت بمن لا أطيق عذابه ... ويعتبني حتى يقال له الذنب
    ومن أصحابه أيضاً أبو محمد، جعفر بن محمد بن نصير الخلدي البغدادي؛ وصحب النوري، ورويماً، وسمنون وغيرهم. وحج قريباً من ستشن حجة.
    مات سنة ثمان وأربعين وثلثمائة، ودفن عند قبر سري والجنيد. سمي الخلدي لأنه كان يوماً عند الجنيد، فسئل الجنيد عن مسألة، فقال له: " أجبهم! " فأجابهم، فقال: " يا خلدي! من أين لك هذه الأجوبة؟! " فبقي عليه هذا الاسم.
    والمسألة التي أجاب فيها، هي أنهم قالوا: " أنطلب الرزق. " فقال الخلدي: " إن علمتم في أي موضع هو فاطلبوه! " فقالوا: " نسأل الله ذلك! " ، فقال: " إن علمتم أنه نسيكم فذكروه! " فقالوا: " ندخل البيت، ونتوكل علي الله؟ " . فقال: " تجربون الله في التوكل؟! فهذا شك! " قالوا: " فكيف الحيلة؟! " قال: " ترك الحيلة " .
    ومن كلامه: " لا يجد العبد لذة المعاملة مع لذة النفس؛ لأن أهل الحقائق قطعوا العلائق، التي تقطعهم عن الحق، قبل أن تقطعهم العلائق " .
    وقال: " إنما بين العبد وبين الوجود أن تسكن التقوى قلبه، فهذا سكن نزلت عليه بركات العلم، وزال عنه رغبة الدنيا " .
    وقال: " إني أخاف أن يوقفني المشايخ بين يدي الله، ويقولون: لم أخرجت أسرارنا إلى الناس " .
    وروي أنه مر بمقبرة الشونيزية، وامرأة علي قبر تندب؛ وتبكي بكاء بحرقة، فقال لها: " ما لك؟! " فقالت: " ثكلي بولدي! " فأنشأ يقول:
    يقولون: ثكلي! ومن لك يذق ... فراق الأحبة لم يثكل
    لقد جرعتني ليإلي الفرا ... ق شراباً أمر من الحنظل
    كما جرعتني ليالي الوصا ... ل شراباً ألذ من السلسل
    وقال: " المحب يجتهد في كتمان محبته، وتأبي المحبة إلا اشتهاراً، وكل شئ ينم علي المحب حتى يظهره " .
    وأنشد:
    زائر نم عليه حسنه ... كيف يخفي الليل بدراً طلعا؟!
    راقب الغفلة حتى أمكنت ... ورعي الحارس حتى هجعا
    ركب الأهوال في رؤيته ... ثم ما سلم حتى ودا
    وروي أنه كان له فص، فوقع منه يوماً في دجلة، وكان عنده دعاء مجرب للضالة، إذا دعا به عادت. فدعا به، فوجد الفص في وسط أوراق كان يتصفحها.
    وصورة الدعاء أن يقول: " يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه! اجمع علي ضالتي! " . وقد روي أنه يقرأ قبله " سورة الضحى ثلاثاً. وهذا الدعاء والنص لهما سبب ذكره الخطيب في " تاريخه " .
    قال: " ودعت في بعض حجاتي المزين الكبير الصوفي، فقلت: " زودني شيئاً " فقال: " إن ضاع منك شئ، أو أردت أن يجمع الله بينك وبين إنسان، فقل: " يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، اجمع بيني وبين كذا وكذا. فان الله يجمعه " .
    قال: " فجئت إلي الكتاني الكبير، فودعته، فقلت: " زودني شيئاً " فأعطاني فصاً عليه نقش كأنه طلسم، وقال: " إن اغتممت فانظر إلي هذا، فانه يزول غمك " قال: " فانصرفت، فما دعوت الله بتلك الدعوة إلا استجيب لي، ولا رأيت الفص، وقد اغتممت إلا زال غمي " ، وهو هذا الفص الذي ذهب منه ثم وجده.
    وروي عنه أنه قال: " خرجت سنة من السنين إلي البادية، فبقيت أربعاً وعشرين يوماً لم أطعم بطعام، فلما كان بعد ذلك رأيت كوخاً فيه غلام، فقصدت الكوخ، فرأيت الغلام قائماً يصلي، فقلت في نفسي: " بالعشي يجئ إلي هذا طعام فآكل معه! " فبقيت تلك الليلة، والغد وبعد غد، ثلاثة أيام لم يجءه أحد بطعام، ول رأيت أحداً، فقلت: " هذا شيطان! ليس هذا من الناس! " فتركته وانصرفت. فلما كان بعد عدة أشهر، وأنا جالس في منزلي، لاذا بداق يدق الباب، فقلت: " من؟ ادخل! " فدخل علي ذلك الغلام، وقال: " يا جعفر! أنت كما سميت! " جاع فر " .
    ومن أصحاب الخلدي أبو الحسن محمد بن علي العلوي، وسيأتي في حرف الميم إن شاء الله تعالى.
    حرف الحاء
    الحارث بن أسد المحاسبي
    ؟ - 243 للهجرة
    الحارث بن أسد المحاسبي البصري أبو عبد الله. أحد الآوتاد والجامع بين الظاهر والباطن. سمي المحاسبي لأنه كان يحاسب نفسه.
    مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
    من كلامه: " من أراد أن يذوق لذة طعم معاشرة أهل الجنة فليحصب الفقراء الصادقين " .
    وقال: " المحبة ميلك إلي المحبوب بكليتك، ثم أيثار له علي نفسك وزوجك ومالك، ثم موافقتك له سراَ وجهراَ، ثم علمك بتقصيرك في حبه " : وروي أنه ورث عن أبيه سبعين ألف درهم، فلم يأخذ منها شيئا، أي لأن أباه كان قدرياً، فتركه وَرَعاً، لاختلاف العلماء في تفكيرهم، وقال: " صحت الرواية أنه لا يتوارث أهل ملتين شيئاً " . ومات وهو محتاج إلى درهم.
    وروي أن الله تعالى عن ذلك أنه كان إذا مد يده إلي الطعام فيه شبهة تحرك إصبعه عرق، فكان يمتنع منه.
    وقال الجنيد: " مربي يوماً، فرأيت فيه أثر الجوع، فقلت: " يا عم، ندخل الدار وتتناول شيئاً؟ " ، فقال: " نعم " فدخلت الدار، وحملت إليه طعاماً، من عرس قوم؛ فأخذ لقمة وأدارها في فيه مراراً، ثم قام وألقاها في الدهليز وفرَ، فلما رأيته بعد أيام، قلن له في ذلك، فقال: " أني كنت جائعاً أن أسرك بأكلي وأحفظ قلبك، ولكن بينيوبين الله علامة: ألا يسوغني طعاما فيه شبهة، فلم يمكنني ابتلاعه، فمن أين كان ذلك الطعام؟ " . فقالت: " أنه حمل من دار قريب لي من العرس " ثم قلت له: " تدخل اليوم؟ " فقال: " نعم " فقدمت اليه كسراً كانت لنا فأكل، وقال: " إذا قدمت إلي فقير شيئاً فقدم مثل هذا " .
    وقيل: أنشد قوال بين يديه هذه الأبيات:
    أنا في الغربة أبكي ... ما بكت عين غريبِ
    لم أكن يومي خروجي ... من بلادي بمصيبِ
    عجباً لي ولتركي ... وطناً فيه حبيبي
    أنا أن مت غراماً ... فأجعلوا حبي طبيبي
    فقام وتواجد وبكي حتى رحمه كل من حضره " .
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 11:18 am

    بالجيلي

    عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم الجيلي القادري الصوفي الحنبلي من خلفاء الشيخ إسماعيل الجبرتي ولد سنة 767 وتوفي سنة 820 عشرين وثمانمائة .
    بالكيلان
    عبد القادر الجيلاني
    470 - 561 للهجرة
    عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، قطب العارفين. ولد سنة سبعين وأربعمائة، ومات سنة أحدى وتسعين وخمسمائة.
    وقد أفردت ترجمته في مجلدات. اعتنى بها الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن حريز بن معضاد، الشافعي اللخمي.
    وسنفرده بالتأليف بعد.
    ذي الشـــــطحات لأنه قال قدمي على رقبة كل ولي

