بسم الله الرحمن الرحيم كتاب
الفرق في شرح أحوال مذاهب المسلمين
والمشركين وهو مرتب على عشرة أبواب الباب الأول في شرح فرق المعتزلة
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول
في بيان ما يشترك فيه سائر فرق المعتزلة
أعلم أن المعتزلة كلهم متفقون على نفي صفات الله تعالى من العلم والقدرة
وعلى أن القرآن محدث ومخلوق وأن الله تعالى ليس خالقا لأفعال العبد
الفصل الثاني
في أنهم لم سموا معتزلة
كان واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد من تلامذة الحسن البصري رحل ولما
أحدثا مذهبا وهو أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر اعتزلا حلقة الحسن
البصري وجلسا ناحية في المسجد فقال الناس إنهما إعتزلا حلقة الحسن
البصري فسموا معتزلة لذلك قال القاضي عبد الجبار وهو رئيس المعتزلة كلما
ورد في القرآن من لفظ الأعتزال فإن المراد منه الأعتزال عن الباطل فعلم أن
اسم الإعتزال مدح وهذا فاسد لقوله تعالى فإن لم تؤمنوا لي فاعتزلوني فإن
المراد من هذا الإعتزال هو الكفر
في فرق المعتزلة !
إعلم أنهم سبع عشرة ! فرقة
الفرقة الأولى الغيلانية
أتباع غيلان الدمشقي وهؤلاء يجمعون بين الأعتزال والإرجاء وغيلان هذا هو
الذي قتله هشام بن عبد الملك سابع خلفاء بني مروان
الفرقة الثانية الواصلية
أتباع واصل بن عطاء الغزال وهو أول من قال إن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر
ولا منافق ولا مشرك ومن مذهبهم أن عليا وطلحة رضي لو شهدا في شيء
واحد فشهادتهما غير مقبولة وإن شهد فيه كل واحد منهما مع شخص آخر
فشهادته مقبولة
الفرقة الثالثة العمرية
أتباع عمرو بن عبيد ومن قولهم إن شهادة طلحة والزبير غير مقبولة بوجه ما
الفرقة الرابعة الهزيلية
أتباع أبي الهزيل ومن مذهبهم أن خالقيه الله تعالى قد انتهت الى حد لا يقدر
أن يخلق شيئا آخر
الفرقة الخامسة النظامية
اتباع إبراهيم بن سيار النظام ومن مذهبهم أن العبد قادر على أشياء لا يقدر
الله تعالى على خلقها والإجماع وخبر الواحد والقياس ليس بحجة عند هؤلاء
ولا يذكرون الصحابة
ولا عليا رضى بسوء
الفرقة السادسة الثمامية
أتباع ثمامة بن أشرس وكان في زمن المأمون ومن مذهبهم أن الفعل يصح
من غير الفاعل
الفرقة السابعة البشرية
أتباع بشر بن معمر بن عباد السلمي وهم يثبتون النفس الناطقة كما هو
مذهب الفلاسفة ويثبتون في الجسم معاني غير متناهية
الفرقة التاسعة المزدارية
أتباع أبي موسى بن عيسى بن مسيح المزدار وهو تلميذ
بشر وأستاذه جعفر بن الحرث وجعفر بن المبشر
الفرقة العاشرة الهشامية
أتباع هشام بن عمرو القوطي وقد كان يمنع من قول حسبنا الله ونعم الوكيل
لأنه لا يجوز إطلاق اسم الوكيل على الله تعالى
الفرقة الحادية عشرة الجاحظية
أتباع عمرو بن بحر الجاحظ ومن قولهم إن المعارف ضرورية
الفرقة الثانية عشرة الجبائية
اتباع أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي ومن مذهبهم أنه يجوز أن يكون
العرض الواحد في حالة واحدة موجودا ومعدوما معا والتزموا هذا من كلام الله
تعالى
الفرقة الرابعة عشرة البهشمية
أتباع أبي بهشم عبد السلام بن أبي على الجبائي وهم يثبتون الحال
ويجوزون أن يعاقب الله تعالى العبد من غير أن يصدر عنه ذنب
الفرقة الخامسة عشرة الأحشدية
أتباع أحشد بن أبي بكر تلميذ محمد بن عمر الصيمري وهم يكفرون أبا هاشم
وأتباعه
الفرقة السادسة عشرة الخياطية
أتباع أبي الحسن عبد الرحيم الخياط وهو استاذ أبي القاسم الكعبي وهم
يقولون إن الجسم في العدم جسم حتى أنهم ألزموه أن يكون راكبا فرسا
معدوما فالتزم ذلك وجوزوه
الفرقة السابعة عشرة الحسينية
أتباع أبي الحسين علي بن محمد البصري وهو تلميذ القاضي عبد الجبار بن
أحمد ثم خالفه ونفى الحال والمعدوم والمعاني وجوز كرامات الأولياء ونفى
المريدية وتوقف في السمع والبصر ولم يبق في زماننا من سائر فرق المعتزلة
