شباب الختمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الختمية

منتدى شباب الختم يتناول قضايا الشباب وفعالياتهم


    سورة الحجر مكية وهي تسع وتسعون آية

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1949
    تاريخ التسجيل : 10/01/2008

    سورة الحجر مكية وهي تسع وتسعون آية Empty سورة الحجر مكية وهي تسع وتسعون آية

    مُساهمة  Admin الإثنين أبريل 23, 2012 2:01 am

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ
    (بسم الله الرحمن الرحيم الر) أنا الله لطيف بكم رحمة بكم أرسلت محمدا لكم (تلك) هذه الآيات (آيات الكتاب) القرآن أو السورة (وقرآن مبين) مظهر للحق من الباطل (ربما) وقرئ بالتخفيف (يود) يتمنى (الذين كفروا لو كانوا مسلمين) يوم القيامة لما يرون من الأهوال (ذرهم) دعهم (يأكلوا ويتعمتعوا) في دنياهم (ويلههم) يشغلهم (الأمل) تأميلهم طول الحياة (فسوف يعلمون) عاقبة فعلهم (و ما أهلكنا من قرية) أي أهل قرية (إلا ولها كتاب معلوم) أجل مقدر لهلاكهم (ما تسبق من أمة أجلها) المقدر لهلاكها (و ما يستأخرون) يتأخرون عنه (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) أي القرآن يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم (إنك لمجنون) أي لتقول قول المجانين (لو ما) هلا (تأتينا بالملائكة) يصدقوك (إن كنت من الصادقين) في دعواك (ما ننزل الملائكة) وقرئ بالياء وقرئ بالتاء وقرئ تتنزل بمعنى تتنزل (إلا بالحق) إلا بالوحي أو العذاب
    وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (Cool إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ
    (و ما كانوا إذا) حين تتنزل الملائكة بالعذاب (منظرين ) ممهلين (إنا نحن نزلنا الذكر) القرآن (وإنا له لحافظون) من التبديل و الزيادة و النقص (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين) في فرقهم (وما يأتيهم من رسول) يدعوهم إلي الله (إلا كانوا به يستهزءون) كما يستهزئ بك هؤلاء (كذلك نسلكه) ندخل التكذيب مثل هذا التدخيل (في قلوب المجرمين) المعرضين عن الايمان (لا يؤمنون به) بالنبي عليه الصلاة و السلام (و قد خلت) مضت (سنة الأولين) يكذبون الرسل فيهلكون (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا) صاروا (فيه) في الباب (يعرجون) يصعدون (لقالوا) عنادا (إنما سكرت) حيرت وقرئ سكرت بالتخفيف وقرئ سكرت من السكر (أبصارنا بل نحن قوم مسحرون) سحرنا محمد (و لقد جعلنا في السماء بروجا) اثني عشر (و زيناها) بالكواكب (للناظرين) نظر اعتبار ( وحفظناها) بللشهب (من كل شيطان رجيم) يلرجم بشهاب (إلا) لكن (من استرق السمع) اختلسه سرا واختطفه (فأتبعه) لحقه (شهاب مبين) شعلة من نار ساطعة تهلكة وتضره (و الأرض مددناها) بسطناها (و ألقينا فيها رواسي) جبالا ثوابت لئلا تضطرب (و أنبتنا فيها من كل شيء موزون) مقدر معلوم (وجعلنا لكم فيها معايش) تعيشون بها و يلحق بها الملابس
    وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)
    (من لستم له برازقين) من العيال والخدم والدواب (و إن من شيء إلا عندنا خزائنه) مفاتيح خزائنه (و ما ننزله إلا بقدر معلوم) على مقتضى الحكمة والإصلاح (وأرسلنا الرياح لواقح) حوامل بالسحاب و فيه الماء و قرئ بالإفراد (فأنزلنا من السماء ماء) مطرا (فأسقيناكموه) فصرتم منه تشربون (وما أنتم له بخازنين) أي ولستم بمالكين خزائنه (وإنا لللنحن نحيي) الأجسام بإيجاد الحياة فيها (ونميت) بإزالتها منها (ونحن الوارثون) الباقون بعد فناء الخلق ( ولقد علمنا المستقدمين منكم) من زمن آدم (ولقد علمنا المستأخرين) منكم إلي قيام الساعة (وإن ربك هو يحشرهم) لا محالة (إنه حك) فيما رتب (عليم) بما خلق (ولقد خلقنا الإنسان) آدم (من صلصال) من طين يابس له صلصة أي صوت إذا نقر (من نار السموم) نار لا دخان لها وفي الحديث مرفوعا خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم رواه مسلم (و إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً) أي آدم (من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته كملت خلقته وهيأته (ونفخت) أجريت (فيه من روحي) فصار حياً (فقعوا له ساجدين) تحية له
    فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)
    (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) للأمر الإلهي (إلا إبليس أبى) امتنع (أن يكون مع الساجدين) لآدم (قال) الله تعالى له ( يا إبليس مالك أن لا تكون) ما منعك أن تكون (مع الساجدين) لآدم (قال لم أكن لأسجد لبشر) جسما كثيفا (خلقته من صلصال من حمإ مسنون) من طين أسود متغير و أنا مخلوق من النار جسم لطيف (قال) له الحق (فاخرج منها) من حضرة الرحمة و القرب (فإنك رجيم) مطرود عنها (و إن عليك اللعنة) مني ومن الملائكة و الناس أجمعين (إلى يوم الدين) إلي يوم القيامة (قال رب أنظرني) أخرني و لا تهلكني (إلي يوم الوقت المعلوم) إلي وقت النفخة الأولى (قال رب بما أغويتني) عن الهدى (لأزينن لهم في الأرض) معاصيك (و لأغوينهم) عن سبيلك (أجمعين) كلهم (إلا عبادك منهم المخلصين) المختارين للإيمان (قال) الله تعالى (هذا صراط علي مستقيم) وهو (إن عبادي) المصطفين لحضرتي (ليس لك عليهم سلطان) تسلط (إلا من اتبعك من الغاوين) التاركين سبيل الهدى (و إن جهنم لموعدهم أجمعين) المتبعين لك
    لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)
    (لها سبعة أبواب) أطباق طبقة فوق طبقة (لكل باب منهم) من أتباعك (جزء مقسوم) لا ينفكون منه (إن المتقين في جنات) ثمانية (و عيون) أربعة (ادخلوها بسلام آمنين) لا تعب و لا نصب و لا خوف (ونزعنا ما في صدورهم من غل) من حقد (إخوانا على سرر متقابلين) يستأنسون (لا يمسهم فيها نصب) عناء (و ما هم عنها بمخرجين) أبدا (نبئ) أخبر (عبادي ) أجمعين (إني أنا الغفور) لأحبابي (الرحيم) بهم (و أن عذابي) لمن عصاني (هو العذاب الأليم) الشديد الألم (ونبئهم عن ضيف إبراهيم) الذين أتوه في صورة الأضياف (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما) سلموا عليه (قال) إبراهيم لهم حين امتنعوا عن أكل العجل إذ قدمه لهم (إنا منكم وجلون) خائفون (قالوا لا توجل) لا تخش منا (إنا) ملائكة (نبشرك بغلام عليم) كثير العلم (قال أبشرتموني) بالولد (على أن مسني الكبر) أي حالة الكبر (فبم) أي فبأي شئ (تبشرون) استفهمهم متعجبا (قالوا بشرناك بالحق) الذي لا شك فيه (فلا تكن من القانطين) من الآيسين من رحمة الله لك بذلك (قال ومن يقنط) لا يقنط وقرئ بكسر النون (من رحمة ربه إلا الضالون) عن الايمان
    قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70)قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71)