    بالشبلي
    أبو بكر الشبلى
    247 - 334 للهجرة
    دلف بن جحدر، وقيل: ابن جعفر، الشبلى، نسبة إلى قرية من قرى اسروشنة، بلدة عظيمة وراء سمرقند، من بلا د ما وراء النهر.
    كنيته أبو بكر، الخراساني الأصل، والبغدادي المولد والمنشأ. جليل القدر، مالكي المذهب عظيم الشأن.
    صحب الجنيد وطبقته. ومجاهداته، في أول أمره، متواترة؛ يقال: أنه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم.
    وكان يبالغ في تعظيم الشرع المكرم، وإذا دخل رمضان جد فيه الطاعات، ويقول: " هذا شهر عظمه ربى، فأنا أولى بتعظيمه " .
    مات في ذي الحجة، سنة أربع وثلاثين وثلثمائة، عن سبع وثمانين سنة.
    ومن كلامه: وقد سئل عن حديث )خير كسب المرء عمل يمينه(: " إذا كان الليل فخذ ماء، وتهيا للصلاة، وصلي ما شئت، ومد يدك، وسل الله، فذلك كسب يمينك " .
    وسئل عن قوله تعالى: )لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا(، قال: " لو اطلعت على الكل لوليت منهم فراراً ألينا " .
    قال، في معنى قوله تعالى: )قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم(، قال: " أبصار الرءوس عن المحارم، وأبصار القلوب عما سوى الله عز وجل " .
    ولما حج عن التجريد، ورأى مكة، وقع مغشياً عليه، فلما افاق أنشد:
    هذه دراهم وأنت محب ... ما بقاء الدموع في الآماق
    وقديماً هدت أفنية الدار ... وفيها مصارع العشاق
    وقال القوال بين يديه ليلة شيئاً، فصاح، فقيل له: " ما لك، من بين الجماعة، تتواجد، فقال:
    لي سكرتان، وللندمان واحدة ... شئ خصصت به، من بينهم، وحدي
    ووقع ذلك مرة أخرى، فأنشأ:
    لو يسمعون، كما سمعت، حديثها ... خروا لعزة ركعاً وسجوداً
    وكان الشبلى يوماً حاضراً، فوقف عليه شخص ودعا، والشبلى ينظر إليه، فأنشأ:
    أم الخيام فأنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي غير نسائها
    وحضر مرة فاجتمع الناس إليه، فسكت فسكتوا، ثم أنشأ:
    كفى حزناً بالواله الصب أن يرى ... منازل من يهوى معطلة صفرا
    وكان يقول: " ليت شعري ما اسما عندهم يا علام الغيوب؟. وما أنت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب؟. وبم يختم عملي يا مقلب القلوب؟ " .
    وسئل عن حديث: )إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية(: من هم أهل البلاء؟. قال: " أهل الغفلة عن الله " .
    وقال له رجل: " ادع الله لي " ، فانشأ:
    مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى الليل الغداة شفيع؟
    وقيل له: " أراك جسيماً بدينا، والمحبة تضنى؟ " ، فأنشأ:
    احب قلبي، وما درى بدني ... ولو درى ما أقام في السمن
    وكان كثيراً ما ينشد:
    ولي فيك ... ياحسرتي حسرت تقظي حياتي وما تنقضي.
    ويروي انه قال: " كنت يوماً جالساً، فجرى بخاطري أني بخيل، فقلت: أنا بخيل؟! فقاومني خاطري، وقال: بلا!، انك بخيل!. فقلت: مهما فتح على اليوم، لأدفعنه إلى أول فقير يلقاني!. قال: بينا أنا أتفكر، إذ دخل على صاحب لمؤنس الخادم، ومعه خمسون ديناراً، فقال: اجعل هذه في مصالحك " ، فأخذتها وخرجت. وإذا بفقير مكفوف، بين يدي مزين، يحلق رأسه، فتقدمت إليه، وناولته الصرة، فقال لي: أعطها للمزين " . فقلت: " أنها دنانير! " ، فقال: " أو ليس قد قلنا انك بخيل؟! " ، فناولتها للمزين: " من عاداتنا أن الفقير إذا جلس بين أيدينا لا نأخذ منه أجراً " . قال: فرميتها في دجلة فقلت: " ما أعزك أحد إلا أذله الله! " .
    وقال: كنت في قافلة بالشام، فخرج الأعراب فأخذوها، وأميرهم جالس يعرضون عليه، فخرج جراب في لوز وسكر، فأكلوا منه إلا الأمير، فأنه لم يأكل؛ فقلت له: " لما تأكل؟! " ، قال: " أنا صائم! " . قلت " تقطع الطرق، وتأخذ الأموال، وتقتل النفس، وأنت صائم؟! " ، قال: " يا شيخ! اجعل للصلح موضعاً " . فلما كان بعد حين، رأيته يطوف، وهو محرم، كالشن البالي، فقلت: " أنت ذاك الرجل؟! " . فقال: " ذلك الصوم بلغ بي إلى هذا " .
    ورؤى الشبلي في جامع المدينة قد كثر الناس عليه في الرواق الوسطاني، وهو يقول: " رحم الله عبدا، ورحم والديه دعا لرجل كانت له بضاعة، وقد فقدها؛ وهو يسأل الله ردها! " والناس صموت. فخرق الحلقة غلام حدث، وقال: " من هو صاحب البضاعة؟ " ، الشبلي: " أنا! " قال: " فأيش كانت بضاعتك؟ " ، قال: " الصبر، وقد فقدته! " فبكى الناس بكائاً عظيماً " .
    وللشبلي:
    مضت الشبيبة والحبيبة فانبرى ... دمعان في الأجفاني يستبقان
    ما أنصفتني الحادثات! ... رمينني بمودعيني، وليس لي قلبان
    وقيل ضاق صدره يوماً ببغداد، فانحدر إلى البصرة، فلما ضاق صدره خرج لوقته، فلما قرب من دار الخليفة، إذا جار تغني بين يدي الخليفة:
    أيا قادماً من سفرة الهجر، مرحباً ... أنا ذاك، لا أنساك، ما هب الصبا
    قدمت على قلبي، كما قد تركته ... كئيباً حزيناً بالصبابة متعبا
    فصاح صيحة، ووقعت الدجلة مغشياً عليه، فقال الخليفة: )ألحقوه واحملوه! " فحمل أليه، فقال له: " أمجنون أنت؟! " . قال: " يا أمير المؤمنين! كان من أمري كيت وكيت، فتحيرت في أمري " فبكى الخليفة لما رأى من حرقته.
    وآخر يوماً العصر، ونظر الشمس وقد نزلت للغروب، فقال: " الصلاة ياسادتي! " وقام فصلى، وانشأ يقول مداعباً وهو يضحك: " ما احسن من قال:
    نسيت اليوم من عشقي صلاتي ... فلا ادري عشائي من غدائي
    فذكرك ... سيدي أكلي وشربي ووجهك أن رأيتُ شفاء دائي
    ورؤى يوماً في عيد خارجاً من المسجد، وهو يقول:
    إذا ما كنت لي عيداً ... فما اصنع بالعيد؟
    جرى حبك في قلبي ... كجري الماء في العود
    وقال: " ما أحوج الناس إلى سكرة، تفنيهم عن ملاحظة أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم " وأنشأ يقول:
    وتحسبني حياً وأني لميت ... وبعض من الهجر أن يبكي على بعض
    وأنشد:
    وأني وإياها لفي الحب صادق ... نموت بما نهوى جميعاً، وما نبدي
    وأنشد أيضاً:
    ومن أين لي أين؟ وأني كما ترى ... أعيش بلا قلب وأسعى بلا قصد
    وروى انه كان يقول في أخر أيامه:
    وكم من موضعاً لو مت فيه ... لكنت نكالاً في العشيرة!
    وقال خير النساج: " كنا في المسجد، فجاء الشبلي - في سكره - فنظر ألينا، فلم يكلمنا وهجم على الجنيد في بيته، وهو جالس مع زوجته، وهي مكشوفة الرأس، فهمت أن تغطي رأسها، فقال لها الجنيد: " لا عليك!، ليس هو هناك! " فصفق على رأس الجنيد وأنشد يقول:
    عودوني الوصال، والوصل عذبٌ ... ورموني بالصد، والصد صعبُ
    زعموا ... حين أيقنوا أن جرمي فرط حبي لهم، وما ذاك ذنبُ
    لا! وحسن الخضوع عند التلاقي! ... ما عجزا من يحب إلا يحبُ!
    قال: ثم ولى الشبلي خارجا، فضرب الجنيد على الأرض برجليه، قال: " هو ذاك يا أبا بكر، هو ذاك! " ، وخر مغشياً عليه.
    قال بكير الدينوري " وجد الشبلى خفة - في يوم جمعة - من وجع كان به، فأمر بمضيه إلى الجامع، فراح أليه متكئاً، فتلقاه رجل مقبل من الرصتفة، فقال: " سيكون لي غداً مع هذا الشيخ شأن! " . فصلينا ثم غدونا، فتناول شيئاً من الغداء، فلما كان الليل مات. فقيل لي: " في درب السقايين رجل يغسل الموتى " فدلوني عليه في السحر، فأتيته فدققت الباب خفيفاً فقلت: " سلام عليك " ، فقال:، مات الشبلى؟ " ، قلت: " نعم! " فخرج إلى، فإذا به الشيخ، فقلت: " لا أله إلا الله! " فقال: " لا اله إلا الله، تعجبا مم؟ " قال: " قال لى الشبلى أمس - لما وجدناك - : " غداً يكون لي مع هذا شأن. بحق معبودك!،ة من أين لك أن الشبلى قد مات؟ " . قال: " يا ابله! فمن أين للشبلى أن يكون له معي اليوم شأن؟ " .
    وقيل لبكير الديننورى خادمه: " ما الذي رأيت منه؟ " يعنى عند وفاته، فقال: " قال: على درهم مظلمة، قد تصدقت عن صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم منه " ثم قال: " وضئني للصلاة! " ففعلت، فنسيت تخليل لحيته، فقد أمسك على لسانه فقبض على يدى وأدخلها فى لحيته، ثم مات " . فهذا رجل لم يفته - فى أخر عمره - أدب من آداب الشريعة " .
    وقيل له عند موته: " قل: لا اله إلا الله " فقال:
    قال سلطان حبه: ... أنا لا أقبل الرشا
    فسلوه فديته ... لم بقلبي تحرشا
    أصحابه، منهم الحسين بن محمد بن موسى الأزدي، والد أبى عبد الرحمن السلمى، سلف قريباً.
    ومنهم على بن إبرهيم، أبو الحسن الحصري البغدادي. حكى عنه انه كان لا يخرج إلا يوم الجمعة، وكان أحد الموصوفين بالعباده وشدة المجاهدة. وله كلام على الأحوال، دونه عنه الأعلام، ومنه: " لا يغرنكم صفاء الأوقات، فان تحتها آفات، ولا يغرنكم العطاء فان العطاء، عند أهل الصفاء، مقت " .
    وكان شيخ بغداد في وقته، منفرداً بلسان التوحيد، لا يدانيه فيه أحد، وكان أوحد زمانه في أحواله، وحسن المشاهدة؛ شاهده يدل على صدق حاله، وسلامة صدره. ملت ببغداد سنة أحدى وسبعين وثلثمائة، وقد نيف على الثمانين، ودفن بباب حرب قرب بشر.
    وكان ينشد:
    أن دهراً يلف شملي بسلمى ... لزمان يهم بالأحسان
    وقال أبو الحسين الزنجاني؛ كثيراً ما كنت أسمعه يقول: " عرضوا ولا تصرحوا فان التعريض أستر " .
    وينشد:
    وأعرض ... إذا ما جئت عنا بحيلة وعرض ببعض، أن ذلك استر
    فما زلت في أعمال طرفك نحونا ... ولحظك، حتى كاد ما بك يظهر
    ومنهم محمد بن أحمد بن حمدون الفراء، من كبار مشايخ نيسابور. وصحب أيضاَ أبا على الثقفي، وغيره. وكان أوحد وقته في طريقته.
    قيل له: " من هم الأبرار؟ " قال: " المتقون " .
    ومنهم بندار بن الحسين، سلف.
    ومنهم محمد بن سليمان الصعلوكي الحنفي، أبو سهل. كان اماماً في العلوم، وأوحد زمانه، وكان - مع تمام علمه وفضله - مقدم علوم هذه الطائفة، ويتكلم فيه بأحسن إشارة، ويحترمهم وصحب المرتعش وغيره أيضاً، وكان حسن السماع طيب الوقت.
    قال: " ما عقدت على شئ قط، وما كان لى قفل ولا مفتاح، ولا صررت على دراهم ولا دنانير قط " .
    وسئل عن التصوف، فقال: " الأعراض عن الأعراض " .
    وقال: " من قال لأستاذه: " لم؟ " لا يفلح أبداً " .
    وقال: " عقوق الوالدين تمحوه التوبة، وعقوق الاستاذين لا يمحوه شيء البته " .
    مات سنة تسع وستين وثلاثمائة، عن ثلاث وسبعين سنة.
    ومنهم نعمان الحديثي. لقي الشبلي وغيره، وكان أحد الزهاد، صاحب كرامات.
    دخل على الشبلي ببغداد، مختفياً، فعرفه.
    حكت عنه ابنته فاطمة، فالت: قال أبي: " دخلت على الشبلي ببغداد، فقال لي: " تعرف الله؟ " ، قلت: " نعم! " ، فحملني إلى بيته، وأمر بآلة الحلاوة، ونصب الدست، وأوقد النار، فلما إلى ادخل يده فيها فحركه، قال: فمددت يدي إلى الشعلتين التي تقدان تحته، فأختهما واكتحلت بهما، فضرب بيديه الي، وقال: " نعمان؟! " ، قلت: " نعم! " .
    ومن أقرانه عبد الله بن طاهر الأبهري أبو بكر. عالم ورع، صحب يوسف بن الحسين وغيره. ومات قرب الثلاثين وثلاثمائة.
    ومن كلامه: " إذا أحببت أخافني الله فأقلل من مخالطته في الدنيا " .
    وانشد:
    كل العذاب الذي في الناس مسترق ... مما الأقيه من شوق وتذكار
    وقال: " حكم الفقير أن لا تكون له رغبة، فأن كان ولا بد فلا تتجاوز رغبته كفايته " .
    ويروى انه حضر جنازة، فرأى أخوان الميت يكثرون البكاء، فنظر إلى أصحابه، ثم انشد يقول:
    ويبكي على الموتى، ويترك نفسه ... ويزعم أن قد قل عنه عزاؤه
    ولو كان ذي رأي وعقل وفطنة ... لكان عليه لا عليهم بكاؤه
    وله أيضاً:
    يا مدعي الود أن الود محضور ... باد على صادق لله مشهور
    مستأنس لا يرى شيئاَ يروعه ... ولا يحاذره في الله محذور
    والســـــري

    ابو الحسن سري بن المغلس السقطي، من كبار المتصوفة، بغدادي المولد والوفاة، وهو خال الجنيد وأستاذه، توفي سنة (253)هـ.