إلا هاتان الفرقتان أصحاب أبي هاشم وأصحاب أبي الحسين البصري
الباب الثاني
في شرح فرق الخوارج
ساير فرقهم متفقون على أن العبد يصير كافرا بالذنب وهم يكفرون عثمان
وعليا رضى وطلحة والزبير وعائشة ويعظمون أبا بكر وعمر رضى
الفرقة الأولى المحكمية
وهم الذين قال لعلي رضى لما حكم الحاكمين إن كنت تعلم أنك الإمام حقا
فلم أمرتنا بالمحاربة ثم انفصلوا عنه بهذا السبب وكفروا عليا ومعاوية ! رضى
الفرقة الثانية الأزارقة
أتباع أبي نافع راشد بن الأزرق ومن مذهبهم أن قتل من خالفهم جائز
الفرقة الثالثة النجدات
أتباع نجدة بن عامر النخعي وهم يرون أن قتل من خالفهم واجب وأكثر
الخوارج بنجستان على مقالته
الفرقة الرابعة البيهية
أتباع أبي بيهس ومذهبهم أن من لا يعرف الله تعالى وأسماءه وتفاصيل
الشريعة فهو كافر
الفرقة الخامسة العجاردة
أتباع عبد الكريم بن عجرد وعندهم أن سورة يوسف ليست القرآن لأنها في
شرح العشق والعاشق والمعشوق ومثل هذا لا يجوز أن يكون كلام الله تعالى
الفرقة السادسة الصلتية
أتباع عثمان بن أبي الصلت وعندهم أن من دخل في مذهبهم فهو مسلم
وإنما يحكمون بإسلام الأطفال من حين بلوغهم
الفرقة السابعة الميمونية
وهو ميمون بن عمران ليتبعوه وهم يجوزون نكاح بناتهم ولا يرون أن الشر من
الله تعالى
الفرقة الثامنة الحمزية
أتباع حمزة بن أدرك وهم يقطعون بأن أطفال الكفار في النار
الفرقة التاسعة الخلفية
أتباع خلف وهم لا يرون أن الخير والشر من الله تعالى
الفرقة العاشرة الأطرافية
وهم يقولون إن من لم يعلم أحكام الشريعة من أصحاب أطراف العالم فهو غير
معذور
الفرقة الحادية عشرة الشعبيبة
أصحاب شعيب بن محمد وهم يقولون إن العبد مكتسب ولا يقولون إنه موجد
غير أنهم يوافقون بقية الخوارج فيما عدا هذا من البدع
الفرقة الثانية عشرة الحازمية
أصحاب حازم وهم يقولون بالموافاة
الثالثة عشرة الثعلبية
وهو ثعلب بن عامر وهم على ولاية الأطفال إلا إن ظهر منهم باطل في وقت
التكليف
الفرقة الرابعة عشرة الأخنسية
أصحاب أخنس بن قيس وهم يتبرءون من كل من لا يوافقهم
ولا يسكن في بلاد مخالفهم
الفرقة الخامسة عشرة المعبدية
أصحاب معبد وهم لا يجوزون نكاح كل إمرأة تخالف الدين
الفرقة السادسة عشرة الرشيدية
يوجبون العشر في المعشرات سواء كان السقي من السماء أو من الدالية
الفرقة السابعة عشرة المكرمية
أصحاب مكرم وهم يقولون إن تارك الصلاة كافر لا أنه
ترك الصلاة بل لأنه جاهل بالله
الفرقة الثامنة عشرة المعلومية والمجهولية
أما المعلومية فيقولون من لم يعرف الله تعالى بسائر أسمائه فهو كافر وأما
المجهولية فيقولون إن معرفة جميع الأسماء ليست بواجبة
الفرقة التاسعة عشرة الأباضية
أتباع عبد الله بن أباض ظهر في زمن مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية
وقتل عاقبة الأمر
العشرون الأصفرية
أتباع زياد بن الأصفر يجوزون التقية في القول دون العمل
الفرقة الحادية والعشرون الحفصية
هو أبو جعفر بن أبي المقدام يقولون إن بين الإيمان والشرك خصلة أخرى
وهي معرفة الله تعالى
الباب الثالث
الروافض
إنما سموا بالروافض لأن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضى خرج على هشام بن عبد الملك فطعن عسكره عن ! أبي بكر فمنعهم
من ذلك فرفضوه ولم يبق معه إلا مائتا فارس فقال لهم أي زيد بن علي
رفضتموني قالوا نعم فبقى عليهم هذا الإسم وهم أربع طوائف الزيدية
الإمامية الكيسانية أما الزيدية هم المنسبون الى زيد بن علي زين العابدين
فثلاث طوائف
الأولى الجارودية
أتباع أبي الجارود وهم يطعنون في أبي بكر وعمر رضى
الثانية السليمانية
! هو سليمان بن جرير وهم يعظمون أبا بكر وعمر رضى ويكفورن
عثمان رض
وأما الأمامية فهم فرق
الأولى يقولون إن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا بل المقتول حنى ربي !