    (قال فما خطبكم) شأنكم (أيها المرسلون) ولماذا جئتم (قالوا إنا أرسلنا إلي قوم مجرمين) لإهلاك قوم لوط (إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين) لايمانهم (إلا امرأته قدرنا) قضينا ودبرنا (إنها لمن الغابرين) الباقين في الهلاك لكفرها (فلما جاء آل لوط) أي لوطا (المرسلون) الملائكة (قال) لهم (إنكم قوم منكرون) غير معروفين (قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون) بالعذاب الذي كان قومك يشكون في نزوله (وأتيناك بالحق) الذي لا شك فيه (وإنا لصادقون) في وعدنا (فأسر بأهلك بقطع من الليل) قبل الصبح بوقت (واتبع أدبارهم) امش على آثار أهلك (و لا يلتفت منكم أحد) لئلا يرى العذاب النازل (وامضوا حيث تؤمرون) فسار إلي أهل الشام (و قضينا إليه ذلك الأمر) أخبرناه (أن دابر هؤلاء) من يبقى منهم (مقطوع مصبحين) يهلكون في الصباح (وجاء أهل المدينة) قومه أهل بلده (يستبشرون) بفعل الفاحشة بأضيافه حين أخبروا أن عنده غلمانا حسانا (قال) لوط لهم (إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون) في ضيفي (واتقوا الله) خافوا بطشه (و لا تخزون) بإيذاء أضيافي و السوء إليهم (قالوا أولم ننهك عن العالمين) عن ضيافتهم وكانوا يقصدون الغرباء بفعلهم ذلك (قال هؤلاء بناتي) تزوجوهم (إن كنتم فاعلين) وانتهوا عن أضيافي
    لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ
    (لعمرك) أقسم تعالى بحياة نبيه وحبيبه وصفيه صلى الله عليه وسلم ويكفيك في شأنه وعظيم منزلته لدى ربه ذلك (إنهم لفي سكرتهم يعمهون) في ضلالتهم يتمادون (فأخذتهم الصيحة) صيحة جبريل (مشرقين) حين شروق الشمس (فجعلنا عاليها) عالي قراهم (سافلها) رفعها جبريل في الجو وقلبها عليهم (و أمطرنا عليهم حجارة من سجيل) من طين مطبوخ بالنار (إن في ذلك) المذكور (لآيات) تدل على التوحيد (للمتوسمين) الناظرين نظر اعتبار (وإنها) مدائن قوم لوط (لبسبيل مقيم) طريق لقومك فليعتبروا (إن في ذلك لآية) لعبرة (للمؤمنين) لأنهم أهل نظرة الاعتبار (وإن كان) وإنه كان (أصحاب الأيكة) قوم شعيب و الأيكة غيضة شجر (لظالمين) بتكذيبهم رسلهم (فانتقمنا منهم) فأهلكناهم بالنار النازلة من الظلة (وإنهما) قوم لوط و أصحاب الأيكة (لبإمام) لبطريق (مبين) بين فلم لا تعتبرون بهم أيها المارون (و لقد كذب أصحاب الحجر) اسم و اديهم وهو بين المدينة و الشام (المرسلين) لتكذيبهم الرسل وهم ثمود قوم صالح تكذيبهم له يستلزم تكذيب الكل لاتحاد دعوتهم إلي التوحيد (وآتيناهم آياتنا) في الناقة (فكانوا عنها معرضين) ولذلك عقروها (وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا) لطول عمرهم (آمنين) من نزول الهلاك بهم (فأخذتهم الصيحة) صيحة العذاب (مصبحين) حين دخل الصبح (فما أغنى) دفع (عنهم) عذاب الله
    مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)