    المغربي لم أعرفه

    ببشر
    بشر الحافي
    152 - 227 للهجرة
    بشر الحارث الحافى؛ لقب بذلك لأنه جاء إلى إسكاف يطلب منه شسعاً لأحد نعليه، وكان قد انقطع، فقال له الإسكاف: " وما أكثر كلفتكم على الناس! " فألقى النعل من يده والأخرى من رجله، وحلف لا يلبس نعلا بعدها.
    كنيته أبو نصر، أحد رجال الطريقة، ومعدن الحقيقة، مثل الصلحاء وأعيان الورعاء.
    أصله من مرو، سكن بغداد. صحب الفضيل بن عياض ورأى سريا السقطي، وغيره.
    وسبب توبته أنه أصاب فى الطريق رقعة فيها اسم الله، وقد وطئتها الأقدام، فأخذها واشترى بدرهم كان معه غالية، فطيبها وجعلها في شق حائط، فرأى في المنام كأن قائلا يقول: " يا بشر! طيبت أسمى، لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة! " وروى أنه إلى النهر فغسله، وكان لا يملك إلا درهما، فاشترى به مسكا وماء ورد، وجعل يتتبع اسم الله ويطيبه، ورجع إلى منزله فنام؛ فأتاه آت وقال: " يا بشر! كما طيبت أسمى لأطيبن ذكرك! وكما طهرته لأطهرن قلبك! " .
    ومناقبه جمة أفردها ابن الجوزى بالتأليف.
    مات عشية الأربعاء لعشر بقين من ربيع الأول - وقيل: لعشر خلون من المحرم - سنة سبع وعشرين ومائتين، وقد بلغ من العمر خمساً وسبعين سنة، وقيل: سبعاً وستين. وأخرجت جنازته بعد صلاة الصبح، ولم يحصل في القبر إلى الليل، وكان نهاراً صافياً.
    ومن كلامه: " لا تكون كاملا حتى يأمنك عدوك، وكيف يكون فيك خير وأنت لا يأمنك صديقك؟! " .
    وقال: أول عقوبة يعاقب بها ابن آدم في الدنيا مفرقة الأحباب " .
    وقال: " من أراد أن يكون عزيزاً فى الدنيا سليما في الآخرة فلا يحدث، ولا يشهد، ولا يؤم قوماً، ولا يأكل لأحد طعاماً " .
    وأنشد:
    وليس من يزوق لي دينه ... يغرني، يا قوم!، تزويقه
    من حقق الإيمان في قلبه ... يوشك أن يظهر تحقيقه
    وقال الساجى: سمعت بشراً ينشد:
    أقسم بالله! لرضخ النوى ... وشرب ماء القلب المالحة
    أعز للإنسان من حرصه ... ومن سؤال الأوجه الكالحه
    فاستغن باليأس تكن ذا غنى ... مغتبطاً بالصفقة الرابحه
    فاليأس عز والتقى سؤدد ... ورغبة النفس لها فاضحه
    من كانت الدنيا به برة ... فإنها يوماً له ذابحه
    وقال: " غنيمة المؤممن غفلة الناس عنه، وإخفاء مكانه عنهم " .
    وقال: " التكبر على المتكبر من التواضع " .
    وقال: " من أراد عز الدنيا وشرف الآخرة فعليه بثلاث: لا يأكل طعام أحد، ولا يسأل أحداً حاجة، ولا يذكر إلا بخير " .
    وقال: " يكون الرجل مرائياً في حياته، وبعد موته يحب أن يكثر الناس على جنازته! " .
    وقال: " لو علمت أن أحداً يعطى لله لأخذت منه، ولكن يعطى بالليل ويحدث بالنهار " .
    وقال: " يقول أحدهم: توكلت على الله! ويكذب، لأنه لو توكل على الله صادقاً لرضى بما يفعله به " .
    و قال: " إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يؤذيه " .
    و قال: " الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه للناس " .
    وقيل له: باى شئ آكل الخبز؟ " فقال: " اذكر العافية، واجعلها إداماً! " .
    وقال، يوم ماتت أخته: " إن العبد إذا قصر في الطاعة سلب من يؤنسه " .
    ولقيه سكران، فجعل يقبله ويقول: " يا سيدي! " ولا يدفعه بشر عن نفسه، فلما ولى تغرغرت عينا بشر، وجعل يقول: " رجل أحب رجلا على خير توهمه! لعل المحب قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله! " .
    قال أبو عبد الله المحاملي، حدثني أبى قال: كان عندنا رجل من التجار صديقاً لي، وكان يقع في الصوفية كثيراً، ثم رأيته بعد ذلك يصحبهم، وينفق عليهم ماله. فقلت له: " أليس كنت تبغضهم؟! " فقال: " ليس الأمر على ما كنت أتوهم " . فقلت له: " كيف؟ " . قال: " صليت يوماً الجمعة، فرأيت بشراً مسرعاً خارجاً من المسجد، فقلت في نفسي: لأنظرن إلى هذا الزاهد!. فاشترى خبز الماء بدرهم، ثم شواء بمثله؛ فزادني غيظاً. ثم ثم قالوا ذجاً بدرهم؛ فتبعته فخرج إلى الصحراء، وأنا أقول: " يريد الخضرة والماء! " . فما زال يمشى إلى العصر وأنا خافه، فدخل مسجداً في قرية، فيه مريض، فجعل يلقمه. فقمت أنظر إلى القرية وعدت، فقلت للمريض: " أين بشر؟ " . قال: " ذهب إلى بغداد " . قلت: " كم بيني وبينها؟ " . قال: " أربعون فرسخاً " . فقلت: " أنا لله! " فقال: " اجلس حتى يرجع " . فجاء الجمعة القابلة، ومعه شئ يطعمه للمريض، فلما فرغ قال له: " يا أبا نصر! هذا الرجل صحبك من بغداد، وهو عندي منذ جمعة " .قال فنظر إلى كالمغضب، وقال: " لم صحبتنى؟! " قلت: " أخطأت! " قال: " قم فامش! " . فمشيت إلى المغرب، فلما قربنا من بغداد قال: " اذهب إلى محلتك ولا تعد! " فتبت إلى الله مما كنت أعتقده فيهم، ثم آثرت صحبتهم، وأنا على ذلك " .
    وقال بعضهم: " دخلت على بشر في يوم شديد البرد، وقد تعرى من ثيابه وهو ينتفض، فقلت له: " الناس يزيدون من الثياب فى مثل هذا اليوم، وأنت قد نقصت؟! " فقال: " ذكرت الفقراء، وما هم فيه، ولم يكن لي ما أواسيهم به، فأردت أن أواسيهم بنفسي في مقاساة البرد " .
    وقال منصور الصياد: " مر بي بشر - وهو منصرف من صلاة العيد - فقال لى: " فى هذا الوقت؟! " فقلت: " ليس في البيت دقيق ولا خبز! " فقال: " الله المستعان! احمل شبكتك وتعال إلى الخندق " . وأمرني بالوضوء وصلاة ركعتين، ثم قال لي: " ألقها، وقل: بسم الله! " فألقيتها، فوقعت فيها سمكة كبيرة، فقال: " بعها! " فبعتها بعشرة دراهم، واشتريت منها جميع ما يحتاجونه اليه. ثم أخذت رقاقتين وعليهما حلوى، وجئت بهما إلى بشر، فدققت الباب، فقال: " من؟ " قلت: " منصور الصياد! " فقال: " ادفع الباب، وضع ما معك فى الدهليز، وادخل أنت " فدخلت، فقال " لو الهمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة! " .
    وروى أنه أتى باب المعافى بن عمران فدقه، فقيل: " من؟ " قال: " بشر الحافى " فقال: بنية من داخل الدار: " لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافى " .
    وروى أن امرأة جاءت إلى أحمد بن حنبل، فقالت: " إنى امرأة أغزل بالليل والنهار، وأبيع الغزل، ولا أبين غزل النهار من الليل، فهل على فى ذلك شىء؟. فقال: " يجب أن تبيني! " ثم انصرفت، فقال أحمد لأبنه: " اذهب فانظر أين تدخل! " . فرجع فقال: " دخلت دار بشر " .
    وقال محمد بن نعيم: " دخلت عليه في علته، فقلت: " عظني! " . فقال: " إن في هذه الدار نملة، تجمع الحب فى الصيف لتأكله في الشتاء؛ فلما كان يوماً أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها، فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت " .
    وروى أن رجلا سأله أن يوصيه، فقال له بشر: " عليك بلزوم بيتك، وترك ملاقاة الناس " .
    فقال له الرجل: " بلغني عن الحسن أنه قال: " لو لا الليل وملاقاة الإخوان ما كنت أبالي متى مت! " . فقال بشر: " رحم الله الحسن! لقد كان الظن به خلاف هذا! " .
    وأنشد:
    يا من يسر برؤية الإخوان ... هلا أمنت مكايد الشيطان؟!
    خلت القلوب من المعاد وذكره ... وتشاغلت بالحرص والخسران
    صارت مجالس من ترى وحديثهم ... في هتك مستور وفتق قران
    قال حسن المسوحي: " رآني بشر يوماً بارداً، وأنا أرتعد من البرد، فنظر إلى ثم أنشد:
    قطع الليالي مع الأيام في خلق ... والنوم تحت رواق الهم والقلق
    أحرى وأجدر بى من أن يقال غداً ... إني التمست الغنى من كف ممتلق
    قالوا: رضيت بذا؟! قلت:القنوع غنى ... ليس الغنى كثرة الأموال والورق
    رضيت بالله في عسري وفى يسرى ... فلست أسلك إلا واضح الطرق
    وقال الحسن بن عمران المروزى، سمعت بشراً ينشد:
    ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
    وبقيت في خلف بزين بعضهم ... بعضاً ليدفع معور عن معور


    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أبريل 27, 2008 12:51 am عدل 2 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 12:13 pm

    بالحـــــــــــــــلاج

    الحلاج
    ؟ - 305ه
    الحسين بن منصور الحلاج، أبو مغيث البيضاوي ثم الواسطي. صحب الجنيد والنوري وغيرهما.
    واختلف فيه المشايخ، فرده أكثرهم. وابن خفيف والنصر ابادي وغيرهم.
    قتل بسيف الشرع ببغداد سنة تسع وثلثمائة.
    ومن كلامه: " حجبهم بالاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، كشف لهم عن الحقيقة لماتوا " .
    وقد افرد ابن الجوزي ترجمته بالتأليف، وردة.
    ومن شعره:
    لم يبقى بيني وبين الحق تبيان ... ولا دلائل آيات وبرهان
    كل الدليل له، منه، إليه، به ... حق، وجدناه في علم وفرقان
    هذا وجودي وتصريحي ومعتقدي ... هذا توحد توحيديوإيماني
    هذا تجلي طلوع الشمس نائرة ... قد أزهرت في تلاليها بسلطان
    لا يستدل على الباري بصنعته ... وأنتم حدث يفنى لإرمان
    هذا وجود الواجدين له ... بين التجانس، أصحابي وخلاني
    بالسكرات حتى انه توسل رضي الله عنه بسكرات موت الحلاج
    التي قال ماقال فيها الحلاج

    بسيدي طــــــــــيفور
    أبو يزيد البسطامي
    ؟ - 261 للهجرة
    طيفور بن عيسى البسطامي أبو يزيد، يأتي في الكنى فأنه اشهر به.
    أبو يزيد طيفور بن عيسى البِسْطامِيّ، من الأعلام كان جده مجوسياً وأسلم. وهم ثلاثة إخوة، وطيفور، وعلى. وكلهم زهاد عّباد، وأبو يزيد أجلهم حالا.
    مات سنة إحدى وستين، وقيل: سنة اربع وستين ومائتين، عن ثلاث وسبعين سنة.
    من كلامه: ما زالت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي، حتى سقها هي تضحك " .
    وسئل: " أي شيء وجدت هذه المعرفة؟ " ، فقال: " ببطن جائع، وبدن عارٍ " .
    قيل له: " ما اشد ما لقيت في سبيل الله؟ " ، فقال: " ما لا يمكن وصفه! " فقيل له: " فما أهون ما لقيتُه نفسُك منك؟ " فقال: " أما هذا فَنَعم، دعوتُها إلى شيء من الطاعات، فلم تجبني، فمنعتها الماء سنة! " .
    وقال أبو تراب: " سألته عن الفقير، هل له وصف؟ " فقال: " نعم!، لا يملك شيئاً، ولا يملكه شيء " .
    وقال: " الناس كلهم يهربون من الحساب، ويتجافون عنه، وأنا أسأل الله ان يحاسبني! " ، فقيل: " لَمَ " ، قال: " لعله يقول لي، فيما بين ذلك؛ يا عبدي!، فأقول: لَّبيك!. فقوله لي: يا عبدي!. أحب إلى من الدنيا وما فيها؛ ثم يفعل بي ما يشاء " .
    وقال له رجل: " دُلَّني على عمل أتقرب به إلى ربي! " ، فقال: " أحبب أولياء الله ليحبوك، فأن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه، فلعله أن ينظر إلى اسمك في قلب وليه، فيغفر لك " .
    قال عيسى بن آدم، ابن أخي أبي يزيد: " كان أبو يزيد يعظ بثلاثة أيام، وأكثره بعشرة ايام، وانت - يا نفس - قاعدة منذ عشرين وثلاثين سنة، بعد ما طهرت؟!، متى تطهرين؟!. إن وقوفك بين يدي طاهر، فينبغي ان تكوني طاهرة " .
    وروى انه أذن مرة، ثم أراد ان يقيم، فنظر في الصف، فرأى رجلاً عليه اثر سفر، فتقدم أليه فكلمه بشيء، فقام الرجل وخرج من المسجد، فسأله بعض من حضره، فقال الرجل: " كنت في السفر، فلم اجد الماء، فتيممت ونسيت ودخلت المسجد، فقال لي أبو يزيد: لا يجوز التيمم في الحضر!، فذكرت ذلك وخرجت.
    وروى انه قال لبعض أصحابه: " قم بنا إلى فلان " ، لرجل قد شهر نفسه بالزهد في ناحية، فقصداه، فرآه أبو يزيد قد خرج من بيته، ودخل المسجد وتفل في قبلة المسجد، فقال أبو يزيد لصاحبه: " هذا الرجل ليس بمأمون على أدب من أداب السنة، كيف يكون مأموناً على ما يدَّعيه من مقامات الأولياء؟! "
    وروى ان شقيقا البلخي وأبا تراب قدما عليه فقٌدّمت السفرة، وشاب يخدم أبا يزيد فقالا له: " كل معنا يا فتى! " فقال: " أنا صائم " ، فقال له أبو تراب: " كل ولك اجر صوم شهر " فأبى، فقال له شقيق: " كل، ولك اجر صوم سنه " فأبى فقال أبو يزيد: دعوا من سقط من عين الله! " فاخذ ذلك الشاب في سرقه - بعد سنة - فقطعت يده " .
    وقال احمد بن خضريه: " رأيت ربك العزة في المنام، فقال: يا أحمد؟ كل الناس يطلبون مني، إلا أبا يزيد فانه يطلبني " .
    ومن شعره:
    غرست الحب غرساً في فؤادي ... فلا أسلو إلى يوم التنادي
    جربت القلب مني بالاتصال ... فشوقي زائد، والحب بادي
    سقاني شرباً أحيا فؤادي ... في كاس الحب، في بحر الودادِ
    فلولا الله يحفظ عارفيه ... لهام العارفون بكل وادي
    وروي أن يحيى بن معاذ الرازي كتب إلى يزيد: " أني سكرت من كثرة ما شربتُ من كأس محبته " . فكتب اليه أبو يزيد: " غيرك شرب بحور السموات والأرض وما روي بعد، ولسانه خارج، وهو يقول: هل من مزيد؟! " .
    وأنشد:
    عجبت لمن يقول: ذكرت ربي ... وهل أنسى فأذكر من نسيتُ؟!
    شربت الحب، كأساً بعد كأس ... فما نفذ الشرابُ، وما رويتُ
    بالخواص