في صورة علي وصعد على الى السماء وسينزل وسيجيء أبا بكر وعمر
وينتقم منهما ويزعمون أن الرعد صوت على رضى والبرق صوته وهم إذا
سمعوا صوت الرعد يقولون عليك السلام يا أمير المؤمنين
الثالثة الباقرية
وهم يقولون إن الإمامة لما بلغت الى محمد بن علي الباقر حتمت عليه وهو
لم يمت ولا يموت لكنه غائب
الثانية الناموسية
وهم يقولون إن جعفرا لم يمت لكنه غايب وهو الإمام
الرابعة العمادية
وهم يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق ولده موسى
الخامسة الشمطية
وهم يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق ولده موسى
السادسة الأسماعيلية
وهم يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق إسماعيل بن جعفر ولكن لما مات
إسماعيل في حال حيوة أخيه عادت الإمامة الى أخيه
السابعة المباركية
وهم يقولون إن إسماعيل لما مات انتهت الإمامة الى ولده محمد بن
إسماعيل دون أخيه الثامنة الممطورية
وهم قوم يقولون إن موسى بن جعفر لم يمت بل هو غائب وإنما سموا بهذا
الاسم لما أظهروا هذه المقالة قال لهم قوم والله ما أنتم إلا كلاب ممطورة
يعني أنهم كالكلاب المبتلة من غاية ركاكة هذه المقالة
التاسعة القطعية
وهم يقطعون بدعوة موسى بن جعفر
العاشرة
وهم الذين وقفوا على علي بن موسى الرضا لما مات ولم ينقلوا الإمامة الى
ولده
الحادية عشرة العسكرية
وهم قوم يعترفون بإمامة الحسن العسكري
والثانية عشرة الجعفرية
يقولون إن الإمامة انتقلت من الحسن العسكري الى أخيه جعفر
الثالثة عشرة أصحاب الانتظار
وهم الذين يقولون إن الإمام بعد الحسن العسكري ولده محمد بن الحسن
العسكري وهو غائب وسيحضر وهو المذهب الذي عليه إمامية زماننا هذا
فإنهم يقولون اللهم صلى على محمد المصطفى وعلى
المرتضى وفاطمة الزهراء وخديجة الكبرى والحسن الزكي والحسين الشهيد
بكربلا وزين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى
بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي التقي وعلي بن
محمد النقي والحسن بن علي ومحمد بن الحسن العسكري الإمام القائم
المنتظر والإمامية يزعمون أن المعصومين منهم أربعة عشر وأن الأئمة أثنا
عشر وهم يكفرون الصحابة رضى ويقولون إن الخلق قد كفروا بعد النبي صلى
إلا عليا وفاطمة والحسن والحسين والزبير وعمارا وسلمان وأبا ذر ومقدادا
وبلالا وصهيبا وهذا الذي ذكرناه في الإمامية قطرة من بحر لأن بعض الروافض
قد صنف كتابا وذكر فيه ثلثا وسبعين فرقة من الإمامية
وأما الغلاة منهم فهم فرق كثيرة
الفرقة الأولى السبابية
أتباع عبد الله بن سبا وكان يزعم أن عليا هو الله تعالى وقد أحرق على رض
منهم جماعة وقال إني إذا رأيت أمرا منكرا أججت نارا ودعوت قبرا
الثانية البنانية
أصحاب بنان بن اسماعيل الهندي ويزعمون أن الله تعالى حل في علي رضى
وأولاده وأن أعضاء الله تعالى تعدم كلها ما خلا وجهه لقوله تعالى كل من
عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
الثالثة الحطابية
وهم يزعمون أن الله تعالى حل في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم
في زين العابدين ثم في الباقر في الصادق وتوجه هؤلاء الى مكة في زمن
جعفر الصادق وكانوا يعبدونه فلما سمع الصادق بذلك فأبلغ ذلك أبا الخطاب
وهو رئيسهم فزعم أن الله تعالى قد انفصل عن جعفر وحل فيه وأنه هو أكمل
من الله تعالى ثم إنه قتل
الرابعة المغيرية
أتباع مغبرة بن سعيد العجلي ادعى الإلهية ثم أحرقوا بالنفط والنار
الخامسة المنصورية
أتباع أبي منصور العجلي وكانوا على مقالة المغيرية وزادوا عليهم بأن أباحوا
الزنا واللواطه ثم إنهم قتلوا
السادسة الجناحية
أتباع عبد الله بن الجناحين كانوا يزعمون أن المعرفة إذا حصلت لم يبق شيء
من الطاعات واجبة
السابعة المفوضية
وهم قوم يزعمون أن الباري تعالى خلق روح علي وأرواح أولاده وفوض العالم
إليهم فخلقوا هم الأرضين والسموات قالوا ومن ههنا قلنا في الركوع سبحان
ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الأعلى لأن الإله هو على وأولاده وأما
الإله الأعظم فهو الذي فوض إليهم العالم
الثامنة الغرابية
قالوا علي بمحمد أشبه من الغراب بالغراب وقالوا إن الله تعالى أرسل جبريل
الى علي فغلط جبريل وأدى الرسالة الى محمد
لتأكد المشابهة بين علي ومحمد عليه السلام
التاسعة
وهم يزعمون أن جبريل عليه السلام أزاغ الرسالة عن علي الى محمد عمدا
وقصدا لا غلطا وسهوا وهؤلاء يسيئون القول في جبريل عليه السلام
العاشرة وهم يزعمون أن جبريل ع م أزاغ الرسالة الى علي لكن محمدا كان
أكبر سنا من علي فاستعان علي به ثم إن محمدا استقل بالأمر ودعى
الخلق الى نفسه وهؤلاء يسيئون القول في النبي ع م
الحادي الحادية عشرة الكاملية
أتباع أبي كامل وهم يزعمون أن الصحابة كلهم كفروا لما فوضوا الخلافة الى
أبي بكر وكفر علي أيضا حيث لم يحارب أبا بكر
الثانية عشرة النصرية وهم يزعمون أن الله تعالى كان يحل في علي في
بعض الأوقات وفي اليوم الذي قلع علي باب خيبر كان الله تعالى قد حل فيه
الثالثة عشرة الأسجافية وهم على هذه المقالة وهذه الطائفة باقية في
حلب وفي نواحي الشام الى يومنا هذا
الرابعة عشرة الأزلية وهم يزعمون أن عليا قديم أزلى وكذلك عمر بن الخطاب
أيضا قديم أزلي إلا أن عليا كان خيرا محضا وعمر كان شرا محضا وكان يؤذي
عليا دائما وكأنهم اقتبسوا هذه المقالة من المجوس
الخامسة عشرة الكيالية أتباع أحمد الكيال الملحد وقد كان ضالا مضلا وقد
صنف كتبا في الضلالة والترهات
الكيسانية
وهم الذين يقولون إن الإمامة كانت حقا لمحمد بن الحنفية وهؤلاء الطائفة