    (ما كانوا يكسبون) من البيوت المنحوتة و الأموال (وما خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق) الثابت (وإن الساعة لآتية) لا شك فيها فيجازي فيها العباد على أعمالهم (فاصفح) أيها النبي الكريم أعرض عمن يؤذيك (الصفح الجميل) الإعراض الجميل من غير جزع (إن ربك هو الخلاق) للعباد و أعمالهم (العليم) بذلك (و لقد آتيناك سبعا من المثاني) وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم السبع المثاني فاتحة الكتاب رواه الحاكم (و القرآن العظيم) المشتمل على علوم الأولين و الآخرين (لا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا) أصنافا (منهم) أي لا ترغب في الدنيا (و لا تحزن عليهم) على عدم إيمانهم (و اخفض جناحك) ألن جانبك (للمؤمنين) وتلطف بهم (و قل إني أنا النذير) المخوف من عذاب الله (المبين) المبين المظهر للإنذار (كما أنزلنا) العذاب (على المقتسمين) الكفار المقسمين القرآن يصدقون بعضه ويكذبون بعضه (الذين جعلوا القرآن عضين) كما ذكرناه في قسمهم (فوربك لنسألنهم) يوم القيامة (أجمعين) لا يفلت منهم أحد (عما كانوا يعملون) من الكفر و المعاصي (فاصدع) أيها النبي الكريم (بما تؤمر) به أظهره وامضه (و أعرض عن المشركين) لا تبال بهم (إنا كفيناك المستهزئين) وهم خمسة الأسود بن عبد يغوث و الأسود بن المطلب و الوليد بن المغيرة وعدي بن قيس و العاص بن وائل قتل كل واحد منهم بآفة (الذين يجعلون مع الله إلها آخر) يجعلون له شريكا (فسوف يعلمون ) عاقبة فعلهم (و لقد نعلم أنك يضيق صدرك) الكريم (بما يقولون) لك من التكذيب والاستهزاء بك (فسبح بحمد ربك) قل سبحان الله وبحمده (و كن من الساجدين) المصلين و اشتغل بصلاتك عن أذيتهم (و اعبد ربك) دم على عبادته (حتى يأتيك اليقين) الانتقال إلي الدار الآخرة وقبض روحك الشريفة ولحوقها بالرفيق الأعلى وشهود جلال ربك كما كنت تقول في آخر النزع جلال ربي الرفيع فقد بلغت روى ذلك الحاكم.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:11 am