    إبراهيم الخواص
    ؟ - 291 للهجرة
    ابرهيم بن أحمد الخواص أبو إسحاق، أوحد المشايخ. صحب أبا عبد الله المغربي، وكان من أقران الجنيد والنووى.
    مات بالرى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
    قيل: مرض بالجامع، وكان به علة القيام، وكان إذا قام يدخل الماء، يغتسل ويعود إلى المسجد، ويركع ركعتين، فدخل مرة الماء، فخرجت روحه فيه.
    وله رياضيات وسياحات وتدقيق في التوكل. وكان لا يفرقه إبرة وخيوط، وركوة ومقارض، وقال: " مثل هذا لا ينقص التوكل، لأجل الإعانة على ستر العورة، واذا رأيت الفقير بلا ذلك فاتهمه في صلاته " .
    ومن كلامه: " دواء القلب خمسة: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين " .
    وقال: " من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه " .
    وقال: " ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العالم من اتبع العلم واستعمله، واقتدى بالسنن، وان كان قليل العلم " .
    روى عنه أنه كان إذا دعى إلى دعوة فيها خبز بائت امسك يده، وقال: " هذا قد منع حق الله فيه، إذ بات ولم يخرج من يومه " .
    وقال: " تاه بعض أصحابنا أياماً كثيرة في البادية، فوقع على عمارة بعد أيام، فنظر إلى جارية تغتسل فى عين ماء، فلما رأته تجللت بشعرها، وقالت له: " إليك عنى يا إنسان! " ، فقال لها: " كيف أذهب عنك، والكل منى مشغول بك؟ " . فقالت له: " في العين الأخرى جارية أحسن منى، فهل رأيتها؟ " . فالتفت إلى خافه، فقالت له: " ما أحسن الصدق، وأقبح الكذب!. زعمت أن الكل منك مشغول بنا، وأنت تلتفت إلى غيرنا! " . ثم التفت فلم ير أحداً.
    وقال: " قرأت في التوراة: ويح ابن آدم!. يذنب الذنب ويستغفرني فأغفر له؛ ثم يعود، ويستغفرني فأغفر له. ويحه!. لا هو يترك الذنب، ولا هو ييأس من رحمتي!. أشهدكم يا ملائكتي أنى قد غفرت له " .
    وقال: " أعجب ما رأيت في البادية، أنى نمت على حجر، فإذا بشيطان قد جاء وقال: قم من هنا، فقلت اذهب؛ فقال: اني أرفسك فتهلك؛ فقلت: افعل ما شئت. فرفسني فوقعت رجله على كأنها خرقة. فقال: أنت ولى الله، من أنت؟!. قلت: ابرهيم الخواص؛ قال: صدقت!. ثم قال: يا ابرهيم! معي حلال وحرام، فأما الحلال فرمان من الجبل الفلاني، وأما الحرام فحيتان، مررت على صيادين، فتخاونا، فأخذت الخيانة؛ فكل أنت الحلال ودع الحرام " .
    وقال ممشاذ الدينورى: " كنت يوماً في مسجدي بين النائم واليقظان، فسمعت هاتفاً يهتف: أن أردت أن تلقى ولياً من الأولياء فامض إلى " تل التوبة " . قال: " فقمت وخرجت، فإذا أنا بثلج عظيم، فذهبت إلى تل التوبة، فإذا إنسان قاعد مربع على راس التل، وحوله خال من الثلج قدر موضع خيمة، فتقدمت أليه، فإذا هو ابرهيم الخواص، فسلمت عليه، وجلست إليه، فقلت: بماذا نلت هذه المنزلة؟! فقال: بخدمة الفقراء " .
    ومن شعره:
    صبرت على بعض الأذى كله ... ودافعت عن نفسي لنفسي فعزت
    وجرعتها المكروه حتى تدربت ... ولو جرعته جملة لاشمأزت
    ألا رب ذل ساق للنفس عزة ... ويا رب نفس بالتذليل عزت
    إذا ما مددت الكف التمس الغنى ... إلى غير من قال: " اسألوني " ،فشلت
    سأصبر جهدي إن في الصبر عزة ... وأرضى بدنيائى، وان هى قلت
    وقال جعفر بن محمد: " بت ليلة معه، فانتبهت فإذا هو يناجى إلى الصباح، وينشد ويقول:
    برح الخفاء، وفى التلاقى راحة ... هل يشتفى خل بغير خليله؟
    وقال:
    عليل ليس يبريه الدواء ... طويل الصبر، يضنيه الشقاء
    سرائره بواد، ليس تبدو ... خفيات اذا برح الخفاء
    وروى أنه تأوه، فقال له بعض أصحابه: " ما هذا؟! " ، فقال: " أوه! كيف يفلح من يسره ما يضره؟! " . وأنشأ يقول:
    تعودت مس الضر حتى ألفته ... وأسلمنى حب العراء إلى الصبر
    وقطعت أيامى من الناس آيساً ... لعلمي بصنع الله من حيث لا أدرى
    بابن ادهم

    إبراهيم بن أدهم
    ؟ - 161 للهجرة
    ابرهيم بن أدهم، أبو اسحاق البلخي. ولد بمكة، وطافت به أمه على الخلق، وسألت الدعاء له أن يكون صالحاً فأستجيب لها، وترك الامارة، وما كان فيه.
    خرج متصيداً، فأثار ثعلباً - أو أرنباً - واذ هو طلبه، هتف به هاتف من قربوس سرجه: " والله! ما لهذا خلقت!، ولا بهذا أمرت! " . فنزل عن دابته، وصادف راعياً أبيه، فأخذ جبته - وكانت من صوف - فلبسها، وأعطاه ثيابه وقماشه وفرسه.
    ثم دخل مكة، ثم الشام، لطلب الحلال. وكان يأكل من عمل يده.
    وصحب بمكة سفيان الثورى، والفضيل بن عياض. وتوفى بالجزيرة في الغزو، وحمل إلى صور - مدينة بساحل الشام، أو ببلاد الروم على ساحل البحر - فدفن بها سنة إحدى وستين ومائة.
    ومناقبه جمة، أفردها ابن الحلبى بالتأليف.
    واختلف - ليلة أن مات - إلى الخلاء نيفاً وعشرين مرة، في كل مرة يجدد الوضوء للصلاة، فلما أحس بالموت، قال: " أوتروا لى قوسى! " فقبض عليه، فقبضت روحه والقوس في يده.
    ومن كلامه البديع: " الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه " .
    ومنه: " على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، والحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك قوله تعالى: )لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم(.
    ومن كلامه: " قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم والجزع " .
    وقال: " وجدت يوماً راحة، فطابت نفسي لحسن صنع الله بي، فقلت: اللهم! إن كنت أعطيت أحداً من المحبين لك ما سكنت به قلوبهم قبل لقائك فأعطني كذلك! فقد أضر بي القلق " . فرأيت رب العزة في المنام، فأوقفني بين يديه، وقال لي: " يا إبرهيم! أما استحيت منى! تسألني أن أعطيك ما يسكن به قلبك قبل لقائى؟! وهل يسكن قلب المشتاق إلى غير حبيبه؟! أم هل يستريح المحب إلى غير من اشتاق إليه؟! " . قال، فقلت: " يا رب! تهت في حبك، فلو أدر ما أقول! " .
    قال ابرهيم بن بشار خادمه: " كنت ذات ليلة معه، وليس معنا شىء نفطر عليه، ولا لنا حيلة، فرآنى مغموماً، فقال: " يا ابن بشار! ماذا انعم الله تعالى على الفقراء والمساكين، من النعم والراحة دنيا وأخرى!. لا يسألهم يوم القيامة عن حج ولا زكاة، ولا صلة رحم ولا مواساة؛ وإنما يسأل ويحاسب هؤلاء المساكين، أغنياء في الدنيا، فقراء في الآخرة، أعزة في الدنيا، أذلة يوم القيامة. لا تغتم! فرزق الله مضمون سيأتيك!. نحن والله الملوك والأغنياء، قد تعجلنا الراحة في الدنيا، لا نبالي على أي حال أصبحنا أو أمسينا إذا أطعنا الله! " . ثم قام إلى الصلاة، وقمت إلى صلاتى، فما لبثنا غير ساعة، واذا نحن برجل قد جاء بثمانية أغنية وتمر كثير؛ فوضعه بين أيدينا، وقال: " كلوا! رحمكم الله! " فسلم ابرهيم من صلاته وقال: " كل يا مغموم! " فدخل سائل وقال: " أطعمونى شيئاً! " فأطعمه ثلاثة أرغفة مع تمر كثير، وأعطانى ثلاثة، وأكل رغيفين، وقال: " المواساة من أخلاق المؤمنين " .
    وقال ابرهيم لشقيق: " علام اصلتم اصولكم؟ " فقال: " اذا رزقنا أكلنا، واذا منعنا صبرنا " . فقال ابرهيم: " هكذا كلاب بلخ! اذا رزقت أكلت، واذا منعت صبرت. أنا أصلنا أصولنا على انا اذا رزقنا آثرنا، واذا منعنا حمدنا وشكرنا " . فقام شقيق، وقعد بين يديه وقال: " انت استاذنا! " .
    وحصد ابرهيم في المزارع عشرين ديناراً ودخل إلى أذنة، ومعه صاحب له. فأراد أن يحلق ويحتجم؛ فجاء إلى حجام، فحقره الحجام وصاحبه، وقال: " ما في الدنيا أحد أبغض إلى من هؤلاء! أما وجدوا غيري؟! " فقضى شغل غيرهما، وأعرض عنهما. ثم قال: " أي شيء تريدان؟ " فقال ابرهيم: " أحتجم واحلق " . ففعل به، وأما صاحبه فقال له: " لا أفعل ذلك! " لتهاونه بهما، ثم أعطاه ابرهيم الذي كان معه، فقال له صاحبه: " كيف ذاك؟! " فقال: " اسكت؟ لئلا يحتقر فقيراً بعده " .
    وروى انه كان يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغير ذلك، وينفق على من في صحبته من الفقراء. وكان يعمل نهاره، ويجتمعون ليلا إلى موضع، وهم صيام؛ وكان ابرهيم يبطىء فى رجوعه من عمله. فقالوا ليلة: " هلم نسبقه حتى لا يبطىء في رجوعه من عمله؟ " ففعلوا وناموا. فجاء ابرهيم، فظن انهم لم يجدوا طعاماً، فأصلحه لهم، فأنتبهوا وقد وضع شيبته فى النار، وينفخ بها، فقالوا له في ذلك فقال: " ظننت إنكم نمتم جوعى لأجل العدم، فأصلحت لكم ذلك! " . فقال بعضهم لبعض: " انظروا ما الذي عملنا، وما الذي يعاملنا به " .
    وقال سهل بن ابرهيم: " صحبته، فمرضت، فأنفق على نفقته، فاشتهيت شهوة، فباع حماره وأنفق على. فلما تماثلت قلت أين الحمار؟. قال: بعناه!. فقلت: ماذا أركب؟! فقال: يا أخي! على عنقي. فحملني ثلاثة منازل " .
    وقال: " أتيت ليلة بعض المساجد لأبيت فيه، وكانت ليلة باردة، فلم أمكن، وجررت برجلي إلى مزبلة؛ فرأيت أتون حمام، ووقاداً يوقد، فسلمت عليه، فلم يرد السلام حتى فرغ من عمله؛ وكان يلتفت يميناً شمالا، فقلت: " يا هذا! لم لا ترد على السلام فى وقته؟! " ، فقال: " كنت مستأجراً فخفت أن اشغل معك، فأقصر في عملي، فآثم؛ والتفاتي خوف الموت، لا أدرى من أين يأتيني " . قلت: " فبكم تعمل كل يوم؟ " قال: " بدرهم ودانق، فأنفق الدانق على نفسي، والدرهم على أولاد أخ لي في الله، مات منذ عشرين سنة " . قلت: " فهل سألت الله تعالى حاجة قط؟ " قال: " نعم! سألته في حاجة منذ عشرين سنة، وما قضيت بعد! " قلت: " ما هي؟ " قال: " أن يريني ابرهيم بن أدهم، فأموت! " فقلت " والله! ما رضى بي أن آتيك إلا سحباً على وجهي! أنا هو " . فعانقني، ووضع رأسه في حجري، ثم قال: " إلهي! قضيت حاجتي، فاقبضني إليك! " ومات من ساعته " .
    وقال شقيق: " كنا عنده يوماً، إذ مر به رجل، فقال: " أليس هذا فلاناً؟ " فقلنا: " نعم! " فقال الرجل: " أدركه. وقل له: لم لم تسلم؟ " فقال له: " أن امرأتي وضعت، وليس عندي شيء، فخرجت شبه المجنون " فقال: " أنا لله! غفلنا عن صاحبنا! " . ثم أستقرض له دينارين، وأمر أن يشترى له بدينار ما يصلح، ويدفع أليه الآخر. فدفع ذلك إلى زوجته، فقالت: " اللهم! لا تنس هذا اليوم لابرهيم! " ، ففرح فرحاً لم يفرح مثله قط " .
    وركب مرة البحر، فقال عليهم، فلف رأسه في عباءة ونام. فقيل له: " ما ترى ما نحن فيه من الشدة؟! " فقال: " ليس هذا شدة! الشدة الحاجة إلى الناس " . ثم قال: " اللهم! أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك! " . فصار البحر كأنه قدح زيت.
    وقال ابراهيم: مررت ببعض بلاد الشام، فإذا حجر مكتوب عليه:
    كل حى وان بقى ... فمن العين يستقي
    فاعمل اليوم واجتهد ... واحذر الموت يا شقي
    فقعدت زماناً أقرأه وأبكي.
    وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت:
    للقمة بجريش الملح آكلها ... ألذ من تمرة تحشى بزنبور
    ومن أصحابه شقيق بن ابرهيم البلخى، أبو على، من كبار مشايخ خراسان. حدث عن أبى حنيفة، وكان استاذ حاتم الأصم.
    مات شهيداً فى غزوة كولان، سنة أربع وتسعين ومائة، حكاه ابن عساكر. وجزم ابن الجوزى، في " المنتظم " بأنه مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
    وأخبر عن نفسه في تلك الغزوة أنه رأى نفسه في ذلك اليوم كيوم الزفاف، ونام بين الصفين، حتى سمع غطيطه.
    قيل: كان سبب زهده أنه رأى مملوكا يلعب ويمرح فى زمن قحط، فعاتبه، فقال: " لمولاى قرية يدخل له منها ما يحتاج إليه! " فانتبه شقيق، فقال: " هذا مولاه مخلوق، ومولاى أغنى الأغنياء! " فترك ما في بيته، وتخلى للعبادة.
    ومن كلامه: " التوكل طمأنينة القلب لموعود الله " .
    " من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله لم يجد في قلبه حلاوة لطاعة الله " .
    ومنه: " اذا أردت أن تكون فى راحة فكل ما أصبت، والبس ما وجدت، وارض بما قضى الله عليك " .
    وقال: " ليس شيء أحب إلى من الضيف، لأن رزقه ومؤنته على الله، وأجره لي " .
    وقال: " إن أردت أن تعرف الرجل، فانظر إلى ما وعده الله، ووعده الناس، بأيهما يكون قلبه أوثق! " .
    وقال: " تعرف تقوى الرجل في ثلاثة أشياء: في أخذه، ومنعه، وكلامه " .
    وسئل: " ما علامة التوبة؟ " فقال: " إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب، والخوف المقلق من الوقوع فيها، وهجران أخوان السوء، وملازمة أهل الخير " .
    وقيل له: " ما علامة المطرود؟ " فقال: " إذا رأيته منع الطاعة واستوحش منها قلبه؛ وحلاله المعصية واستأنس بها؛ ورغب في الدنيا وزهد في الآخرة؛ وشغله بطنه وفرجه؛ ولم يبال من اين أخذ الدنيا؛ فاعلم انه عند الله مباعد، لم يرضه لخدمته " .
    والتقى هو وابرهيم بن أدهم بمكة، فقال له ابرهيم: " ما بدء حالك الذي بلغك هذا؟ " قال: " سرت في بعض الفلوات، فرأيت طيراً مكسور الجناحين، في فلاة من الأرض، فقلت: انظر من أين يرزق هذا!. فإذا أنا بطير قد أقبل، وفى فيه جرادة، فوضعها في منقاره. فاعتبرت وتركت الكسب، وأقبلت على العبادة " .
    فقال ابرهيم: " ولم لا تكون أنت الذي أطعم المكسور، حتى تكون أفضل منه؟!. أما سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم: )اليد العليا خير من اليد السفلى(؛ ومن علامة المؤمن أن يطلب أعلى الدرجتين فى أموره كلها، حتى يبلغ منازل الأبرار! " فأخذ شقيق يده يقبلها، وقال له. " أنت أستاذنا! " .
    لقبه رضي الله عنه بلقبه زاهد الدنـــــــــــــــــــيات لأنه ترك غناه لغناه بربه
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 12:48 pm