يفترقون فرقا
الأولى الكربية أتباع أبي كرب الضرير وهم يزعمون أن الإمام من بعد علي هو
محمد بن الحنفية وهو حي لم يمت ومأواه رضوى وعن يمينه أسد وعن
يساره نمر وكان السيد الحميري الشاعر وكثر الشاعر علي ! هذا الرأي
الثانية المختارية أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي وهم يقولون إن الإمام بعد
الحسين هو محمد بن الحنفية ثم زعم المختار أنه نائب محمد ودعى الخلق
الى الضلالة وأراد محمد أن يقصد نحوه ويمنعه عن ذلك فلما علم المختار إنه
يريد قصده صعد المنبر وقال يا قوم قد ذكر أن إمامكم قد قصد نحوكم ومن
إمارات الإمام أن لا يؤثر فيه السيف فإذا أتى فجربوا هذا فلما بلغ ذلك محمدا
وأنه قد قصد بذلك قتله هرب
الثالثة الهاشمية وهم يزعمون أن الإمام بعد محمد هو أبو هاشم عبد الله بن
محمد وهم يقولون انه قد مات وأوصى بالخلافة الى محمد بن علي بن عبد
الله بن العباس ولما بلغ هؤلاء القوم الى خرسان ودعوا الخلق الى هذه
المقالة كان أبو مسلم صاحب الدعوة حاضرا فقبل تلك الدعوة ولا جرم أنه لما
استفحل أمره دعا الخلق الى بني العباس ونتزع الخلافة من بني أمية
وجعلها فيهم
الرابعة الروندية أتباع أبي هديدة الروندي وهم يزعمون أن الأمامة كانت أولا
حقا للعباس وفرق الكيسانية كثيرة وفي هذا القدر الذي ذكرناه كفاية اعلم أن
اليهود أكثرهم مشبهة وكان بدو ظهور التشبيه في الإسلام من الروافض مثل
بنان بن سمعان الذي كان يثبت لله تعالى
الأعضاء والجوارح وهشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي ويونس بن
عبد الرحمن القمي وأبو جعفر الأحول الذي كان يدعى شيطان الطاق وهؤلاء
رؤساء علماء الروافض ثم تهافت في ذلك المحدثون ممن لم يكن لهم نصيب
من علم المعقولات ونحن نذكر فرقهم على الترتيب
الحكمية وهم أصحاب هشام بن الحكم وكان يزعم أن الله تعالى جسم وغير
مذهبه في سنة واحدة عدة تغيرات فزعم تارة أن الله تعالى كالسبيكة
الصافية وزعم مرة أخرى أنه كالشمع الذي من أي جانب نظرت اليه كان ذلك
الجانب وجهه واستقر رأيه عاقبة الأمر على أنه سبعة أشياء لأن هذا المقدار
أقرب الى الاعتدال من سائر المقادير
الثانية الجواليقية أتباع هشام بن سالم الجواليقي الرافضي وهم يزعمون أنه
تعالى
ليس بجسم لكن صورته صورة الآدمي وهو مركب من اليد والرجل والعين لأن
أعضاءه ليست من لحم ولا دم
الثالة اليونسية أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي وهم يزعمون أن النصف
الأعلى من على من الله مجوف وأن النصف الأدنى منه مصمت
الرابعة الشيطانية أتباع شيطان الطاق وهم يزعمون أن الباري تعالى مستقر
على ا لعرش والملائكة يحملون العرش وهم وإن كانوا ضعفاء بالنسبة الى الله
تعالى لكن الضعيف قد يحمل القوي كرجل الديك التي تحمل مع دقتها جثة
الديك
الخامسة الحوارية أصحاب داود الحواري وهو يثبت الأعضاء والحركة
والسكون والسعي لله تعالى وكان يقول سلوني عن شرح سائر أعضائه
تعالى ما عدا شرح فرجه ولحيته
فصل
اعلم أن جماعة من المعتزلة ينسبون التشبيه الى الإمام أحمد بن حنبل
رحمه الله واسحق بن راهويه ويحيى بن معين وهذا خطأ فإنهم منزهون في
أعتقادهم عن التشبيه والتعطيل لكنهم كانوا لا يتكلمون في المتشابهات بل
كانوا يقولون آمنا وصدقنا مع أنهم كانوا يجزمون بأن الله تعالى لا شبيه له
وليس كمثله شيء ومعلوم أن هذا الاعتقاد بعيد جدا عن التشبيه
الباب الخامس
في فرق الكرامية
وهم أتباع ابي عبد الله محمد بن كرام وكان من زهاد سجستان واغتر جماعة
بزهده ثم اخرج هو وأصحابه من سجستان فساروا حتى انتهوا الى غرجة
فدعوا أهلها الى اعتقادهم فقبلوا قولهم وبقى ذلك المذهب في تلك الناحية
وهو فرق كثيرة على هذا التفصيل
الطرايقة الأسحاقية الحماقية العابدية اليونانية السورمية الهيصمية وأقربهم
الهيصمية وفي الجملة فهم كلهم يعتقدون أن الله تعالى جسم وجوهر ومحل
للحوادث ويثبتون له جهة ومكانا إلا أن العابدية يزعمون أن البعد بينه وبين
العرش متناه والهيصمية يقولون إن ذلك البعد غير متناه ولهم في الفروع أقوال
عجيبة ومدار امرهم على المخرقة والتزوير وإظهار التزهد ولأبي عبد الله بن
كرام تصانيف كثيرة إلا أن كلامه في غاية الركة والسقوط
الباب السادس
في فرق الجبرية
وهم يزعمون أن العبد ليس قادرا على فعله والمعتزلة يسمون أصحاب هذا
الرأي الجبرية والمجبرة وهذا خطأ لأنا لا نقول إن العبد ليس بقادر بل نقول إنه
ليس خالقا
الفرقة الأولى من الجبرية الجهمية أصحاب جهم بن صفوان وكان رجلا من
الفرق في شرح أحوال مذاهب المسلمين
والمشركين وهو مرتب على عشرة أبواب الباب الأول في شرح فرق المعتزلة
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول
في بيان ما يشترك فيه سائر فرق المعتزلة
أعلم أن المعتزلة كلهم متفقون على نفي صفات الله تعالى من العلم والقدرة
وعلى أن القرآن محدث ومخلوق وأن الله تعالى ليس خالقا لأفعال العبد
الفصل الثاني
في أنهم لم سموا معتزلة
كان واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد من تلامذة الحسن البصري رحل ولما
أحدثا مذهبا وهو أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر اعتزلا حلقة الحسن
البصري وجلسا ناحية في المسجد فقال الناس إنهما إعتزلا حلقة الحسن
البصري فسموا معتزلة لذلك قال القاضي عبد الجبار وهو رئيس المعتزلة كلما
ورد في القرآن من لفظ الأعتزال فإن المراد منه الأعتزال عن الباطل فعلم أن
اسم الإعتزال مدح وهذا فاسد لقوله تعالى فإن لم تؤمنوا لي فاعتزلوني فإن
المراد من هذا الإعتزال هو الكفر
في فرق المعتزلة !
إعلم أنهم سبع عشرة ! فرقة
الفرقة الأولى الغيلانية
أتباع غيلان الدمشقي وهؤلاء يجمعون بين الأعتزال والإرجاء وغيلان هذا هو
الذي قتله هشام بن عبد الملك سابع خلفاء بني مروان
الفرقة الثانية الواصلية
أتباع واصل بن عطاء الغزال وهو أول من قال إن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر
ولا منافق ولا مشرك ومن مذهبهم أن عليا وطلحة رضي لو شهدا في شيء
واحد فشهادتهما غير مقبولة وإن شهد فيه كل واحد منهما مع شخص آخر
فشهادته مقبولة
الفرقة الثالثة العمرية
أتباع عمرو بن عبيد ومن قولهم إن شهادة طلحة والزبير غير مقبولة بوجه ما
الفرقة الرابعة الهزيلية
أتباع أبي الهزيل ومن مذهبهم أن خالقيه الله تعالى قد انتهت الى حد لا يقدر
أن يخلق شيئا آخر
الفرقة الخامسة النظامية
اتباع إبراهيم بن سيار النظام ومن مذهبهم أن العبد قادر على أشياء لا يقدر
الله تعالى على خلقها والإجماع وخبر الواحد والقياس ليس بحجة عند هؤلاء
ولا يذكرون الصحابة
ولا عليا رضى بسوء
الفرقة السادسة الثمامية
أتباع ثمامة بن أشرس وكان في زمن المأمون ومن مذهبهم أن الفعل يصح
من غير الفاعل
الفرقة السابعة البشرية
أتباع بشر بن معمر بن عباد السلمي وهم يثبتون النفس الناطقة كما هو
مذهب الفلاسفة ويثبتون في الجسم معاني غير متناهية
الفرقة التاسعة المزدارية
أتباع أبي موسى بن عيسى بن مسيح المزدار وهو تلميذ
بشر وأستاذه جعفر بن الحرث وجعفر بن المبشر
الفرقة العاشرة الهشامية
أتباع هشام بن عمرو القوطي وقد كان يمنع من قول حسبنا الله ونعم الوكيل
لأنه لا يجوز إطلاق اسم الوكيل على الله تعالى
الفرقة الحادية عشرة الجاحظية
أتباع عمرو بن بحر الجاحظ ومن قولهم إن المعارف ضرورية
الفرقة الثانية عشرة الجبائية
اتباع أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي ومن مذهبهم أنه يجوز أن يكون
العرض الواحد في حالة واحدة موجودا ومعدوما معا والتزموا هذا من كلام الله
تعالى
الفرقة الرابعة عشرة البهشمية
أتباع أبي بهشم عبد السلام بن أبي على الجبائي وهم يثبتون الحال
ويجوزون أن يعاقب الله تعالى العبد من غير أن يصدر عنه ذنب
الفرقة الخامسة عشرة الأحشدية
أتباع أحشد بن أبي بكر تلميذ محمد بن عمر الصيمري وهم يكفرون أبا هاشم
وأتباعه
الفرقة السادسة عشرة الخياطية
أتباع أبي الحسن عبد الرحيم الخياط وهو استاذ أبي القاسم الكعبي وهم
يقولون إن الجسم في العدم جسم حتى أنهم ألزموه أن يكون راكبا فرسا
معدوما فالتزم ذلك وجوزوه
الفرقة السابعة عشرة الحسينية
أتباع أبي الحسين علي بن محمد البصري وهو تلميذ القاضي عبد الجبار بن
أحمد ثم خالفه ونفى الحال والمعدوم والمعاني وجوز كرامات الأولياء ونفى
المريدية وتوقف في السمع والبصر ولم يبق في زماننا من سائر فرق المعتزلة
إلا هاتان الفرقتان أصحاب أبي هاشم وأصحاب أبي الحسين البصري
الباب الثاني
في شرح فرق الخوارج
ساير فرقهم متفقون على أن العبد يصير كافرا بالذنب وهم يكفرون عثمان
وعليا رضى وطلحة والزبير وعائشة ويعظمون أبا بكر وعمر رضى
الفرقة الأولى المحكمية
وهم الذين قال لعلي رضى لما حكم الحاكمين إن كنت تعلم أنك الإمام حقا
فلم أمرتنا بالمحاربة ثم انفصلوا عنه بهذا السبب وكفروا عليا ومعاوية ! رضى
الفرقة الثانية الأزارقة