    بابن مشـــــــــيش
    عبد السلام بن مشيش وكان صاحب الصلاة جليل القدر عظيم الدائرة ذا طريقة حسنة وأحوال مستحسنة
    وحقائق كشفية ومعارف إلهية، وقد أخذ الطريقة عن أكابر ،منهم الشيخ العارف عبدالرحمن المدني ،ثم من واحد إلي سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أجمعين ، وأخذ عنه كثير الأكابر ، منهم الأستاذ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى.
    كذاك الشاذلي
    أبو الحسن الشاذلي
    591 - 656 للهجرة
    على بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف أبو الحسن الهذلي الشاذلي، بالشين والذال المعجمتين وبينهما ألف، وفي أخرها لام نسبة إلى شاذلة قرية بأفريقيا، الضرير الزاهد، نزيل الأسكندرية، وشيخ الطائفة الشاذلية.
    وقد انتسب - في بعض مصنفاته - إلى الحسن بن علي بن أبي طالب فقال - بعد يوسف المذكور - ابن يوشع بن برد بن بطال بن احمد بن محمد ابن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب وتوقف فيه كان كبير المقدار، عالي المقام، له نظم ونثر ومتشابهات وعبارات فيها رموز. صحب الشيخ نجم الدين بن الأصفهاني نزيل الحرم ومن أصحابه الشيخ أبو العباس المرسي.
    حج مرات. ومات بصحراء عيذاب، فدفن هناك، في أول ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة.
    وتكلم فيه القباري، وقد أنتصب بعض الحنابلة إلى حربه، فرد عليه، وما هو من حزبه.
    حكي عن الشيخ أبي الحسن المذكور أنه كان نائما ذات ليلة ببيت المقدس ، فلما مضى بعض الليل إذ رأى السقف قد أنفرج وإذا كراسي من ذهب وفضة مرصعة نزلت منه ورتبها رجل ، وإذا بتخت عظيم مرصع بأنواع الجواهير يحير الواصفون في نعته ، وإذا بملأ من الناس نزلوا وقعد كل واحد على كرسي ، وإذا رجل لم ير مثاه في الحسن والأنوار نزل فقعد فوق التخت منفردا لم يشاركه فيه أحد غيره. قال : فقلت لمن
    في حاجتي : من هؤلاء ! قال : الأنبياء ، قلت : والذي على التخت ؟ قال : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، قلت : لم جاءوا ، قال : جاءوا يستشفعون الرسول في الحلاج حيث خالف ظاهر الشرع . قال :
    ثم بعد ذلك قال موسى عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم : بلغني أنك تقول : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ، فأحب أن تريني واحد منهم ، فأشار صلى الله عليه وسلم إلي رجل فإذا هو الغزالي ، فقال : يارسول الله ائذن لي أن أتكلم معه ، فسأله عن مسأله فأجابه بعشرة أجوبه ، فقال يا سبحان الله سألتك عن شيء واحد فأجبتني بأجوبة ، فقال له ، يا سبحان الله ربك لما قال لك وما تلك بيمينك يا موسى ؟ قلت : هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولى فيها مآرب أخرى. قال : ثم إني لم أزل متعجبا في كون آدم أبي البشر ونوح وإبراهيم خليل الله وموسى كليم الله وعيسى كلهم تحت التخت والرسول وحده منفرد به مع كونهم آباءه وكبار الأنبياء ! وبينما أنا في ذلك وإذا واحد يرفسني ويقول : قم أما علمت أن أصل الكل وسيدهم المنفرد بسائر الكمالات ، فكيف يشاركونه فيه ؟ بهذا المعنى سمعت القصة من بعض مشايخي الأجلة رحمهم الله تعالى.
    بالمرسي
    أبو العباس المرسي
    616 - 686 للهجرة
    أبو العباس، احمد بن عمر بم محمد الأندلسي المرسي الأنصاري، الشيخ العارف الكبير. نزيل الأسكندرية صحب الشاذلي، وصحبه تاج الدين بن عطاء الله، والشيخ ياقوت. مات سنة ست وثمانين وستمائة،وقبرهبالأسكندرية يزار وكان كثير اً ما انشد: من كلامه: " ان كان المُحاسِبِىُّفي أصبعه عِرْق، إذا أمد يده إلىطعام فيه شبهة تحرك عليه،فأنا في يدي سبعون عرقاً تتحرك على إذا كان مثل ذلك " .
    وكان ينشد لبعض العارفين:
    قالوا:غدُ العيدٌ! ماذا أنت لابسه؟ ... فقلت خِلُعةٌ سلقٍ،حبه جرعا
    فقر وصبر، هما ثوبان يلبسها ... فلن ترى الفه الاعياد والجمعا
    العيد لي مأتم ... إن غبت يا أملي! والعيد ما كنت لي مراى ومستمعا
    أحرى الملابس ان تلقي الحبيب به ... يوم التزاور،بالثوب الذي خلعا
    ابن عطاء
    ابن عطاء الله الاسكندري
    ؟ - 709 للهجرة
    تاج الدين احمد بن محمد بن عطاء الله الاسكندراني، الزاهد المذكور تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي.
    كان ينتفع الناس بإشاراته. وله موقع في النفس وجلالة، ومشاركة في الفضائل.
    مات كهلا، سنة تسع وسبعمائة. وكانت جنازته مشهودة. اجتمعت بأخيه العلامة شرف الدين بالاسكندرية، وسمعت منه، ولبست منه الطاقية كما ستعلمه.
    ذي الحكمات لأنه صاحب متن الحكم العطائية
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 12:49 pm

    معروف
    معروف الكرخي
    ؟ - 200 للهجرة
    معروف بن فيروز الكرخي، أبو محفوظ. أحد السادات، مجاب الدعوة، أستاذ سرى. كان أبواه نصرانيين، فأسلما إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب: يقول له قل: " ثالث ثلاثة " ، فيقول معروف: " بل هو الواحد الصمد! " ، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه. فكان أبواه يقولان: " ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه عليه! " ، فرجع أليهما، فدق الباب، فقيل: " من؟ " ، قال: " معروف! " ، فقالا: " على أى دين؟ " ، قال: " دين الإسلام " ؛ فأسلم أبواه.
    مات ببغداد، سنة ماتين، وقبل: إحدى ومائتين. وقبره ظاهر هناك، يتبرك به. وأهل بغداد يستسقون به، ويقولون: " قبره ترياق مجرب! " . قال أبو عبد الرحمن الزهري: " قبره معروف لقضاء الحوائج. يقال: أنه من قرأ عنده - مائة مرة - : )قل هو الله أحد(، وسأل الله ما يريد، قضى حاجته " .
    ومثل هذا يذكر عن قبر أشهب، وابن القاسم، صاحبي الأمام مالك. وهما مدفونان في مشهد واحد بقرافة مصر، يقال أن زائرهما، إذا وقف بين القبرين، مستقبلا القبلة، ودعا استجيب له، وقد جرب ذلك.
    وقد زرتهما وقرأت عندهما مائة مرة )قل هو الله أحد( ودعوت الله لأمر نزل بي، أرجو زواله فزال.
    من كلامه: " إذا أراد الله بعبد خير فتح له باب العمل، وأغلق عليه باب الفترة والكسل " .
    وكان يعاتب نفسه، ويقول: " يا مسكين!، كم تبكى وتندم؟!. أخلص تخلص " .
    وقال له رجل: " أوصني! " ، فقال: " توكل على الله، حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك؛ وأكثر ذكر الموت، حتى لا يكون لك جليساً غيره؛ وأعلم أن الشفاء لما نزل بك كتمانه؛ وأن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك، ولا يعطونك ولا يمنعونك " .
    وقال السرى: " سألت معروفاً عن الطائعين لله، بأي شئ قدروا على الطاعة لله، قال: " بخروج الدنيا من قلوبهم، ولو كانت في قلوبهم ما صحت لهم سجدة " .
    ومن إنشاداته:
    الماء يغسل ما بالثوب من درن ... وليس يغسل قلب المذنب الماء
    ونزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذهما، فتبعها، وقال: " أنا معروف!، لا بأس عليك!، ألك ولد يقرأ القرآن؟ " ، قال: " لا! " ، قال: " فزوج؟ " ، قالت: " لا! " ، قال: " فهات المصحف، وخذي الملحفة! " .
    وسمعه بعضهم ينوح عند السحر ويبكى وينشد:
    أي شيء تريد مني الذنوب؟! ... شغفت بي، فليس عني تتوب
    ما يضر الذنوب لو أعتقتني ... رحمة لي، فقد علاني المشيب
    ولقبه السيد ابي الفــــــــــــــــرات لأنه
    كان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء - في هذا الماء - يعصون! أدع الله عليهم! " ، فرفع يديه إلى السماء وقال: " إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة! " فقال له أصحابه: " إنما قلنا لك: أدع عليهم! " ، فقال: " إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شئ " .
    بالمصري ذى النون
    ذو النون المصري
    157 - 245 للهجرة
    ذو النون بن ابرهيم المصري الاخميني، ابو الفيض احد ارجال الحقيقة. قيل: اسمه ثوبان، وقيل: الفيض، وقيل: ذو النون لقبه، واشتهر بذلك. وقد ذكره في حرف الذال ابن عساكر وغيره.
    وكان احد العلماء الورعين في وقته، نحيفاً، تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية، وكان ابوه نوبياً، فيما قيل.
    سئل عن سبب توبته، فقال: - خرجت من صمر إلى بعض القرى، فنمت في الطريق، في بعض الصحاري. ففتحت عيني، فإذا انا بقنبرة عمياء، سقطت من وكرها على الارض، فأنشقت الارض، فأنخرجت منها سكر جتان: واحدة ذهب والاخرى فضة، في احداهما سمسم، وفي الاخرى ماء، فجعلت تأكل من هذا، وتشرب من هذا، فقلت: حسبي، قد تبت. ولزمت الباب إلى ان قبلت " .
    مات يوم الاثنين، سنة خمس، وقيل: ست واربعين ومائتين، ودفن بالقرافة الصخرى. وعلى قبره مشهد مبني، عليه جلالة، ومعه قبور جماعة من الاولياء.
    ومن كلامه: سقم الجسد في الاوجاع، وسقم القلوب في الذنوب. فكما لا يجد الجسد لذة في الطعام عند سقمه، كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع ذنبه " .
    وقال: " من لم يعرف حق النعم سلبها من حيث لا يعلم " .
    وقال: " الانس بالله من صفاء القلب مع الله " .
    وقال: " الصدق سيف الله في ارضه، ما وضع على شيء الا قطعه " .
    وسئل عن التوبه، فقال: " توبة العوام من الذنوب، وتوبة الخواص من الغفلة " .
    وقال: " ثلاثة موجودة، وثلاثة مفقودة: العلم موجود، والعمل به مفقود؛ والعمل موجود، والاخلاص فيه مفقود؛ والحب موجود، والصدق فيه مفقود " .
    وقال: قال الله: " من كان لي مطيعاً كنت له ولياً، فليثق بي، وليحكم علي، فوعزتي لو سألني زوال الدنيا لازلتها عنه " .
    وقال: " لم ارْ شيئاً ابعثُ لطلب الاخلاص من الوحدة. لانه اذا خلا لم يرْ غير الله، فاذا لم يرْ غيره لم يحركه الا حكم الله. ومن احب الخلوة فقد تعلق بعمود الاخلاص، واستمسك بركن كبير من اركان الصدق " .
    وقيل له: " هل للعبد إلى اصلاح نفسه من سبيل؟: فقال:
    قد بقينا مذ بذ بين حيارى ... نطلب الصدق ما اليه سبي
    فدواعي الهوى تخف علينا ... وخلاف الهوى علينا ثقيل
    وقال: " ما اكلت طعام امرئ بخيل ولا منان الا وجدت ثقله على فؤادي اربعين صباحاً " .
    وحكى ان رجلاً صالحاً صحبه مدة، وخدمه سنين، ثم قال له: " انت تعلم صلاحي وامانتي، احبك ان تعلمني اسم الله الاعظم، فأنه بلغني انك تعرفه. فسكت عنه مدة، وأوهمه انه سيعلمه، ثم أخذ يوماً طبقاً، وجعلى فيه فأرة حية، وغطاه وشده في مئزر، وقال له: " اتعرف صاحبنا الذي بالجيزة، بالمكان الفلاني؟ " . قال: " نعم " ، قال: " فاوصل اليه هذه الامانة " . فأخذه ومضى، فوجده خفيفاً، فرفع الغطاء، فهربت الفآرة، فأزداد غيظاً، فقال: " يسخر بي؟؟. يحملني فأرة هدية؟؟ " . قال: فلما رآني علم ما في نفسي، فقال: " يا مسكين أئتمنتك على فآرة فلم تؤديها، فكيف آتمنك على اسم الله الاعظم؟؟ز اذهب فلست تصلح له " .
    وسئل: لما صير الموقف بالحل دون الحرم؟ " . فقال: " لان الكعبة بيت الله، والحرم حجابه، والمشعر الحرام بابه. فلم ان وصل الوافدون اوقفهم بالحجاب الثاني، وهو مزدلفة، فلم نظر إلى تضرعهم امرهم بتقريب قربانهم؛ فلما قربوه وقضوا تفثهم، وتطهروا من ذنوبهم، التي كانت لهم حجاباً من دونه، امرهم بالزيارة على الطهارة.
    وانما كره صيام التشريق، لان القوم زوار الله، وهم في ضيافته، ولا ينبغي لضيف ان يصوم عند من اضافه الا باذنه " .
    وقال اسحاق بن ابرهيم السرخسي، سمعت ذا النون - وفي يده الغل، وفي رجليه القيد - وهو يساق إلى " المطبق " ، والناس يبكون حوله، وهو يقول: " هذا من مواهب الله ومن عطاياه، وكل عذب حسن طيب " . ثم انشأ يقول:
    لك من قلبي المكان المصون ... كل لومٌ علي فيك يهون
    لك عزم بأن اكون قتيلا ... فالصبر عنك ما لا يكون
    ولما مرض مرضه الذي مات فيه، قيل له: " مات تشتهي؟؟ " قال: " ان اعرفه قبل موتي بلحظة.؟ " .
    وقيل له عند النزع " اوصنا " ، فقال: " لا تشغلوني فأني متعجب من سر لطفه " .
    قال فتح بن شخرف: " دخلت عليه عند موته، فقلت له: كيف تجدك؟ فقال:
    اموت وما ماتت اليك صبابتي ... ولا قضيت من صدق حبك اوطاري
    مناي المنى، كل المنى، انت لي منى ... وانت الغني، كل الغني، عند أفقاري
    وانت مدى سؤلي، وغاية رغبتي ... وموضع امالي ومكنون إضماري
    تحمل قلبي فيك ما لا ابثه ... وان طال سقمي فيك او طال اضراري
    وبين ضلوعي منك مالك قد بدا ... ولن يبد باديه لاهلٍ ولا جاري
    وبي منك في الاحشاء داء مخامر ... وقد هد من الركن وانبت اسراري
    الست دليل الركب اذ هم تحيروا ... ومنقذ من اشفى على جرف هار؟
    انرت الهدى للمهتدين ولم يكن ... من النور في ايديهم عشر معشارِ
    وعلمتهم علماً فباتوأ بنوره ... وبان لهم منهم معلموا اسرارِ
    مهامه للغيب حتى كأنها ... لما غاب عنه منه حاضرة الدارِ
    وابصارهم محجوبة وقلوبهم ... تراك اوهام حديدات ابصار
    ومن اصحابه احمد الخراز، واحمد الجلاء، سلفاً.
    و منهم اخوه زرقان بن محمد، ولعها اخوة مؤاخاة لا نسب، كما قال السلمي.
    من اقرانه، وجلة رفقائه، صاحب سياحة. كان بجبل لبنان، من ساحل دمشق.
    حكى عنه بن يوسف بن الحسين الرازي، قال: " بينا انا في جبل لبنان ادور، اذ بصرت بزرقان اخي ذو النون، جالساً على عين ماء عند العصر، وعليه زرمانقة شعر، فسلمت عليه، وجلست من ورائه، فألتفت الي، وقال: " ما حاجتك؟ " . قلت: " بيتين من شعر، سمعتها من اخيل ذو النون، اعرضهمنا عليك، فقال: " قل " ، فقلت: " سمعت ذا النون يقول:
    قد بقينا مذبذبين حيارى ... حسبنا ربنا ونعم الوكيل
    فدواعي الهوى تخف علينا ... وخلاف الهوى علينا ثقيل
    فقال زرقان: لكني اقول:
    قد بقينا مدلهين حيارى ... حسبنا ربنا ونعم الوكيل
    حيث ما الفور كان ذلك منا واليه في كل امر نميل فعرضت اقوالهم على طاهر المقدسي، فقال: " رحم الله ذا النون؟ رجع إلى نفسه فقال ما قال، ورجع زرقان إلى ربه فقال ما قال " .
    ومن اقرانه سعيد بن يزيد النباجي، ابو عبد الله. احد الصلاحاء، حكى عن الفضيل بن عياض، وعنه ابن ابي الحواري تلميذه. وله كلام حسن في المعرفة وغيرها. ومن كلامه: " اصل العبادة في ثلاثة اشياء: لا يرد من احكامه شيئاً، ولا يدخر عنه شيئاً، ولا يمسك تسأل غيره حاجة " .
    وقال: " ما التنعم إلا في الإخلاص، ولا قرة العين الا في التقوى، ولا الراحة الا في التسليم " .
    وقال: " من خطرت الدنيا بباله لغير القيام بأمر الله حجب عن الله " .
    وقال: " إن احببتم ان تكونوا ابدالا فأحبوا ما شاء الله، ومن احب ما شاء الله لم تُنزِل به مقادير الله وأحكاُمه شيئاً إلا احبه " .
    وصلى بأهص طَرَسُوس الغداة، فوقع النقير وصاحوا، فلم يُخَفف الصلاة، فلما فرغوا قالوا: " أنت جاسوس! " قال: " وكيف ذاك؟! " فقالوا: " صاح النقير ولم تخفف " . فقال: " إنما سُميت صلاة لانها اتصال بالله تعإلى، وما حسبت أن أحداً يكون في الصلاة، فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله به " .
    وروى عنه انه قال: " أصابني ضيقة وشدة، فبت وأنا اتفكر في المصير إلى بعض إخواني، فسمعت قائلا يقول في النوم لي: " أيجمل بالحر المريد، إذ وجد عند الله ما يري، أن يميل بقلبه إلى العبيد؟! " . فأنتبهت وأنا من أغنى الناس " .
    ومن أصحابه عمر بن سنان المنبجي ابو بكر، من قدماء مشايخ الشام، وصحب ابرهيم الخواص ايضاً.
    ومن كلامه: " من لم يتأدب بأستاذ فهو بطال " .
    وقال: " لما أقبل ذو النون منبج استقبله الناس فخرجت فيهم وأنا صبي، فوقفت على القنطرة، فلما رأيته اقبل، وحوله قوم من الصوفية، وعليهم المرقعات. ازدريته. فنظر إلى شزرا، وقال: " ياغلام! إن القلوب إذا بعدت عن الله مقتت القائمين بأمر الله " . فأرعدت مكاني، فنظر إلى ورحمني، وقال: " لن تراعَ ياغلام! رزقك الله علم الرواية، وألهمك علم الدراية والرعاية " .
    ومن اصحابه ايضاً وليد السقاء، ابو إسحاق.
    دخل عليه ابو عبد الله الرازي، وقال: " كان في نفسي أن أسأله عن الفقر، فقال: " لا يستحق أحد اسم الفقر حتى يستيقن انه لا يرد القيامة احد افقر إلى الله منه " .
    وروى عنه انهقال: " قُدَّم إلى بعض اصحابنا لبن، قال: فقلت: " ذا يضرني! " . فلما كان يوم من الايام دعوت الله عين " ، فمسعت هاتفاً يهتف بي ويقول: " ولا يوم اللبن؟! " .
    مات سنة عشرين وثلثمائة.