أتباع أبي نافع راشد بن الأزرق ومن مذهبهم أن قتل من خالفهم جائز
الفرقة الثالثة النجدات
أتباع نجدة بن عامر النخعي وهم يرون أن قتل من خالفهم واجب وأكثر
الخوارج بنجستان على مقالته
الفرقة الرابعة البيهية
أتباع أبي بيهس ومذهبهم أن من لا يعرف الله تعالى وأسماءه وتفاصيل
الشريعة فهو كافر
الفرقة الخامسة العجاردة
أتباع عبد الكريم بن عجرد وعندهم أن سورة يوسف ليست القرآن لأنها في
شرح العشق والعاشق والمعشوق ومثل هذا لا يجوز أن يكون كلام الله تعالى
الفرقة السادسة الصلتية
أتباع عثمان بن أبي الصلت وعندهم أن من دخل في مذهبهم فهو مسلم
وإنما يحكمون بإسلام الأطفال من حين بلوغهم
الفرقة السابعة الميمونية
وهو ميمون بن عمران ليتبعوه وهم يجوزون نكاح بناتهم ولا يرون أن الشر من
الله تعالى
الفرقة الثامنة الحمزية
أتباع حمزة بن أدرك وهم يقطعون بأن أطفال الكفار في النار
الفرقة التاسعة الخلفية
أتباع خلف وهم لا يرون أن الخير والشر من الله تعالى
الفرقة العاشرة الأطرافية
وهم يقولون إن من لم يعلم أحكام الشريعة من أصحاب أطراف العالم فهو غير
معذور
الفرقة الحادية عشرة الشعبيبة
أصحاب شعيب بن محمد وهم يقولون إن العبد مكتسب ولا يقولون إنه موجد
غير أنهم يوافقون بقية الخوارج فيما عدا هذا من البدع
الفرقة الثانية عشرة الحازمية
أصحاب حازم وهم يقولون بالموافاة
الثالثة عشرة الثعلبية
وهو ثعلب بن عامر وهم على ولاية الأطفال إلا إن ظهر منهم باطل في وقت
التكليف
الفرقة الرابعة عشرة الأخنسية
أصحاب أخنس بن قيس وهم يتبرءون من كل من لا يوافقهم
ولا يسكن في بلاد مخالفهم
الفرقة الخامسة عشرة المعبدية
أصحاب معبد وهم لا يجوزون نكاح كل إمرأة تخالف الدين
الفرقة السادسة عشرة الرشيدية
يوجبون العشر في المعشرات سواء كان السقي من السماء أو من الدالية
الفرقة السابعة عشرة المكرمية
أصحاب مكرم وهم يقولون إن تارك الصلاة كافر لا أنه
ترك الصلاة بل لأنه جاهل بالله
الفرقة الثامنة عشرة المعلومية والمجهولية
أما المعلومية فيقولون من لم يعرف الله تعالى بسائر أسمائه فهو كافر وأما
المجهولية فيقولون إن معرفة جميع الأسماء ليست بواجبة
الفرقة التاسعة عشرة الأباضية
أتباع عبد الله بن أباض ظهر في زمن مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية
وقتل عاقبة الأمر
العشرون الأصفرية
أتباع زياد بن الأصفر يجوزون التقية في القول دون العمل
الفرقة الحادية والعشرون الحفصية
هو أبو جعفر بن أبي المقدام يقولون إن بين الإيمان والشرك خصلة أخرى
وهي معرفة الله تعالى
الباب الثالث
الروافض
إنما سموا بالروافض لأن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضى خرج على هشام بن عبد الملك فطعن عسكره عن ! أبي بكر فمنعهم
من ذلك فرفضوه ولم يبق معه إلا مائتا فارس فقال لهم أي زيد بن علي
رفضتموني قالوا نعم فبقى عليهم هذا الإسم وهم أربع طوائف الزيدية
الإمامية الكيسانية أما الزيدية هم المنسبون الى زيد بن علي زين العابدين
فثلاث طوائف
الأولى الجارودية
أتباع أبي الجارود وهم يطعنون في أبي بكر وعمر رضى
الثانية السليمانية
! هو سليمان بن جرير وهم يعظمون أبا بكر وعمر رضى ويكفورن
عثمان رض
وأما الأمامية فهم فرق
الأولى يقولون إن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا بل المقتول حنى ربي !
في صورة علي وصعد على الى السماء وسينزل وسيجيء أبا بكر وعمر
وينتقم منهما ويزعمون أن الرعد صوت على رضى والبرق صوته وهم إذا
سمعوا صوت الرعد يقولون عليك السلام يا أمير المؤمنين
الثالثة الباقرية
وهم يقولون إن الإمامة لما بلغت الى محمد بن علي الباقر حتمت عليه وهو
لم يمت ولا يموت لكنه غائب
الثانية الناموسية
وهم يقولون إن جعفرا لم يمت لكنه غايب وهو الإمام
الرابعة العمادية
وهم يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق ولده موسى
الخامسة الشمطية
وهم يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق ولده موسى
السادسة الأسماعيلية
وهم يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق إسماعيل بن جعفر ولكن لما مات
إسماعيل في حال حيوة أخيه عادت الإمامة الى أخيه
السابعة المباركية
وهم يقولون إن إسماعيل لما مات انتهت الإمامة الى ولده محمد بن
إسماعيل دون أخيه الثامنة الممطورية
وهم قوم يقولون إن موسى بن جعفر لم يمت بل هو غائب وإنما سموا بهذا
الاسم لما أظهروا هذه المقالة قال لهم قوم والله ما أنتم إلا كلاب ممطورة
يعني أنهم كالكلاب المبتلة من غاية ركاكة هذه المقالة
التاسعة القطعية
وهم يقطعون بدعوة موسى بن جعفر
العاشرة
وهم الذين وقفوا على علي بن موسى الرضا لما مات ولم ينقلوا الإمامة الى
ولده
الحادية عشرة العسكرية
وهم قوم يعترفون بإمامة الحسن العسكري
والثانية عشرة الجعفرية
يقولون إن الإمامة انتقلت من الحسن العسكري الى أخيه جعفر
الثالثة عشرة أصحاب الانتظار
وهم الذين يقولون إن الإمام بعد الحسن العسكري ولده محمد بن الحسن
العسكري وهو غائب وسيحضر وهو المذهب الذي عليه إمامية زماننا هذا
فإنهم يقولون اللهم صلى على محمد المصطفى وعلى
المرتضى وفاطمة الزهراء وخديجة الكبرى والحسن الزكي والحسين الشهيد
بكربلا وزين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى
بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي التقي وعلي بن
محمد النقي والحسن بن علي ومحمد بن الحسن العسكري الإمام القائم
المنتظر والإمامية يزعمون أن المعصومين منهم أربعة عشر وأن الأئمة أثنا
عشر وهم يكفرون الصحابة رضى ويقولون إن الخلق قد كفروا بعد النبي صلى
إلا عليا وفاطمة والحسن والحسين والزبير وعمارا وسلمان وأبا ذر ومقدادا
وبلالا وصهيبا وهذا الذي ذكرناه في الإمامية قطرة من بحر لأن بعض الروافض
قد صنف كتابا وذكر فيه ثلثا وسبعين فرقة من الإمامية
وأما الغلاة منهم فهم فرق كثيرة
الفرقة الأولى السبابية
أتباع عبد الله بن سبا وكان يزعم أن عليا هو الله تعالى وقد أحرق على رض
منهم جماعة وقال إني إذا رأيت أمرا منكرا أججت نارا ودعوت قبرا
الثانية البنانية
أصحاب بنان بن اسماعيل الهندي ويزعمون أن الله تعالى حل في علي رضى
وأولاده وأن أعضاء الله تعالى تعدم كلها ما خلا وجهه لقوله تعالى كل من
عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
الثالثة الحطابية
وهم يزعمون أن الله تعالى حل في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم
في زين العابدين ثم في الباقر في الصادق وتوجه هؤلاء الى مكة في زمن
جعفر الصادق وكانوا يعبدونه فلما سمع الصادق بذلك فأبلغ ذلك أبا الخطاب
وهو رئيسهم فزعم أن الله تعالى قد انفصل عن جعفر وحل فيه وأنه هو أكمل
من الله تعالى ثم إنه قتل
الرابعة المغيرية
أتباع مغبرة بن سعيد العجلي ادعى الإلهية ثم أحرقوا بالنفط والنار
الخامسة المنصورية
أتباع أبي منصور العجلي وكانوا على مقالة المغيرية وزادوا عليهم بأن أباحوا
الزنا واللواطه ثم إنهم قتلوا
السادسة الجناحية
أتباع عبد الله بن الجناحين كانوا يزعمون أن المعرفة إذا حصلت لم يبق شيء
من الطاعات واجبة
السابعة المفوضية
وهم قوم يزعمون أن الباري تعالى خلق روح علي وأرواح أولاده وفوض العالم
إليهم فخلقوا هم الأرضين والسموات قالوا ومن ههنا قلنا في الركوع سبحان
ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الأعلى لأن الإله هو على وأولاده وأما
الإله الأعظم فهو الذي فوض إليهم العالم
الثامنة الغرابية
قالوا علي بمحمد أشبه من الغراب بالغراب وقالوا إن الله تعالى أرسل جبريل
الى علي فغلط جبريل وأدى الرسالة الى محمد
لتأكد المشابهة بين علي ومحمد عليه السلام
التاسعة
وهم يزعمون أن جبريل عليه السلام أزاغ الرسالة عن علي الى محمد عمدا
وقصدا لا غلطا وسهوا وهؤلاء يسيئون القول في جبريل عليه السلام
العاشرة وهم يزعمون أن جبريل ع م أزاغ الرسالة الى علي لكن محمدا كان
أكبر سنا من علي فاستعان علي به ثم إن محمدا استقل بالأمر ودعى
الخلق الى نفسه وهؤلاء يسيئون القول في النبي ع م
الحادي الحادية عشرة الكاملية
أتباع أبي كامل وهم يزعمون أن الصحابة كلهم كفروا لما فوضوا الخلافة الى
أبي بكر وكفر علي أيضا حيث لم يحارب أبا بكر
الثانية عشرة النصرية وهم يزعمون أن الله تعالى كان يحل في علي في
بعض الأوقات وفي اليوم الذي قلع علي باب خيبر كان الله تعالى قد حل فيه