    والله اعلم في معنى الذي تملى أو لأن عنده اسم الله الاعظم

    بابن عباد لا اعرفه

    النــــــــــــــــــــسوات
    تشمل نساء كثر وبذكر نزر منها
    السيدة نفيسة
    145 - 208 للهجرة
    السيدة نفيسة ابنة الحسن الانور الانور بن أبي محمد زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب.
    دخلت مصر مع زوجها اسحاق بن جعفر الصادق. وكانت من الصالحات التقيات. ويروى عن الشافعي انه لما دخل مصر حضر اليها، وسمع منها الحديث. ولما توفي ادخل اليها، فصلت عليه في دارها، وهو. وضع مشهدها اليوم، ولم تزل به إلى ان توفيت في رمضان سنة ثمان ومائتين.
    ولها فضائل جمة، وكان من حقها التقديم، لكن الختام مسك. وقبرها معروف بالاجابة.
    رابعة العدوية
    ؟ - 135 للهجرة
    رابعة العدوية، ام الخير، بنت إسماعيل البصرية، مولاة ال عتيك، الصالحة المستورة، من أعيان عصرها، فضلها مشهور.
    ماتت سنة خمس وثلاثين ومائة. ودفنت بظاهرة القدس من شرقية، على رأس جبل، يسمى جبل الطور.
    بالسختياني


    علم من الأعلام وإمام من أئمة السلف الكرام، ومع سيد شباب أهل البصرة في زمانة، وإمام من أئمة الحديث في أوانه، إمام في الورع، والزهد، والفرار من الشهرة. قال فيه شيخ المؤرخين الإمام الذهبي: إليه المنتهى في الإتقان.أيوب بن أبي تميمة، واسمه كيسان السختياني أبو بكر البصري مولى عنزة ويقال: مولى جهينة.

    مولده: قال إسماعيل بن عُلية: ولد أيوب سنة ست وستين، وقال غيره: ولد قبل الجارف بسنة، سنة ثمان وستين.

    وقال الذهبي: مولده عام توفي ابن عباس سنة ثمان وستين، وقد رأى أنس بن مالك، وما وجدنا له عنه رواية مع كونه معه في بلد، وكونه أدركه وهو ابن بضع وعشرين سنة.

    الكـــــــرماني

    شاه الكرماني
    ؟ - 299 للهجرة
    شاه الكرماني .
    بالغوث ابي مــــــــــــــــدين

    أبو مدين التلمساني
    514 - 593 للهجرة
    شعيب بن حسين الأندلسي الزاهد أبو مدين. شيخ أهل المغرب توفى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بتلمسان.
    جال وساح، واستوطن بجاية مدة، ثم تلمسان. ذكره ابن الآبار، وأثنى عليه، قال: " مات في نحو التسعين وخمسمائة بتلمسان، وكان من أخره كلامه: " الله الحي!، ثم فاضت نفسه " .
    وقال محي الدين بن العربي: كان سلطان الوارثين أخاه عبد الحق، وكان إذا دخل عليه وجد حالة حسنة سنية، فيقول: " وهذا وارث على الحقيقة! ومن علامات صدق المريد - في بدايته - لقطاعه عن الخلق، أو فراره؛ ومن علامات صدق فراره عنهم وجوده للحق؛ ومن علامات صدق وجوده للحق رجوعه للخلق " .
    فأما قول أبي سليمان الداراني: " لو وصلوا ما رجعوا! " . فليس بمناقض لهذا. فإن أبا مدين على رجوعهم إلى إرشاد الخلق.

    بالرواة لا أعلم

    كذاك بالحداد

    أبو حفص الحداد
    ؟ - 264 للهجرة
    أبو حفص عمرو بن سلم الحداد؛ والأصح: عمرو بن سلمى، أبو حفص، أحد السادات.
    صحب ابن خضرويه البلخي وغيره. وهو اول من اظهر طرية التصوف بنيسايور. مات سنة أربع وستين ومائتين على الصحيح، قاله السلمي وقال السمعاني " سنة خمس وستين " .
    ومن كلامه: " الكرم طرح الدنيا لمن يحتاج أليها، والإقبال على الله لاحتياجك إليه " .
    وقال: " إذا رأيت المريد يحب السماع فاعلم إن فيه من البقية من البطالة " .
    وقال: " حسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن، لأنه عليه السلام - قال: " لو خشع قلبه لخشعت جوراحه " .
    وقال: " من لم يزل أقواله وأفعاله - في كل وقت - بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره، فلا تعده في ديوان الرجال " .
    وقال: " من هواني الدنيا أني لا ابخل بها على أحد، ولا ابخل بها على نفسي، لاحتقارها واحتقار نفسي عندي " .
    ولما ورد العراق، جاء الجنيد، فراه أصحابه وقوفاً على رأسه يأتمرون بأمره لا يخطئ أحده بصره عنه، فقال له الجنيد: " يا سيدي! لقد أدبت أصحابك أدب السلاطين! " فقال: " يا أبا القاسم!. إنما حسن آداب الظاهر عنوان حسن أداب الباطن " .
    وقال الجنيد: " مكث عندي أبو حفص سنة، مع ثمانية انفس. فكنت كل يوم اقدم لهم طعاماً جديداً، وطيباً جديداً، وذكر أشياء من النبات وغيرها. فلما أراد ان يمر كسوته، وكسوة أصحابه اجمع فلما أراد ان يفارقني قال: " لو جئت إلى نيسأبور علمناك الفتوة والسخاء! " ثم قال: " هذا الذي عملت كان تكلفاً!. إذا جائك الفقراء فكن معهم بلا تكلف. فإذا جعت جاعوا، وإذا شبعت شبعوا، حتى يكون مقامهم وخرجوهم عندك شيء واحد " .
    وقال أبو عثمان: " كنا مع أستاذنا أبي حفص خارج نيسأبور فتكلم علينا، وطابت نفوسنا، فإذا بأيل قد نزل من الجبل وبرك بين يدي الشيخ فأبكاه ذلك بكاء شديداً، وذهب إلايل. فلما سكن الشيخ، قلنا له: " ما الذي أزعجك؟، وأيش الخبر؟ " . قال: " لما رأيت اجتماعكم حولي، وقد طابت نفوسك، وقع في نفسي: لو إن لي شاة ذبحتها لكم، ودعوتكم عليها! " . فما استقر هذا الخاطر في نفسي حتى جاء الأيل، وبرك بين يدي، وقال لي، بلسان الأشارة: " تحكم في بما شئت! " . فخيل ألي أني مثل فرعون، الذي سائل الله أن يجري له النيل، فاجراه له مع حافر فرسه؛ فقلت: " ما يؤمنني ان الله يوفقني لكل حظ في الدنيا، وابقي في الآخرة فقيراً لا شيء لي!. فهذا الذي أزعجني " .
    وقال المرتعش: " دخلنا مع أبي حفص على مريض نعوده، ونحن جماعة. فقال للمريض: " اتحب ان تبرأ؟ " . قال: " نعم! " . فقال لأصحابه: " تحملوا عنه! " . فقام المريض، وخرج معنا؛ وأصبحنا كلنا أصحاب فرش معاد " .


    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أبريل 13, 2008 2:25 am عدل 1 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 11:40 pm

    بالنســــــــــــاج

    خير النساج
    202 - 222 للهجرة
    خير بن عبد الله النساج، أبو الحسن. من " سر من رأى " ، ونزل بغداد، وصحب أبا حمزة البغدادى، ولقى سرياً السقطي. وكان من أقران النوري. وعمر طويلا، وصحب الجنيد، وابن عطاء. وتاب في مجلسه ابرهيم الخواص والشبلي، وكان أستاذ الجماعة.
    مات سنة اثنتين وعشرين مثلثمائة، عن مائة وعشرين سنة.
    من كلامه: الخوف سوط الله، يقوم به أنفساً قد تعلمت سوء الأدب؛ فمتى أساءت الجوارح الأدب فهو من غفلة القلب وظلمة السر " .
    قال جعفر الخلدي: سألت خيراً النساج: " أكان النسج حرفتك؟ " قال: " لا! " قلت: " فمن اين سميت به؟! " قال: " عاهدت الله ألا آكل الرطب أبداً، فغلبتني نفسي يوماً، فأخذت نصف رطل، فلما أكلت واحدة، إذا رجل نظر إلى وقال: " يا خير! يا آبق! هربت منى؟! " . وكان له غلام اسمه خير، قد هرب منه، فوقع على شبهه. فاجتمع الناس فقالوا: " والله! هذا غلامك خير! " . فبقيت متحيراً، وعلمت بما أخذت، وعرفت جنايتي. فحملني إلى حانوته، الذي كان ينسج فيه غلمانه، فقالوا: " يا عبد السوء! تهرب من مولاك!. ادخل واعمل عملك الذي كنت تعمل " . وأمرني بنسج الكرباس. فدليت رجلي على أن أعمل، فكأني كنت أعمل من سنين. فبقيت معه أربعة أشهر أنسج له، فقمت ليلة فتوضأت وقمت إلى صلاة الغداة، فسجدت وقلت في سجودي: " إلهي! لا أعود إلى ما فعلت! " . فأصبحت فإذا الشبه قد ذهب عنى، وعدت إلى صورتي التي كنت عليها، فأطلقت، فثبت على هذا الاسم " .
    وكان يقول: " لا أغير اسماً سماني به رجل مسلم " .
    وقال عيسى بن محمد؛ سمعت أبا الحسن خيراً النساج يقول: " تقدم إلى شاب من البغاددة، وقد انطبقت يده، فقلت له: " مالك؟! " فقال: " جلست اليك، فحللت عقدة من طرف إزارك، فأخذت منه درهماً، فجفت يدي " . فقلت: " كيف فعلت به؟ " ، قال خير: - وكنت قد بعت به لأهلى غزلا - فمسحت يده بيدي، فردها الله عليه، وناولته الدرهم، قلت: " اشتر به شيئاً ولا تعد " .
    وقال أبو الحسين المالكي: " كنت أصحب خيراً النساج عدة سنين، فقال لي، قبل موته بثمانية أيام: " أنا أموت يوم الخميس، وقت المغرب، وأدفن يوم الجمعة، قبل الصلاة، وستنسى هذا، فلا تنسى! " ، قال أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة، فلقيني من أخبرني بموته، فخرجت لأحضر الجنازة قبل الصلاة كما قال " .
    وحكى غيره أنه غشى عليه عند المغرب، ثم أفاق ونظر إلى ناحية من باب البيت، فقال: " قف! عافاك الله! فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتنى، فدعنى أمضى لما أمرت به " . ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه، وتشهد ومات " .
    رضى الله عنه، ورحمة الله عليه.

    بابن جمرة
    عبد الله بن أبي جمرة إلاندلسي
    ؟ - 675 للهجرة
    عبد الله بن سعد بن احمد بن أبي جمرة الأندلسي المرسى، القدوة الرباني. من بيت كبير، لهم تقدم ورياسة، قدم مصر، وله زاوية بالمقسى، ذو تمسك بإلاثر، واعتناء بالعلم وآله، وجمعية على السيادة، وشهرة كبيرة بالإخلاص، واستعداد للموت، وفرار من الناس، وانجماع عنهم، إلا من الجمع. وتذكر له كرامات.
    واختصر قطعة من صحيح البخاري، وشرحها بشرح بديع، وفي أخرها تلك المرائي البديعة. وقصته مع أبي الجاني مشهورة.
    مات في تاسع عشر ذي القعدة، سنة خمس وسبعين وستمائة؛ وقد شاخ. ودفن بالقرافة، وقبره معروف، يتبرك به.
    قلت لهم: " ابن أبي الجمرة " أخر، اقدم منه، اسمه: محمد بن احمد ابن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة الأموي الأندلسي المرسي.
    سمع وأسمع، عرض المدونة على أبيه. مات بمرسية سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
    مذهب الشـــــــــــــقوات لما علم انه قال لمن أتى قبره قولته المشهورة

    بسيدى حمدون لا أعلم

    بالدســـــــوقي

    الشيخ إبراهيم الدسوقي ولقد ولد هذا الإمام الشريف رضى الله عنه سنة 633 هجرية بدسوق

    هو القرشي الهاشمي والقطب الكبير الشهير احد أفراد العالم وأركان الطرق الذين أجمعت الأمة على اعتقاد غوث يتهم الكبرى وقطبا نيتهم العظمى
    وقد كان رضي الله عنه يجيد الحديث بالفارسية والسريانية والعبرية وكان يفهم ويجيد لغات الطيور والحيوانات كما قال عنه الإمام عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه.
    وقد اشتهر القطب الكبير إبراهيم الدسوقي بكراماته التي ذاع صيتها في كل مكان , وقد حكى عنه الإمام المناوي ان تمساحا اختطف صبيا فجاءت أمه مذعورة تستنجد بالغوث الكبير إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه فخرج إلى النهر ونادى على التمساح فحضر وأمره إبراهيم أن يلفظ الصبي حيا ففعل ثم قال للتمساح مت بإذن الله , فمات التمساح على الفور.
    ومن كراما ته أيضا ان شابا كان قد وذهب إلى بلد أجنبي ورأى في منامه في الليلة الأولى لوصوله الى البلد الأجنبي نفسه يسند ظهره إلى مقام إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه وفي الصباح قص القصة على والديه فتفاءل الجميع خيرا .
    ثم حدث أن خرج الشاب في المساء ليتجول حول الفندق في سياحة قصيرة وضل الشاب طريقه في العودة ومكث أكثر من ثلاث ساعات يحاول خلالها العودة الى الفندق دون جدوى وقد حاول التفاهم مع أهل العاصمة الأجنبية دون جدوى ووقف الشاب يتصبب عرقا فقد نسي اسم الفندق الذي ينزل فيه ووقف الشاب يجفف العرق الذي يتصبب منه ويتذكر حلم الليلة الماضية وفجاة ظهر له شخص يركب دراجة واقترب من الشاب وبدا يسأله عن اهله وبلده حتى سكن روع الشاب واذا به يقول له :
    هذا هو عنوان فندقك واسمه فاذهب اليه وعندما قص الشاب القصة على والديه امن الجميع أنها كرامة للشيخ الجليل إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته أجمعين
    وقد توفي الشيخ إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه 676 هجرية ومقامه في بلدة دسوق مقصد الالاف للزيارة وطلب البركة والدعاء .
    وقد قال ابراهيم الدسوقي:
    ان في كل العارفين سر عجيب يعجز القلم عن وصفه وتبليغه مطلقا؟؟؟؟؟

    يـارب هـذي ذنوبـي فـي الهـوىكثرت وليس لي عمل في الحشر ينجيني
    وقـد اتيتـك بالتوحـيـد يصحـبـهحـب النبـي وهـذا القـدر يكفينـي


    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أبريل 13, 2008 1:55 am عدل 3 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 11:43 pm

    بالبدوي

    الشيخ احمد البدوي
    516 - 675 للهجرة
    الشيخ احمد البدوي، المعروف بالسطوحي، اصله من بني برى، قبيلة من عرب الشام. تسلك بالشيخ برى، أحد تلامذة الشيخ أبي نعيم أحد مشايخ العراق، وأحد سيدي احمد بن الرفاعي.
    وارث الحــــــــــــــــــالات الله اعلم في معناها

    بالعـــــــيدروس الله اعلم

    والفقي المقدم هو إمام آل البيت ومؤسس طريقة آل باعلوي إحدى الطرق الصوفية السنية التي تأسست معالمها على يده واسمه محمد بن علوي (574-652هـ
    بسيدي مــــــــــــــــوسى بترجمات
    بابن سودكين لا أعلم
    والحــــــــــــفني
    والقونوي

    صدر الدين القونوي
    ؟ - 672 للهجرة
    محمد بن اسحق بن محمد القونوي الصوفي، صاحب ابن العربي، صاحب " الفتوحات الملكية " له تفسير الفاتحة في مجلد. عاش نيفاً وستين سنة، مات سنة اثنتين وسبعين وستمائة بقونية. وأوصى بأن ينقل تأبوته، ويدفن عند شيخه ابن العربي.
    خــــــــــــــــالص النيات لأبن عربي الذي تزوج أمه وكان ابن العربي صاحب ابوه تصدى لكل اعداء ابن عربي في كتبه
    ببدر الذي له مـــــــــــــــــــقام به جلى من كل هـــــــــــــــــم آت

    بالقــــــــــــــطب عبدالله الحداد

    بالباز
    باز كاد غوثية
    بالسقاف

    بالـــــــــــــــحوات

    بســـــيدي المحجوب

    السيد عبدالله المرغني المحجوب

    بالنهاري

    بنائب المـــــــــــــختار في الاوقات
    السيد بهاء الدين بن محمد البخاري قدس سره ، اشتهر بنقشبندي لأن المشايخ من وقت خوج الخبير الغفنوي إلي وقت
    أمير كلال كانوا يجمعون الذكر الخفي مع الذكر الجهري فلما جاء الخوجة بهاء الدين ترك الذكر الجهري
    واشتغل بالذكر الخفي على طريق نقش الذكر بلا إله إلا الله في قلبه ، فلهذا سمي نقشبنديا ، وعرفت الطريقة منه بالنقشبندية ، وكان مولده في شهر محرم 818 هـ في قرية تسمى عرفان من قرى بخارى ، فرسخ فيها ، وكان أويسيا تربى من روحانية الخوجه عبد الخالق ، وكانت وفاته يوم الأثنين غرة ربيع الأول سنة
    871هـ وهو أخذ عن سيدي كلال الأمير
    بالنخشبي الفاضــــل التبريزي