الثالثة عشرة الأسجافية وهم على هذه المقالة وهذه الطائفة باقية في
حلب وفي نواحي الشام الى يومنا هذا
الرابعة عشرة الأزلية وهم يزعمون أن عليا قديم أزلى وكذلك عمر بن الخطاب
أيضا قديم أزلي إلا أن عليا كان خيرا محضا وعمر كان شرا محضا وكان يؤذي
عليا دائما وكأنهم اقتبسوا هذه المقالة من المجوس
الخامسة عشرة الكيالية أتباع أحمد الكيال الملحد وقد كان ضالا مضلا وقد
صنف كتبا في الضلالة والترهات
الكيسانية
وهم الذين يقولون إن الإمامة كانت حقا لمحمد بن الحنفية وهؤلاء الطائفة
يفترقون فرقا
الأولى الكربية أتباع أبي كرب الضرير وهم يزعمون أن الإمام من بعد علي هو
محمد بن الحنفية وهو حي لم يمت ومأواه رضوى وعن يمينه أسد وعن
يساره نمر وكان السيد الحميري الشاعر وكثر الشاعر علي ! هذا الرأي
الثانية المختارية أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي وهم يقولون إن الإمام بعد
الحسين هو محمد بن الحنفية ثم زعم المختار أنه نائب محمد ودعى الخلق
الى الضلالة وأراد محمد أن يقصد نحوه ويمنعه عن ذلك فلما علم المختار إنه
يريد قصده صعد المنبر وقال يا قوم قد ذكر أن إمامكم قد قصد نحوكم ومن
إمارات الإمام أن لا يؤثر فيه السيف فإذا أتى فجربوا هذا فلما بلغ ذلك محمدا
وأنه قد قصد بذلك قتله هرب
الثالثة الهاشمية وهم يزعمون أن الإمام بعد محمد هو أبو هاشم عبد الله بن
محمد وهم يقولون انه قد مات وأوصى بالخلافة الى محمد بن علي بن عبد
الله بن العباس ولما بلغ هؤلاء القوم الى خرسان ودعوا الخلق الى هذه
المقالة كان أبو مسلم صاحب الدعوة حاضرا فقبل تلك الدعوة ولا جرم أنه لما
استفحل أمره دعا الخلق الى بني العباس ونتزع الخلافة من بني أمية
وجعلها فيهم
الرابعة الروندية أتباع أبي هديدة الروندي وهم يزعمون أن الأمامة كانت أولا
حقا للعباس وفرق الكيسانية كثيرة وفي هذا القدر الذي ذكرناه كفاية اعلم أن
اليهود أكثرهم مشبهة وكان بدو ظهور التشبيه في الإسلام من الروافض مثل
بنان بن سمعان الذي كان يثبت لله تعالى
الأعضاء والجوارح وهشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي ويونس بن
عبد الرحمن القمي وأبو جعفر الأحول الذي كان يدعى شيطان الطاق وهؤلاء
رؤساء علماء الروافض ثم تهافت في ذلك المحدثون ممن لم يكن لهم نصيب
من علم المعقولات ونحن نذكر فرقهم على الترتيب
الحكمية وهم أصحاب هشام بن الحكم وكان يزعم أن الله تعالى جسم وغير
مذهبه في سنة واحدة عدة تغيرات فزعم تارة أن الله تعالى كالسبيكة
الصافية وزعم مرة أخرى أنه كالشمع الذي من أي جانب نظرت اليه كان ذلك
الجانب وجهه واستقر رأيه عاقبة الأمر على أنه سبعة أشياء لأن هذا المقدار
أقرب الى الاعتدال من سائر المقادير
الثانية الجواليقية أتباع هشام بن سالم الجواليقي الرافضي وهم يزعمون أنه
تعالى
ليس بجسم لكن صورته صورة الآدمي وهو مركب من اليد والرجل والعين لأن
أعضاءه ليست من لحم ولا دم
الثالة اليونسية أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي وهم يزعمون أن النصف
الأعلى من على من الله مجوف وأن النصف الأدنى منه مصمت
الرابعة الشيطانية أتباع شيطان الطاق وهم يزعمون أن الباري تعالى مستقر
على ا لعرش والملائكة يحملون العرش وهم وإن كانوا ضعفاء بالنسبة الى الله
تعالى لكن الضعيف قد يحمل القوي كرجل الديك التي تحمل مع دقتها جثة
الديك
الخامسة الحوارية أصحاب داود الحواري وهو يثبت الأعضاء والحركة
والسكون والسعي لله تعالى وكان يقول سلوني عن شرح سائر أعضائه
تعالى ما عدا شرح فرجه ولحيته
فصل
اعلم أن جماعة من المعتزلة ينسبون التشبيه الى الإمام أحمد بن حنبل
رحمه الله واسحق بن راهويه ويحيى بن معين وهذا خطأ فإنهم منزهون في
أعتقادهم عن التشبيه والتعطيل لكنهم كانوا لا يتكلمون في المتشابهات بل
كانوا يقولون آمنا وصدقنا مع أنهم كانوا يجزمون بأن الله تعالى لا شبيه له
وليس كمثله شيء ومعلوم أن هذا الاعتقاد بعيد جدا عن التشبيه
الباب الخامس
في فرق الكرامية
وهم أتباع ابي عبد الله محمد بن كرام وكان من زهاد سجستان واغتر جماعة
بزهده ثم اخرج هو وأصحابه من سجستان فساروا حتى انتهوا الى غرجة
فدعوا أهلها الى اعتقادهم فقبلوا قولهم وبقى ذلك المذهب في تلك الناحية
وهو فرق كثيرة على هذا التفصيل
الطرايقة الأسحاقية الحماقية العابدية اليونانية السورمية الهيصمية وأقربهم
الهيصمية وفي الجملة فهم كلهم يعتقدون أن الله تعالى جسم وجوهر ومحل
للحوادث ويثبتون له جهة ومكانا إلا أن العابدية يزعمون أن البعد بينه وبين
العرش متناه والهيصمية يقولون إن ذلك البعد غير متناه ولهم في الفروع أقوال
عجيبة ومدار امرهم على المخرقة والتزوير وإظهار التزهد ولأبي عبد الله بن
كرام تصانيف كثيرة إلا أن كلامه في غاية الركة والسقوط
الباب السادس
في فرق الجبرية
وهم يزعمون أن العبد ليس قادرا على فعله والمعتزلة يسمون أصحاب هذا
الرأي الجبرية والمجبرة وهذا خطأ لأنا لا نقول إن العبد ليس بقادر بل نقول إنه
ليس خالقا
الفرقة الأولى من الجبرية الجهمية أصحاب جهم بن صفوان وكان رجلا من