    أبو تراب النخشبي
    ؟ - 245 للهجرة
    أبو تراب عسكر بن حصين النخشبى، نسبة إلى نخشب، بلدة بما وراء النهر.
    من جلة مشايخ خراسان وأكابرهم. وصحب الأصم وغيره.
    وأستاذه على الرازي المذبوح، من قدماء المشايخ. سمى المذبوح لأنه غزا في البحر، فأخذه العدو، فأرادوا ذبحه، فدعا بدعاء، ثم رمى نفسه في البحر، فجعل يمشى على الماء حتى خرج.
    وقيل: ارادوا ذبحه، فكانوا كلما وضعوا الشفرة على حلقه انقلبت، فضجروا وتركوه.
    وسئل عن التوكل فقال: )الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يحييكم ثم يميتكم(.
    ومن كلامه أبى تراب: " الفقير قوته ما وجد، ولباسه ما ستر، ومسكنه حيث نزل " .
    و قال: " الصوفي لا يكدره شئ، ويصفو به كل شئ " .
    و قال: " إذا صدق العبد في العمل وجد حلاوته قبل أن يعمله، فإذا أخلص فيه وجد حلاوته وقت مباشرته " .
    وقال: " إذا تواترت على أحدكم النعم فليبك على نفسه، فقد سلك به غير طريق الصالحين " .
    وقال: " إذا ألف القلب الأعراض عن الله صحبته الوقيعة في أعراض أولياء الله " .
    وقال لأصحابه: " من لبس منكم مرقعة فقد سأل، ومن قعد في خانقاه أو مسجد فقد سأل، ومن قرأ القرآن من مصحف كيما يسمع الناس فقد سأل " .
    ونظر يوماً إلى صوفي من تلامذته، مد يده إلى قشر بطيخ، وكان قد طوى ثلاثة أيام، فقال: " تفعل ذلك؟!. أنت لا يصلح لك التصوف، فالزم السوق! " .
    قال يوسف بن الحسين: " صحبت أبا تراب خمس سنين، وحججت معه على غير طريق الجادة. ورأيت منه في السفر عجائب، يقصر لساني عن وصف جميع ما شاهدته، غير أننا كنا مارين، فنظر إلى يوماً وانا جائع، وقد تورمت قدماى؛ وأنا امشى بجهد، فقال لى: " كالك؟ لعلك جعت؟ " قلت: " نعم " قال: " ولعلك أسأت الظن؟ " قلت: " بلى! " قال: " ارجع أليه! " قلت: " وأين هو؟ " قال: " حيث خلفته! " قلت: " هو معي! " قال: " فان كنت صادقاً فما هذا الهم الذي أراه عليك؟! " قال: فرأيت الورم قد سكن، والجوع قد ذهب، ونشطت حتى كدت أتقدمه. فقال أبو تراب: " اللهم إن عبدك قد اقر لك، فأطعمه! " ونحن بين جبال ليس فيها مخلوق، ثم انتهينا إلى رابية، وإذا كوز ورغيف موضوع، فقال لى أبو تراب: " دونك! دونك! " فجلست فأكلت، وقلت: " أليس تأكل منه، أنت؟ " فقال: " لا! بل من اشتهاه! " .
    وروى أنه قال: " وقفت بعرفات خمساً وعشرين وقفة. فلما كان من قابل رأيت الناس بعرفات، ما رأيت أكثر منهم عدداً، ولا أكثر خشوعاً وتضرعاً ودعاء، فاعجبنى ذلك، فقلت: " اللهم، من لم تقبل حجته من هذا الخلق فأجعل ثواب حجتي له! " . وأفضنا من عرفات وبتنا بجمع، فرأيت في المنام هاتفاً يهتف بى: " تتسخى على، وأنا أسخى الأسخياء؟!. وعزتي وجلالي! ما وقف أحد هذا الموقف إلا غفرت له " فانتبهت فرحاً بهبة الرؤيا، فرأيت يحيى بن معاذ الرازى، فقصصت عليه الرؤيا، فقال: " إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوماً. فلما كان يوم إحدى وأربعين جاءوا إلى يحيى وقالوا: إن أبا تراب مات، فغسله ودفنه.
    وقيل: مات بالبادية. نهشته السباع، في سنة خمس وأربعين ومائتين.
    ومن أصحابه حمدون بن أحمد القصار، أبو صالح النيسابورى. ملت سنة إحدى وسبعين ومائتين.
    ومن كلامه: " من رأيت فيه خصلة من الخير فلا تفارقه فانه يصيبك من بركاته " .
    وقال: " إذا رأيت سكران يتمايل فلا تنع عليه، فتبتلى بمثل ذلك " .
    وسئل: " متى يجوز للرجل أن يتكلم؟ " فقال: " إذا تعين عليه أداء فرض من فرائض الله في علمه، أو خاف هلاك إنسان في بدعة يرجو أن ينجيه الله منها " .
    وقال عبد الله بن منازل، قلت لأبى صالح: " أوصني! " فقال: " أن استطعت إلا تغضب لشيء من الدنيا فافعل " .
    ومات صديق له وهو عند رأسه، فلما مات أطفأ حمدون السراج فقيل: " في مثل هذا الوقت يزاد في السراج! " فقال: إلى هذا الوقت كان الدهن له، فصار لورثته " .
    ومن أصحابه أيضاً شاه بن شجاع الكرماني أبو الفوارس.من أولاد الملوك، وكان كبير الشأن، حاد الفراسة، قل أن يخطئ. مات قبل الثلثمائة. وكرمان عدة بلاد. ومن كلامه: " علامة التقوى الورع، وعلامة الورع الوقوف عند الشبهات " .
    وكان يقول لأصحابه: " اجتنبوا الكذب والخيانة والغيبة، ثم افعلوا ما بدا لكم " .
    وقال: " من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات؛ وعمر باطنه بدوام المراقبة، وظاهرة باتباع السنة، وعود نفسه أكل الحلال، لم تخطئ له فراسة " .
    وروى أنه كان بينه وبين يحيى بن معاذ صداقة. فجمعهما بلد واحد، فكان شاه لا يحضر مجلسه، فقيل له في ذلك، فقال: " الصواب هذا! " فما زالوا به حتى حضر مجلسه، وقعد ناحية وهم لا يشعرون. فلما أخذ يحيى بالكلام ارتج عليه وسكت، ثم قال: " هنا من هو أحق بالكلام منى! " ، فقال لهم شاه: " قلت لكم: الصواب ألا أحضر مجلسه! " .
    وروى انه كان قد تعود السهر، فغلبه النوم مرة واحدة، فرأى الحق تعالى في المنام، فكان يتكلف النوم بعد ذلك، فقيل له في ذلك، فأنشد:
    رأيت سرور قلبي في منامي ... فأحببت التنعس والمناما
    ومن أصحابه أيضاً محمد بن على الترمذي أبو عبد الله، من كبار الشيوخ. وله تصانيف في علوم القوم. وصحب أيضاً ابن الجلاء وغيره.
    سئل عن صفة الخلق، فقال: " ضعف ظاهر ودعوى عريضة " .
    وقال: " ما صنعت حرفاً عن تدبير، ولا لينسب إلى شئ منه ولكن إذا اشتد على وقتي أنسلي به " .
    ومن أصحابه أيضاً محمد بن حسان البسرى أبو عبيد. من قدماء المشايخ، صاحب كرامات.
    قال ابن الجلاء: " لقيت ستمائة شيخ، ما رأيت مثل أربعة: ذي النون، وأبى تراب، وأبى عبيد البسرى، وأبى " .
    مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
    ومن كلامه: " النعم طرد، فمن أحب النعم فقد رضى بالطرد والبلاء قربة، فمن ساءه البلاء فقد أحب ترك القربة " ؛ أي التقرب إلى الله تعالى.
    ويروى عنه أنه قال: " سألت الله عز وجل ثلاث حوائج، فقضى لي اثنتين، ومنعني الثالثة: سألته أن يذهب عنى شهوة الطعام، فما ابالي أكلت أم لا. وسألته أن يذهب عنى شهوة النوم، فما أبالي نمت أم لا. وسألته أن يذهب عنى شهوة النساء فما قبل " .
    قيل: فما معنى ذلك؟. قال: " أن الله تعالى قد قضى في مبدأ خلقه أن يكون شئ قدره وقضاه، فلا راد لقضائه " .
    وروى أنه كان في أول ليلة من رمضان يدخل بيتاً، ويقول لامرأته: " طيني الباب، وألق إلى من الكوة رغيفاً " فإذا كان يوم العيد فتحته، ودخلت امرأته البيت، فإذا فيه ثلاثين رغيفاً في زاوية البيت، فلا أكل ولا شرب ولا نام، ولا فاتته ركعة من الصلاة.
    وجاء ولده أليه فقال: " إني أخرجت جرة فيها سمن، فوقعت فانكسرت، فذهب رأس مالي! " ، فقال: " يا بنى! اجعل رأس مالك رأس مال أبيك، فوالله ما لأبيك رأس مال في الدنيا والآخرة إلا الله تعالى! " .
    وقال أبو عبيد البسرى، قال لي الخضر: " يا أبا عبيد!، أنا أجئ إلى العارفين في اليقظة، وأجئ إلى المريدين في المنام أودهم " . فرأيت مناماً، وكان فيما بيني وبينه يحضر، وكان قبل ذلك يجيئني في اليقظة، فقلت له: " اعبر لي " فقال: " أنا أزور من يدخر شيئاً لغد مناماً " فلما استيقظت جعلت أنظر وأفكر، فلم أر شيئاً أعرفه، فجاءت المرأة، فرأت على اثر الندم، فأخبرتها، فقالت: نعم! قد كان جاءنا أمس نصف درهم فرفعته، وقلت: " يكون لنا غداً " .
    ويروى عن نجيب بن أبى عبيد البسرى قال: " كان والدي في المحرس الغربي بعكا، في ليلة النصف من شعبان، وأنا في الرواق السادس، انظر إلى البحر؛ فبينا أنا أنظر إذا شخص يمشى على الماء، ثم بعد الماء مشى على الهواء، وجاء إلى والدى، فدخل من طاقته التي هو فيها ينظر إلى البحر، فجلس معه ملياً يتحادثان، ثم قام والدى فودعه، ورجع الرجل من حيث جاء.يمشى في الهواء، فقمت إلى والدي، قلت له: " يا أبت!، من هذا الذي كان عندك، يمشى على الماء، ثم الهواء؟ " ، فقال: " يا بنى! رأيته؟ " ، قلت: " نعم " ، قال: " الحمد لله رب العالمين، الذى سوى بك وبنظرك له، يا بنى!، هذا الخضر. نحن اليوم في الدنيا سبعة، ستة يجيئون إلى أبيك، وأبوك لا يروح إلى واحد منهم " .


    عدل سابقا من قبل Admin في الخميس يونيو 07, 2012 1:31 am عدل 4 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty متابعة

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 12, 2008 11:44 pm

    بالبكر

    بالوفاء بالغــــــــــــــــــيبات
    بالطمس بالصحو ومحو المحو بالسحق بالمـــــــــــحق وبالنفحات
    بالميرغني الغــــــــوث عبدالله

    بالكرد

    والدمـــــــــــــــــشق

    والولاة

    بالجد جــــــــعفر ميرك المكي
    السيد جعفر بن ميرك الحسني له مسجد بمنطقة الشبيكة بمكة ويقع هذا المسجد بعد مدارس الفلاح القديمة مباشرة ولا يزال قائما حتى الآن وقد عاش السيد جعفر ميرك في الشبيكة في الفترة من 1060هـ الى 1140هـ وبني مسجده هناك وامتلك كثيرا من العقارات في الشبيكة واوقف كثيرا منها على مسجده هذا

    بالاهـــــــــــــدلي الناصر الدعوات

    بشـــيخنا ابن ادريس العرائشي
    هو القطب الغوث العارف العالم العامل الفرد الهمام الكامل الشريف الحسيني مولاي وسيدي السيد أحمد ابن الدريس من ذرية الامام الشريف إدريس بن عبدالله المحض أستاذ شيخنا ومربينا الختم السيد محمد عثمان

    بالتازي قطب تازة
    هو سيدي عبدالوهاب التازي الشاذلي الذي أخذ السيد أحمد أبن إدريس الطريقة الشاذلية وأخذها الختم عن أستاذه وكان التازي غوث وقته، صحبه سيدي أحمد أربع سنوات ففتح الله عليه وألحقه بمن عنده.

    بالخضـــــــــــر

    سيدنا الخضر صاحب العلم اللدني صاحب سيدنا موسى عليه السلام

    والدباغ
    سيدي عبدالعزيز الدباغ الولي الكامل ، الغوث الحافل ، الصوفي الباهر ، نجم العرفان الزاهر ، صاحب الاشارات العلية ، والعبارات السنية ، والحقائق القدسية ، والأنوار المحمدية ، والأسرار الربانية ، والهمم العرشية ، منشيء معالم الطريقة بعد خفاء آثارها ، ومبدي علوم الحقائق بعد خبو أنوارها ، الشريف الحسيب ، والوجيه النسيب ‘ ذي النسبتين الطاهرتين ، والسلالتين الطيبتين الشاهدية والغيبية ، والولايتين الكريمتين الملكية والملكوتية ، المحمدي العلوي الحسني ، قطب السالكين وحامل لواء العارفين ،
    صاحب كتاب الذهب الابريز

    هم ساداتي حيث بهم يتم السند الثاني للطريقة الختمية المذكور للسيد الختم
    وهو أن السيد احمد ابن ادريس أخذ الطريقة النبقشندية عن شيخه سيدي عبدالوهاب التازي وأخذها شيخه
    عن سيدي الغوث عبدالعزيز الدباغ وهو أخذ سلوكه عن الخضر عليه السلام عن النبي عن رب العزة

    بعالم الســـــــــــــمسم بالسماني

    محمد بن عبد الكريم السمان القطب السمان بالمدينة المنورة، الشافعي القرشي


    والله اعلم بمراد السيد ولكن ذلك على سبيل الاجتهاد ليس عن شيخ أخذته فالله من وراء القصد


    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أبريل 13, 2008 6:08 am عدل 3 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    طبقات السيد الختم Empty دعمتها بصور مقاماتهم

    مُساهمة  Admin الأحد أبريل 13, 2008 1:45 am

    السيد نفيسة غفيرة مصر

    مدد يا نفيسة العلوم يا ناصرة المظلوم

    مدد يا نفيسة العلوم يا راحة القلوب

    مدد يا نفيسة العلوم يا حاملة الهموم

    مدد يا كعبة العشاق يا ندهة المشتاق

    مدد يا سيدة نفيسة ياللي على أحبابك حريصة

    مدد يا كريمة الدارين يا نفيسة المحبين


    طبقات السيد الختم R1k78886

    طبقات السيد الختم Weo80411

    طبقات السيد الختم HTm80764

    طبقات السيد الختم W6680921

    طبقات السيد الختم 9N781097


    ضريخ الشيخ ابن مشيش

    طبقات السيد الختم Ibnmushaish_bmp

    عبد القادر الجيلاني

    طبقات السيد الختم Al_jilani_87

    طبقات السيد الختم Al_jilani_4


    سيدي أحمد البدوي

    طبقات السيد الختم 33333kc1
    طبقات السيد الختم Tanta1

    سيدي أبا الحسن الشاذلي

    طبقات السيد الختم 891136759

    طبقات السيد الختم 973074384

    مقام الشيخ محيي الدين بن عربي

    طبقات السيد الختم Al-Akbar-Muhayyideen-Ibn-Arabi

    مقام سيدنا ابراهيم الدسوقي

    طبقات السيد الختم P1-2

    طبقات السيد الختم Dassouki1.psd
    مقام رابعة العدوية

    بفلسطين جبل الزيتون ( الطور )

    طبقات السيد الختم Rab3a1


    مقام الجنيد

    طبقات السيد الختم Junaid1.psd

    مقام الشيخ أحمد الرفاعي

    طبقات السيد الختم Al_refa3i_1_6071.psd

    مقام النووي

    طبقات السيد الختم .psd


    الباز

    طبقات السيد الختم Baz1.psd


    مقام الامام الشافعي


    طبقات السيد الختم Shafi3i1.psd


    طبقات السيد الختم _
    القطب السيخ ابوبكر الشبلي
    طبقات السيد الختم 379884783

    القطب السري السقطي

    طبقات السيد الختم 160514791

    إبراهيم بن أدهم
    في جامعه في جبلة
    طبقات السيد الختم 25369690415

    سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه

    طبقات السيد الختم DSC01162

    طبقات السيد الختم 1792515709252

    طبقات السيد الختم DSC01176

    طبقات السيد الختم DSC01169

    مسجد أبو العباس المرسي، الإسكندرية

    طبقات السيد الختم 1430432434_e5854faa2c

    الشيخ معروف الكرخي
    ويقال عنه قبر معروف ترياق مجرب
    طبقات السيد الختم 882476k86

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أكتوبر 31, 2024 4:44 pm